أكبر صفقة فساد كروي.. رشاوى مونديال قطر تتسلل للدوري الفرنسي
شبكة قنوات "بي إن سبورتس فرنسا" تدخل في نطاق حلقات مسلسل الفساد الذي أحاط بمنح قطر تنظيم مونديال 2022.. تعرف على التفاصيل.
واصل إعلام فرنسا تسليط الضوء على الصفقة المشبوهة التي عقدتها قطر مع بعض السياسيين الفرنسيين، والتي أسهمت في منحها حق تنظيم كأس العالم 2022.
موقع "ميديا بارت" الفرنسي قام بنشر تحقيق استقصائي، كشف فيه عن جملة من الأسرار والكواليس الجديدة التي صاحبت مسلسل الفساد المتعلق بمنح قطر تنظيم مونديال 2022، منذ نحو 10 سنوات.
وكشف الموقع أن صفقات "المنافع المتبادلة" بين قطر والسياسيين الفرنسيين تضمنت ضمن أبرز فصولها عملية إنشاء شبكة قنوات "بي إن سبورتس" فرنسا عام 2012، بعد عامين فقط من موافقة المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) على منح قطر حق تنظيم البطولة.
دور مشبوه
لعب الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي دورا كبيرا في ملف منح قطر حق استضافة مونديال 2022، وفقا لما كشفت عنه تقارير إعلامية فرنسية متعددة خلال السنوات الأخيرة.
وكان ميشيل بلاتيني، الذي شغل في تلك الفترة منصبي رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ونائب رئيس الاتحاد الدولي (الفيفا)، كشف عن تعرضه لضغوطات من قبل الرئيس الفرنسي الأسبق جعلته يغير من موقفه ويصوت، فضلا عن 3 من مقربيه بالمكتب التنفيذي وقتها، لفائدة الملف القطري.
واستمعت النيابة العامة المالية لبلاتيني كشاهد في سنة 2017 ، في القضية التي فتحتها عام 2016 وتم التحقيق فيها في تهم "فساد خاص" و"تآمر جنائي" و"استغلال نفوذ"، في عملية منح قطر حق تنظيم مونديال 2022.
ومن جهته، اعترف جوسيب بلاتر، رئيس الفيفا السابق، في سنة 2019 بأن منح قطر حق تنظيم مونديال 2022 تم بعد تدخل من جانب ساركوزي لدى بلاتيني خلال مأدبة الغذاء الشهيرة التي احتضنها قصر الإليزيه في 23 نوفمبر/ تشرين الثاني 2010 ، قبل 9 أيام فقط من عملية التصويت التي احتضنها مقر الفيفا.
الدور الفرنسي في ملف منح قطر تنظيم مونديال 2022 فضحه الإعلام الفرنسي، الذي تعرض أيضا لجملة "الهدايا" و"الرشاوي" القطرية، التي كان من أبرزها إنشاء شبكة قنوات "بي إن سبورتس" فرنسا، التي أنقذت الأندية الفرنسية من شبح الإفلاس، وفقا لموقع "ميديا بارت".
رشوة قطرية
التحقيق الاستقصائي لموقع "ميديا بارت" كشف أن أطرافا سياسية فرنسية اشترطت على قطر في إطار "صفقة المونديال الفاسد" إنشاء شبكة رياضية قادرة على ضخ أموال طائلة لشراء حقوق بث مباريات الدوري الفرنسي، وذلك بهدف مساعدة الأندية المحلية على الهروب من شبح الإفلاس الذي كان يلاحقها.
وفي هذا الإطار، أنشئت في سنة 2012 شبكة قنوات "بي إن سبورتس" فرنسا، التي قامت بشراء حقوق بث الدوري الفرنسي بعد تلقيها مساعدة "خفية" من قبل فريدريك تيرييز، الذي كان في تلك الفترة يرأس الرابطة الفرنسية لكرة القدم.
ووفقا لـ"ميديا بارت"، فإن هذه الصفقة المشبوهة أسهمت في إنقاذ كرة القدم الفرنسية، بسبب المشاكل الكبيرة التي كانت تعاني منها الأندية المحلية في تلك الفترة بسبب تراجع مداخيلها، وأسهمت كذلك في إنقاذ ملف تنظيم المونديال من الذهاب لأحد منافسي قطر.
يذكر أن بلاتر، الرئيس السابق للفيفا، قال في تصريحات سابقة إن ملف تنظيم مونديال 2022 تم تحويله إلى قطر في اللحظات الأخيرة، بعدما كان تم الاستقرار قبلها على منحه للولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بسبب الضغوط السياسية التي تمت ممارستها على المكتب التنفيذي.