تسليم أبو عجيلة بأزمة "لوكربي".. الغضب يتصاعد في ليبيا
ما زالت أصداء قضية تسليم الليبي أبوعجيلة المريمي لواشنطن في القضية المعروفة بتفجير لوكربي عام 1988، تدوي في ليبيا وسط غضب واسع يتصاعد.
وبعيدا عن ردود الفعل الرسمية الرافضة لتسليم المريمي، أثارت تلك الواقعة حراكا شعبيا جمع اللبيين لأول مرة من الشرق للغرب والجنوب، ضد المسؤولين الليبيين.
فإلى جانب المظاهرات الحاشدة التي خرجت في مدينة طرابلس الجمعة الماضية لمساندة عائلة أبوعجيلة المريمي، والتي طالبت بإعادته لليبيا ، فإن حراك الغضب أخذ مناحي أخرى في مدينتي مصراتة وبنغازي.
ثورة على المليشيات
ففي مدينة مصراتة، نظم شباب وقيادات اجتماعية وعسكرية وسياسية وقفة احتجاجية أمام مقر البلدية، مطالبين بضرورة التحقيق مع مليشيات "القوة المشتركة"، المسؤولة عن اختطاف أبو عجيلة لتسليمه للسلطات الليبية التي بدورها سلمته لواشنطن- وتغيير كامل قياداتها، وضمها لمديرية أمن مصراتة.
وعدد المحتجون في بيان لهم جرائم تلك المليشيات والتي تمثلت بعمليات الخطف والحجز لأبناء المدينة دون أي سند قانوني، وترهيب أبناء المدينة لأسباب شخصية.
كما طالب المحتجون بضرورة ملاحقة المخالفين من عناصر "القوة المشتركة" وتقديمهم للقضاء لمحاكمتهم.
تملص الدبيبة
وفي أول ردة فعل على الغضب الشعبي في المدينة أصدر عبدالحميد الدبيبة، رئيس الحكومة منتهية الولاية، قرارا بتشكيل لجنة للتحقيق الإداري مع رئيس مليشيا "العمليات المشتركة" بمصراتة ، عمر بوغدادة، ورغم أن ذلك أحد مطالب المحتجين إلا أن القرار تسبب في حالة الاستياء لصدوره من الدبيبة.
وبرر المحتجون حديثهم قائلين إن "الدبيبة هو من أعلن عن عملية تسليم أبو عجيلة رسميا، ودافع عنها، كما أنه المسؤول الأول عنها، وقراره الأخير بمثابة تملص من المسؤولية وتلفيقها لبوغدادة"، مطالبين بأن يكون التحقيق من قبل النائب العام وليس تحقيقا إداريا تجريه الحكومة الليبية.
وفي السياق ذاته، قدمت عائلة "أبوعجيلة المريمي " بلاغا رسميا للنائب العام ضد كل من رئيس الحكومة الليبية عبد الحميد الدبيبة ونجلاء المنقوش وزيرة خارجيته وآمر مليشيا العمليات المشتركة مصراتة، لمسؤوليتهم عن عملية التسليم.
لجنة للدفاع من بنغازي
ورغم أن عملية الضبط والتسليم تمت في الغرب الليبي، إلا أن نقابة المحامين بمدينة بنغازي الليبية، أعلنت تضامنها مع عائلة المريمي وشكلت لجنة للدفاع عنه.
وأعلنت النقابة، في بيان لها، أن اللجنة والتي يترأسها نقيب المحامين مهمتها جمع أدلة براءة بوعجيلة في الداخل والخارج، ومُلاحقة المسؤول عن تسليمه، ومباشرة الإجراءات القضائية ضده.
ومنتصف الشهر الماضي أعلن في ليبيا عن اختطاف مواطن ليبي يدعى أبوعجيلة مسعود من طرابلس الليبية، قبل أن تعلن الولايات المتحدة الأمريكية، أنها " تحتجزه " على خلفية مزاعم مساعدته في صنع قنبلة فجرت طائرة ركاب أمريكية فوق بلدة لوكيربي الاسكتلندية عام 1988.
والثلاثاء الماضي خضع الليبي أبوعجيلة مسعود لأول محاكمة في واشنطن وسط مطالبات ليبية رسمية وشعبية للنائب العام بفتح تحقيق في "اختطافه وتسليمه لدولة أجنبية"، وهو الأمر الذي أعلن النائب العام الليبي الصديق الصور مباشرته.
ومنذ انفجار القضية تتوالى بشكل يومي ردود أفعال ليبية مستنكرة الحادث، ورافضة فتح ملف قضية لوكربي من جديد.
وردود الأفعال الصادرة عبر بيانات لجهات رسمية ليبية على رأسها مجلس النواب تقول في مجملها إن "قضية لوكربي أغلقت وكل القضايا العالقة بين ليبيا والولايات المتحدة بموجب اتفاقية التسوية الليبية الأمريكية الموقعة عام 2008، والأوامر التنفيذية التي أصدرها الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش في السنة ذاتها".