هذا المقال تحية لكل أولئك الرجال الذين استثمروا في القناة ليس لفك الاحتكار فقط بل وتحويلها لقوة ناعمة مؤثرة،
بداية دعونا نتذكر التبريرات القطرية التي ساقتها طوال 20 سنة من عمر قناة الجزيرة، أنها قناة «مستقلة» تُبَث من قطر، وليس للحكومة القطرية سيطرة عليها، وأنها مع حرية الإعلام وخلافها مع الدول العربية هو حول تلك الحرية المزعومة.
وبغض النظر عن كذب تلك التبريرات وفشلها في إقناع أحد، فقناة الجزيرة ليست سوى جهاز دعائي استخدمه أسامة بن لادن والزرقاوي والبغدادي وعبدالعزيز المقرن، وكل الإرهابيين من أجل دعم مناصريهم وتمرير رسائل إرهابية.
حجم القبول الشعبي في العالم وفي الشرق الأوسط بالذات كان مفاجئا، أكد على أن «الجماهير» الرياضية كانت متعطشة فعلا لمثل تلك المبادرات الشعبية -غير الحكومية- للوقوف في وجه سطوة أموال الغاز الحرام، ورفض هيمنة وسيطرة «الدوحة» على حياتهم وذائقتهم ورياضاتهم.
المقصود أن كل تلك الأكاذيب التي ساقتها قطر لتبرير نشر محتوى غير «سلمي» يبث الكراهية ويحقق انتقام الدوحة ممن تختلف معهم، تسقط اليوم وبيد القطريين أنفسهم بصياحهم وشكواهم من قنوات «بي آوت كيو» الكوبية المستقلة، وهاهم يحاربون حرية الإعلام ويملأون الدنيا صراخا وعويلا من محتوى قناة صغيرة تُبَث من آخر أصقاع الأرض ويلاحقونها في كل عواصم الدنيا.
لم يدر في خلد المراقبين للأزمة مع قطر أن تتمكن قناة «بي آوت» حديثة العهد وبلا قاعدة برامج واسعة من ضرب الآلة الإعلامية القطرية في مقتل خلال أقل من عام، بل وفي أسابيع من انطلاقتها.
لنعد لأصل الموضوع، فالحكاية بدأت بمستثمرين «أذكياء» من جنسيات مختلفة في كوبا، وجدوا أنه بالإضافة لما تفعله قطر من هدم لقيمة الأمن والاستقرار في العالم، احتكرت مشاهدة «كرة القدم» أكثر الرياضات شعبية في العالم أو لنقل «قوت» الفقراء من الفرح والسعادة.
ولم تكتف الدوحة بذلك بل حولت مشروعا رياضيا إلى أداة سياسية تضرب بها وتحقق مصالحها الحرام وتعيد تدوير الأموال وغسلها.
اكتشف المستثمرون أن هناك ضيقا عاما بين الجماهير الرياضية من كلفة الاحتكار، إضافة لمحاولة السيطرة على العقول والتحكم في المشاهدة وتمرير الرسائل السياسية التي تفرضها القنوات القطرية، فقام المستثمرون بإنشاء قناة تفك الاحتكار وتقدم محتوى رياضيا بسعر منخفض يناسب شرائح واسعة وبجودة ونقاء عاليين.
حجم القبول الشعبي في العالم وفي الشرق الأوسط بالذات كان مفاجئا، أكد على أن «الجماهير» الرياضية كانت متعطشة فعلا لمثل تلك المبادرات الشعبية -غير الحكومية- للوقوف في وجه سطوة أموال الغاز الحرام، ورفض هيمنة وسيطرة «الدوحة» على حياتهم وذائقتهم ورياضاتهم، لدرجة أن قنوات «بي آوت» لقيت رواجاً وشوهدت حتى في «الدوحة» نفسها.
على جانب تلك الخدمة الكبيرة التي قدمتها «بي آوت كيو» للشعوب العربية وجد «القائمون» عليها أنه من الممكن الاستفادة من القنوات في صناعة محتوى؛ وتحويلها لمنصة تفضح وتكشف مؤامرات وخطط التنظيم القطري الغاشم الذي يبث ويروّج للإرهاب في العالم ولم يترك شيئا بريئا إلا استخدمه لتحقيق مآربه وخططه.
لقد استطاعت قنوات «بي آوت» من خلال اسكتشات بسيطة وفيديوهات قصيرة مكثفة أن تؤثر في المتلقي بالفكاهة والمقارنات وتضع النظام القطري بكل بشاعته أمام أعين العالم الحر.
يا له من «قدر» رائع أن تستطيع «فكرة» بسيطة تدمير بنية تحتية قطرية هائلة استثمرت مئات المليارات للسيطرة على وجدان وعقول الشعوب والهيمنة على الرياضات الدولية وابتزاز الاتحادات الرياضية.
لا شك أنه من رحم الأزمات تخرج الأفكار العظيمة والمشاريع الكبرى، ومتى ما كان هناك إخلاص كانت النتائج مؤثرة وسريعة وبأقل الاستثمارات كلفة.
هذا المقال تحية لكل أولئك الرجال الذين استثمروا في القناة ليس لفك الاحتكار فقط بل وتحويلها لقوة ناعمة مؤثرة، كاشفة لكل الألاعيب والخدع وتتصدى لحروب الإعلام الجديدة.
نقلا عن "عكاظ"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة