مانراه ونشهده في لبنان لهو أمر محزن ومخز، الارتهان لحزب الله الإرهابي الذي يضع مصلحته ومصلحة إيران فوق الكل.
يعيش لبنان الذي طالما كانت فيه التجمعات مظهرا من مظاهر الحياة حالة من عدم الاستقرار، وبدأ يتخذ مسارا جديدا لا يُعرف إلى أين سيذهب ببلد اعتاد شعبه عيش الحياة ورسم معالم السعادة رغم مرارة وقساوة الأوضاع على الأرض، فلم تكن مألوفًة كثرة الاجتماعات وحملات الترويج الحزبية ومناسبات الموت، حتى ظهور حزب "المقاولة" وعهد الهيمنة على لبنان، والذي أحدث اهتزازا في ميزان و نظام السلطة مستغلا ومحركا للبعد الطائفي والديني، وممارسا النفوذ السلطوي وإصدار التعليمات حتى على الحكومات و السير في ركبه من أي جهة كانت .
الوضع الاقتصادي يمر بأزمة تعد الأسوأ منذ انتهاء الحرب الأهلية، وهي وليدة سنوات من النمو المتباطئ، مع عجز الدولة عن إجراء إصلاحات بنيوية، وتراجع حجم الاستثمارات الخارجية، عدا عن تداعيات الانقسام السياسي الذي فاقمه النزاع في سوريا، فالليرة تقترب من خسارة نحو نصف قيمتها عملياً، وارتفع الدين العام إلى نحو تسعين مليار دولار، أي ما يعادل أكثر من 150٪ من إجمالي الناتج المحلي.
العزلة التي فرضتها جائحة كورونا على اللبنانيين، قد تسمح بالنجاة من المرض الجسدي، وقد تتيح فرصة للعودة إلى الذات واكتشاف ضعف الجسد وقوته، والتقاط معنى الوجود الإنساني وغايته في هذا العالم وفي هذا الوطن المقهور والمصادر، غير أن العزلة التي فرضها النموذج الإيراني على الجماعة الشيعية في لبنان، هي عزلة ليس عن محيطهم الاجتماعي والحضاري والوطني فقط، بل عزلة عن تاريخهم الذي لا ينفصل عن تاريخ لبنان وسوريا وفلسطين، وعن تاريخ المنطقة العربية، هذه العزلة التي يعيشها لبنان في كل المجالات رغم التنوع الذي يعتريه ( اجتماعي - ثقافي - ديني ) جعلته مجتمعا مستسلما ومهزوما ومقيدا من حزب الله، بفعل المتاجرة بشعارات المقاومة، و التي منعته من التحرر من استبداد وهمجية الحزب، والبقاء تحت الأيديولوجيا الإيرانية، وبالتالي عزلت لبنان عن محيطه العربي تماما .
لهذا مانراه ونشهده في لبنان لهو أمر محزن ومخز، الارتهان لحزب الله الإرهابي الذي يضع مصلحته ومصلحة إيران فوق الكل وحكومة تخدم وتتخادم بالحزب، مما يجعل الشعب يحترق ألمًا بمرض اللا دولة ويكتوي بنار الذل والمرض والفقر والاعتقالات قبل نار الانفجارات، وكلنا يتذكر حين قال حسن نصرالله: "لن نسلّم السلاح ولن نتراجع ولو جاع اللبنانيون".
ماحدث في لبنان من تفجيرات حين تشاهدها للوهلة الأولى وكأنك ترى مقطعا من فيلم خيال علمي من هول وقوة الانفجار، لا نعلم حتى الآن من خلفه وما هي أسبابه، ولكن سنعرف ذلك من خلال التحقيقات، رغم علمان ضمنيا بالمتسبب فيها، وإن تخبطاته هي من تجعل لبنان وشعبه بكل أطيافه يدفع الثمن، كما ربما علينا أن نربطها بإعلان حكم محكمة الحريري؟ أم هي نتاج إضافي لمصائب إيران في المنطقة؟ بعدما عمقت الصرعات الداخلية بشكل أكثر ضراوة، سواء كان الانفجار ناتجا عن مفرقعات أو أسلحة مخبأة أو هجوم خارجي، فالمتسبب واحد بعدما أدخل لبنان في أزمات لن تزول إلا بزواله، مع خالص دعواتنا للمتوفين بالرحمة وللمصابين بالشفاء العاجل .
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة