"برلين 2" لتثبيت استقرار ليبيا.. هل تزيح المخرجات العقبات؟
إلى العاصمة الألمانية برلين تتجه الأنظار، اليوم الأربعاء، وسط تساؤلات بشأن مخرجات مؤتمر دولي ثان حول ليبيا تؤمن خارطة طريق للحل والاستقرار.
اجتماعات مفصلية تستهدف تثبيت استقرار هش في بلد يتطلع إلى نتائج تدفع نحو تطبيق بنود اتفاق وقف إطلاق النار بما يشمل سحب المرتزقة والقوات الأجنبية من البلاد لفسح المجال أمام إتمام العملية السياسية.
مؤتمر جديد ستشارك فيه حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة بليبيا لأول مرة، استبقته وزيرة خارجيتها نجلاء المنقوش بالإعلان عن مبادرة "استقرار" ستطرح خلال الفعالية الدولية وتستهدف المصالحة وتوحيد الجيش.
وبعد عشر سنوات من سقوط نظام معمّر القذافي، وعقب نحو عام ونصف من عقد أول مؤتمر في العاصمة الألمانية برعاية أممية، تجتمع الدول الرئيسية -على مستوى وزراء الخارجية- المعنية بأزمة ليبيا، لتقييم العملية الانتقالية السياسية بشكل خاص.
تسريبات قبيل الجلسات
تسريبات لمسودة البيان الختامي لـ"برلين 2" كشفت أن المؤتمر المرتقب سيدعو إلى انسحاب متناسق للقوات الأجنبية من ليبيا، ومحاسبة منتهكي حقوق الإنسان.
ووفق تقارير إعلامية، فإن المخرجات ستكون في 51 نقطة تشكل الخطوط العريضة للوثيقة التي ستخرج تحت عنوان "المسودة الأولية".
وعلاوة على ما تقدم، فإن المؤتمر سيوصي بتقديم دعم قوي للسلطات للدفع نحو إجراء الانتخابات بموعدها في ديسمبر/ كانون الأول المقبل.
وستؤكد الوثيقة -بحسب التسريبات- على الاعتراف بالتقدم المحرز منذ مؤتمر برلين الأول وتوقف الأعمال العدائية، واستمرار وقف إطلاق النار، ورفع الحصار النفطي.
أما ألمانيا، فأعلنت أن المؤتمر سيبحث العملية الانتقالية الليبية منذ المؤتمر الأخير، والمراحل المقبلة لفرض استقرار دائم للوضع في ليبيا.
في الأثناء، بدأ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن زيارة إلى أوروبا، حيث من المقرر أن يشارك في مؤتمر برلين حول ليبيا.
وعشية انطلاق المؤتمر، شدد المبعوث الأمريكي الخاص إلى ليبيا، ريتشارد نورلاند، على أن واشنطن تدعو لمغادرة القوات الأجنبية والمرتزقة، وعدم الانتظار إلى ما بعد الانتخابات.
إعلان نوايا؟
من المقرر أن يدلي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، خلال المؤتمر، بمداخلة عبر الفيديو.
لكن، ورغم الزخم والتفاؤل، فإن محللين لا يخفون شكوكهم حيال مخرجات المؤتمر المرتقب، وقدرتها على إلزام الأطراف المعنية بتطبيقها.
جلال حرشاوي، الخبير بالشؤون الليبية في مؤسسة "غلوبال إنيشاتيف" البحثية، رأى في حديث لوكالة فرانس برس، أن مؤتمر برلين قد "يكتفي بإعلان نوايا بسيط".
وأضاف مستدركا: "لكنه قد يسمح كذلك بإحراز تقدم باتجاه تنظيم انتخابات نهاية العام الجاري مع اتفاق محتمل في يوليو/ تموز على الأسس القانونية للاقتراع".
سيناريوهات تحاول الدفع نحو تفاؤل يدرك الليبيون أن منسوبه مرتبط بشكل أساسي بما ستسفر عنه الجلسات، خصوصا وسط معطيات تفيد بأن المؤتمر لن يحمل أيضا تهديدات بفرض عقوبات ضد الدول التي ترفض التعاون عبر سحب مقاتليها ووقف تدخلها، على غرار تركيا.
تلويح بالعقوبات يشكل آلية زجرية تظل من مهام الأمم المتحدة التي تقود العملية السلمية، وفق برلين، وهذا ما يجعل الاجتماعات المقبلة ذات طابع غير ملزم وأن تظل لمخرجاتها دور كبير في الدفع نحو تثبيت الاستقرار.
من جهتها، تعتبر الأمم المتحدة أن المؤتمر يشكل "فرصة مهمة" للجميع لتقييم الوضع الحالي في ليبيا، وتقديم الدعم لليبيين من أجل إجراء انتخاباتهم نهاية العام.
رؤى تتعدد لكنها تتقاطع عند ملف ينتظر تسوية سياسية منذ عقد من الزمن، عقب سنوات من الفوضى، ووسط آمال باحتمال تحسن الوضع وإقامة مؤسسات دائمة وموحدة.