تداول أون لاين.. كيف سقطت وول ستريت ضحية لملل العزلة؟
فرضت جائحة فيروس كورونا تغيرات عديدة على حياتنا اليومية، ومنها الاستثمار بأسواق المال من داخل الحجر المنزلي.
ربما جميعا شهدنا جنون أسعار بعض الأسهم في السوق الأمريكي مؤخرا مثل سهم جيم ستوب أو سهم إيه إم سي إنترتينمنت، وتعرضهما لارتفاعات حادة قبل أن ينهارا سريعا.
نعم هي قد تكون أحد تأثيرات كورونا على بعض المستثمرين الذين يشعرون بالممل جراء حجزهم بالحجر داخل بيوتهم، ويسعون للتنفيس عن حياة الملل والرتابة بالإفراط في تنفيذ تداولات بسوق المال، ما يعرض أموالهم للخطر.
وتقول وكالة "بلومبرج" إن منصة هارجريفيز لانسدو"، التي تدير أضخم منصة استثمار في أسهم التجزئة بالمملكة المتحدة من خلال حوالي 1.5 مليون عميل، قد تضاعف عدد الصفقات اليومية بشكل كبير في ذروة الوباء.
- أبطال ملحمة "جيم ستوب" أمام الكونجرس.. التهمة "افتراس وول ستريت"
- كيف تسللت الأموال الغبية لـ"وول ستريت"؟ أسرار غزوة جيم ستوب
- وول ستريت تسقط في "فخ" شركات الطاقة
ووصلت التعاملات اليومية بالمنصة إلى 40 ألف معاملة، بل شهدت في بعض الأيام تنفيذ أكثر من 100 ألف عملية، وهو ما يوصلنا إلى قاعدة مالية تقول إنه عندما يتم تقييد الحركة يزداد نشاط التداول.
الأمر الآخر اللافت للنظر أن هؤلاء المستثمرين يتحققون من استثماراتهم 10 مرات في المتوسط أسبوعيا، وهو أمر بالغ السوء بالنسبة للعائدات الطويلة الأمد، إلى جانب الصحة النفسية القصيرة الأمد.
كما شهدت المنصة تراجع متوسط عمر عملائها الجدد إلى 37 عاما، مقارنة ب0ـ45 عاما في 2012، واستحواذ العملاء الأصغر من 55 عاما على 63% من قاعدة عملائها مقارنة بـ54% في السابق، ما يعني أن هناك استعدادا للتداولات بشكل متكرر أكبر.
وكشفت دراسة أجراها كل من براد إم. باربر من جامعة كاليفورنيا، ودايفس وتيرانس أوديان من جامعة بيركلي بكاليفورنيا، أنه بناء على تحليل 67 ألف حساب تداول فهناك 5 فئات من المستثمرين على أساس وتيرة التداول.
وأكدت الدراسة أن المستثمرين الذي يتحلون بالصبر يتمتعون بعائدات أعلى بحوالي سبع نقاط مئوية سنويا، من غالبية البائعين والمشتريين الأكثر تداولا.