"الحمار" أم "الفيل".. من يفضله المستثمرون في الكونجرس؟
وسط تنافس حاد بين الديمقراطيين والجمهوريين على الكونجرس الأمريكي، فأين تميل كفة البورصة بعد حسم الديمقراطي جو بايدن انتخابات الرئاسة؟
تقول المؤشرات التاريخية لأسواق المال الأمريكية إن اهتمامها ينصب بصورة أكبر على الحزب الذي يسيطر على الكونجرس، وليس الحزب الفائز بالرئاسة.
بل إن السيناريو الذي يفضله المستثمرون هو انقسام الكونجرس بين الحزبين، حيث سيطير حزب على مجلس الشيوخ، والآخر على مجلس النواب.
هذا التفضيل ينطلق من الرغبة في الحد من نفوذ طرف معين في تمرير التشريعات الجديدة أو تغيير السياسات النافذة.
وفي سبعينيات القرن التاسع عشر استخدم رسام الكاريكاتير توماس ناست الحمار لأول مرة ليمثل الديمقراطيين، وظهر في أحد رسوماته في جريدة "هاربر" الأسبوعية عام 1874، ولا يزال يستخدم "الحمار" رمزا للحزب الديمقراطي حتى يومنا هذا.
وظهر الفيل كشعار للحزب الجمهوري لأول مرة في دعاية سياسية مساندة لأبراهام لينكولن عام 1860، عندما قرر خوض الانتخابات الرئاسية أملا في توحيد البلاد، وفاز لينكولن في الانتخابات فعلا، لكن الفيل لم يتحول إلى شعار سياسي للجمهوريين إلا عام 1870، ومنذ ذلك الحين تحول الفيل إلى شعار للحزب الجمهوري.
الوضع الراهن
اقتحم محتجون وأنصار للرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب الكونجرس، أمس الأربعاء، اعتراضا على انعقاد جلسة للمصادقة على نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2020.
وأسفرت أعمال الشغب التي أثارت تعجب الكثيرين حول العالم عن مقتل 4 محتجين.
وفي النهاية تم التصديق على فوز الرئيس الأمريكي جو بايدن بـ306 أصوات من المجمع الانتخابي، وبالتالي إعلانه رسميا رئيسا للولايات المتحدة.
وعقب ذلك أعلن دونالد ترامب الانتقال السلمي للسلطة في البلاد.
من جانب آخر، تشير التوقعات إلى سيطرة الديمقراطيين على مجلس الشيوخ الأمريكي، حيث من المتوقع أن يفوز أحد مرشحي الحزب الديمقراطي في جولة الإعادة في انتخابات ولاية جورجيا الفائز على خصمه الجمهوري.
بينما أعلن مرشح ديمقراطي آخر، فوزه في الانتخابات، بعدما كشفت عملية فرز الأصوات في الولاية الجنوبية تقدمه بفارق ضئيل.
وإذا فاز الديمقراطيان الاثنان سيكون مجلس الشيوخ مقسما بواقع 50-50.
لكن نائبة الرئيس الأمريكي في الإدارة الجديدة الديمقراطية كامالا هاريس، يمكن أن تكون بمثابة رمانة الميزان في المجلس.
التاريخ يتحدث
تشير البيانات الصادرة عن شركة الاستثمار وإدارة الأصول الأمريكية "LPL Financial Holdings Inc" إلى أنه بتتبع حركة مؤشر ستاندرد آند بورز منذ عام 1950 سنجد أنه يرتفع في المتوسط بنسبة 17% سنويا في فترات انقسام الكونجرس.
وينخفض متوسط العائد إلى 13.4% عند سيطرة الجمهوريين، ويصل إلى أدنى مستواه عند 10.7% في حال فوز الديمقراطيين بالمجلس.
وفي حال إضافة عامل الرئاسة للسيناريوهات، نتوصل إلى أن متوسط عائد المؤشر يبلغ 18.3% عند تواجه رئيس ديمقراطي وكونجرس جمهوري، وينخفض إلى 13.2% إذ كان الكونجرس ديمقراطيا.
أما في وجود رئيس جمهوري فيكون العائد 9.4% في ظل سيطرة الحزب نفسه على الكونجرس، ويتراجع إلى 8.7% حين يكون المجلس ديمقراطيا.
بينما يتحقق أفضل عائد بمقدار 17.9% إذا كان الكونجرس منقسما.
aXA6IDMuMTM1LjE4OS4yNSA= جزيرة ام اند امز