نائب بالكنيست يكشف.. خداع قطر حول علاقتها بإسرائيل
كشف إيلي أفيدار، عضو الكنيست الإسرائيلي، كواليس تفاصيل العلاقة بين الدوحة وتل أبيب، والسياسات المتناقضة لتنظيم الحمدين تجاه إسرائيل.
وبدأت قطر علاقاتها مع إسرائيل عقب مؤتمر مدريد، وكان أول لقاء قطري- إسرائيلي مع رئيس الحكومة الإسرائيلي وقتها شمعون بيريز، بعد زيارته لقطر عام 1996 وافتتاحه المكتب التجاري الإسرائيلي في الدوحة، وتوقيع اتفاقيات بيع الغاز القطري لإسرائيل، ثم إنشاء بورصة الغاز القطرية في تل أبيب.
وأكد إيلي أفيدار، في حوار مع فضائية "سكاي نيوز عربية"، أن قطر تنتهج أسلوب الخداع والكذب في طبيعة علاقاتها القوية مع إسرائيل، التي تعود لعام 1995.
وأوضح إيلي أفيدار أن "النظام القطري حاول إيهام شعبه بعدم وجود أي علاقات بإسرائيل"، لافتاً إلى أن نظام الدوحة "روج إلى أن قطر لا توافق على العلاقات مع إسرائيل، في حين أن النظام هو من طلب عقد اتفاق مع تل أبيب، وافتتاح مكتب تجاري إسرائيلي بالدوحة".
وروى أفيدار واقعة تبرز تناقض السياسات القطرية بين السر والعلن، قائلا: تم تكليف فواز العطية، مستشار رئيس الوزراء القطري الأسبق حمد بن جاسم، بتأجير مكتب لصالح الإسرائيليين في قطر، على أن يعلن أنه مالك للمكتب".
وتابع :" وقتها بدأ الإعلام القطري في الترويج بأن صاحب المكتب يسعى لطرد مكتب المصالح الإسرائيلية من البلاد".
كما أشار عضو الكنيست الإسرائيلي إلى أنه "في عام 2000، كذبت قطر على الدول التي شاركت بمؤتمر القمة الإسلامية، قائلة إنها "أغلقت مكتبنا، لكنني كنت هناك، وطلبوا مني أن أصمت، وألا أغادر البيت لمدة أسبوعين.. هذا أسلوب قطر، أسلوب الخداع والكذب وإخفاء علاقاتها بإسرائيل".
وفي هذا الصدد، شدد على أن سياسة قطر هي سياسة (حمد بن جاسم) التي تلعب على الجبهتين، ففي الوقت الذي تقترب فيه من إسرائيل وتعقد اللقاءات مع قادتها بالخفاء، تطلب من قناة الجزيرة ، الذراع الإعلامية لها، انتقاد تل أبيب بشكل علني.
كما يروي "أفيدار" واقعة تعكس محاولة حمد بن جاسم التودد الشخصي لإسرائيل ورعاية مصالحها، قائلا: "ألتقيت بن جاسم مرة واحدة بناء على رغبة أمير قطر، وخلال اللقاء، قال: أريد أن أنصحك بشكل أخوي، بأن لا تتحدث مع شخص أخر غيري في الديوان الأميري، حتى لا يتسبب ذلك في مشكلة لك".
وزاد قائلا : ""بن جاسم لم يكن جزءا من الحل بل مشكلة، وكان بيده الملف الأمريكي والإسرائيلي في الدوحة".
وتطرق إلى العلاقة بين حمد بن جاسم وأمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني، قائلا: "بن جاسم كان العقل المدبر للحكومة القطرية، وكان يسيطر على ملفات عديدة، ومع مرور الوقت اكتشفنا الثقة المفقودة بينه وبين أمير البلاد"، مدللا على ذلك بقول: "الأمير كان لا يغادر الدوحة إلا بعد خروج حمد بن جاسم".
وحول حقيقة حرية الرأي في الإعلام القطري، قال: "الإعلام لم يتحدث إطلاقا عن المكتب الإسرائيلي، وكان دائم الانتقاد لتل أبيب، وكان يبلغنا دائما أن هناك حرية رأي وتعبير، لكن الواقع غير ذلك".
ودلل بالقول: " زارت بعثة إسرائيلية الدوحة لتوقيع اتفاق ما مع الحكومة القطرية، وعلم بهذه الزيارة صحفي سوداني، فبادر بالاتصال بي لتأكيد الخبر، وحينها طلبت منه الانتظار، للرجوع لمسئول بالدوحة عن الزيارة، فكان الرد "لا تقلق مش هيكتب.. وإن حدث هيكتب في السجن".
كما تحدث أفيدور أيضا عن هجوم قناة "الجزيرة" على دولة موريتانيا حين قررت فتح سفارة إسرائيلية في البلاد، واعتبرتها القناة القطرية نوع من التطبيع.
وأكد أفيدور تأييده لمقاطعة دول الرباعي العربي لقطر، قائلا:" المقاطعة تأخرت كثيرا.. حيث إن الدوحة تعتبر إيران صديقا، في حين أنها عدو مباشر للخليج والشرق الأوسط".
وقال أفيدور إنه من خلال متابعته الدقيقة للإعلام القطري، قبل تعيينه رئيسا لمكتب التمثيل التجاري في قطر عام 1995، اتضح له بشكل واضح أن " إيران هي صديق الدوحة، في حين أن العدو هو السعودية والإمارات والبحرين، وهى السياسة التي لم تتغير حتى الآن"، وفق قوله.
ولم تكن القضية الفلسطينية ومصالح الشعب الفلسطيني على أجندة حمد بن جاسم خلال فترة فتح مكتب المصالح الإسرائيلية بالدوحة، بحسب النائب الإسرائيلي.
وقال "أفيدور" إن "الأخير لم يتحدث إطلاقا عن القضية الفلسطينية ولم يفعل شيئا لها، بل لم ينص اتفاق فتح المكتب الإسرائيلي على أي اشارة للقضية".
وكانت السلطة الفلسطينية اشتكت مراراً من الاتصالات التي تجريها قطر مع إسرائيل وحركة حماس.
وقال عزام الأحمد، عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، والمركزية لحركة (فتح)، في وقت سابق، إن قطر تشق الصف وتسعى لتكريس الانقسام بين الفصائل بأموالها التي تدخلها.
وفي سؤاله عن الموقف من عقد قطر اتفاق سلام مع إسرائيل قريبا، قال النائب الإسرائيلي: "نحن كحزب معارض لرئيس الوزراء الإسرائيلي سنرفض اتفاق السلام مع الدوحة، لأن قطر جزء من المشكلة في المنطقة، وليس الحل".
وحول معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل، قال: "أيدنا بشكل واضح الاتفاق المبارك مع الإمارات لأن معاهدة السلام مع أبوظبي هامة للغاية، كما حظى الاتفاق على التأييد الشامل للمجتمع الإسرائيلي".
وتابع: "ينبغي على شعوب المنطقة البحث عن مصالحهم، وأن يعلموا جيدا من هو العدو ومن الصديق".
aXA6IDE4LjExOS4xMjEuMjM0IA== جزيرة ام اند امز