المواطن الإماراتي يشعر على الدوام بأن مسيرة النماء والبناء في هذا الوطن تعايش ذروتها كل يوم
خلال تصفحي لعدد من الفيديوهات للبحث عمّا يتوافق مع مناسبة اليوم الوطني لوطني الغالي، جذب انتباهي أحد المقاطع الخاصة باحتفال الإمارات بالذكرى الرابعة لقيام الاتحاد، وقد كست ألوان علمها المباني والشوارع وتسابق الجميع للخروج في مسيرات راجلة في مدن الدولة، فتبادرت إلى ذهني العديد من الأسئلة وهي: كيف كان شعور الآباء المؤسسيين في تلك اللحظات وهم يعايشون الذكرى الرابعة للاتحاد؟ وما مكانة الإمارات السياسية والعسكرية والاقتصادية في ظل ما يحيط بها من تحديات في ذلك الوقت؟ كيف كان مستوى التعليم في الإمارات؟ وكم نسبة الأمية في المجتمع؟ كم عدد الخريجين وحملة الشهادات الجامعية؟ هل هناك إماراتي يقود طائرة؟ هل هناك طبيب إماراتي؟ ما الإنجازات التي حققتها دولة لم تكمل فقط إلَّا 3 سنوات على تأسيسها؟ لماذا يحتفلون وبماذا يتباهون في احتفالهم؟ هل وهل وكيف ولماذا وماذا؟
أسئلة عديدة واستفسارات كثيرة عن حجم التحديات والمسؤولية والتهديدات التي واجهتها الإمارات في بداية تأسيسها، وما ترتيبها على سلم مستويات التنمية الاجتماعية والبنية التحتية والمطارات؟ تحديات جسام وطموحات عالية وتهديدات عديدة، لم أَجِد كلمات تعبّر عن واقع حال الإمارات في عام 1974، لكن في المقابل لو تهيأت لأي كان الفرصة لطرح سؤال على أي مواطن إماراتي في ذلك الوقت عن مشاعره في احتفال الإمارات بالذكرى الرابعة لتأسيسها سيكون جوابه بلا شك "إن الإمارات اليوم (1974) تعيش أفضل فتراتها" نعم؛ الإمارات تعيش أفضل فتراتها، وإذا حاولنا صياغة السؤال بشكل أوضح الآن للمواطن الإماراتي فسيكون، برأيك متى عايشت الإمارات أفضل فترة في تاريخها؟ وأنا متيقن كل اليقين بأن الجواب سيكون: الإمارات تعيش اليوم أفضل فترة في تاريخها.
هذه الإجابة توحي بكثير من الدلائل، لعل من أبرزها أن المواطن الإماراتي يشعر على الدوام بأن مسيرة النماء والبناء في هذا الوطن تعايش ذروتها كل يوم، بدليل أنك لو سألت ذات السؤال في أي بلد آخر لوجدت الإجابات مختلفة جدا؛ فمنهم من سيقول لك: "آه على فترة السبعينيات"، وذلك الذي سيتغني لك بالملكية وعصر جلالته، وكيف أن البلاد كانت في نعيم، وذاك الذي يقول لك كنّا وكنّا.
إن هذه الأيام المجيدة التي تعيشها دولتنا الفتية، نعم الفتية، إذا ما قورنت بنظيراتها من الدول التي تنافسها على مستوى التنمية البشرية والاقتصادية،تحتّم على الجيل الحالي من أبناء الوطن أن يكون على قدر المسؤولية، ويتذكر كيف كانت معاناة القيادات التي أسست هذا الوطن وسهرت وضحّت بالغالي والنفيس ليصل إلى ما وصل إليه اليوم من إنجازات، وهي في الوقت ذاته رسالة إلى كل أبناء الإمارات بأن ما يتمتع به الوطن من أمن وأمان وتقدم وازدهار كان نتاج تضحيات رجال مخلصين تتطلب منهم أن يحافظوا عليها عبر الجد في العمل والإخلاص في خدمة الإمارات.
وهنا أستحضر تلك الكلمات التي خاطب بها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة موظفي شركة أدنوك خلال زيارته "حفظه الله" لتلك المؤسسة العريقة الشاهدة على إنجازات الإمارات، حيث قال: «نحن نعمل من أجل مستقبل أجيالنا المقبلة، ومن أجل إرساء بنية تحتية متطورة تتيح لهم العيش بسعادة، وفي أمن وأمان وسلام واطمئنان.. لقد عمل آباؤنا واجتهدوا ليضعوا الركائز واللبنات الأولى للوطن وللدولة، ومسؤوليتنا اليوم هي المحافظة على هذه المكتسبات، والغيرة عليها، ومواصلة العمل للبناء عليها، وإضافة ركائز جديدة إليها، بما يؤهلها للاستمرار في خدمة أبنائنا وأحفادنا».
وكلنا ثقة بأن الجيل الحالي والأجيال المقبلة لهذا الوطن الغالي أهل للمسؤولية، وسنحافظ على ما تحقق من إنجازات، وسيبقى الرهان على الأجيال المقبلة للإمارات هو الرهان الناجح في استمرار البناء والتنمية ودوام الأمن والأمان.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة