في اليوم الـ40 لانفجار المرفأ.. بيروت تتذكر ضحاياها بالفن والموسيقى
رغم المأساة التي خلفها هذا الانفجار فإن اللبنانيين مصرون على أن يتذكروا ضحاياهم بالفرح والموسيقى في رسالة أمل لمستقبل علّه يكون أفضل
بعد شهر ونصف الشهر على كارثة انفجار المرفأ، ها هي اليوم بيروت تتذكر أبناء الوطن الذين قضوا أو أصيبوا في هذا الانفجار، حتى أن عددا منهم لا يزال مفقودا.
ورغم المأساة التي خلفها هذا الانفجار فإن اللبنانيين مصرون على أن يتذكروا ضحاياهم بالفرح والموسيقى في رسالة أمل لمستقبل علّه يكون أفضل.
من قلب متحف سرسق في بيروت، الذي دمّرت أجزاء منه نتيجة الانفجار وأصيبت صاحبته بجراح قبل أن تفارق الحياة متأثرة بجراحها، صدح صوت الموسيقى، مساء الأحد، ليصل إلى كل أنحاء العالم في حفلة اجتمع فيها عدد من أبرز الفنانين والموسيقيين اللبنانيين.
بدأت الأمسية بشريط فيدو يذكر بلحظات وقوع الانفجار في 4 أغسطس/آب ومشاهد للدمار الذي خلفه في المباني والأحياء، وتوزّع برنامجها بين نصوص ومقطوعات موسيقية بثت مباشرة، لمدة تزيد عن ساعة، على مختلف القنوات التلفزيونية المحلية، إضافة إلى أخرى عربية وعالمية، منها رويترز، وكالة الصحافة الفرنسية، شاهد، mbc4 وموقع يوتيوب.
أحيت معظم الحفل الفنانة فاديا طمب التي بدأتها بأغنية "من قلبي سلام لبيروت، وبيتي أنا بيتك"، للسيدة فيروز، واستكملت بأغان وطنية شاركها فيها الكورال مترافقة من مشاهد الدمار والحرائق التي غطت سماء المدينة.
وخصصت مساحة في حديقة متحف سرسق لعرض صور وأسماء الضحايا الذين سقطوا في الانفجار ووصل عددهم إلى أكثر من 200 إضافة إلى حوالي 7 آلاف مصاب.
كما عزفت الفرقة مقاطع موسيقية في موازاة إضاءة الشموع في المكان عن أرواح الضحايا، وعرضت أيضا شهادات لمصابين وأهالي ضحايا الانفجار متحدثين عما تركه انفجار بيروت من جروح في نفوس المواطنين والوطن ودعوات لمساعدة المتضررين.
ووقع الاختيار على متحف سرسق ليكون مكانا للحفل بعدما كان المنظمون قرروا إحياءها ذكرى اليوم الـ40 من المنطقة المنكوبة في المرفأ في 13 سبتمبر/أيلول الحالي، لكن اندلاع حريق جديد أدى إلى تأجيله ومن ثم تغيير المكان خوفا من درجة التلوث العالية التي خلّفها الحريق.
وقالت منسقة الحفل مايا الحلبي لـ "العين الاخبارية": "هذه الأمسية هي بمثابة لحظة تأمل كي لا ننسى ماذا حصل في ذلك اليوم ونبقى نتذكر الضحايا الذين سقطوا، وأن نبعث في الوقت عينه رسالة أمل في ظل كل المآسي والنكبات المتتالية التي نعيشها في لبنان".
وعن فكرة الأمسية أوضحت الحلبي: "الفكرة انطلقت من قبل مجموعة من المواطنين اللبنانيين في تحية منهم لضحايا المرفأ وكل من تضرّر من الانفجار، وبعدما كان القرار أن تقام من قلب المرفأ اندلع الحريق الأسبوع الماضي وأجبرنا على تغييره، فجاء الاختيار على متحف سرسق الذي يعتبر من أبرز المعالم التراثية في بيروت والذي فارقت صاحبته الحياة قبل أيام".
وفيما لفتت الحلبي إلى أنه شارك في إحياء الحفل 250 شخصا من فنانين وموسيقيين وكورال، أشارت إلى مشاركة فرق موسيقية، هي جوقة الجامعة الأنطونية، وجوقة جامعة سيدة اللويزة، وجوقة المبرات يرافقهم أوركسترا مكون من 30 عازفا بقيادة الأب توفيق معتوق والأب خليل رحمه، وبحضور فاديا طمب الحاج ورفعت طربي وعمر الرحباني الذي أصيب ايضا في الانفجار.
كما كان هناك مشاركة افتراضية، عبارة عن فيديوهات مسجلة، من الفنانين تانيا صالح وزاد ديراني وغبريال يارد، وعبد الرحمن الباشا ووجدي معوض وأمين معلوف.