مجلة "بدايات" تحتفي بمئوية الثورة الروسية في ملف خاص
خصصت دورية "بدايات" في عددها الجديد ملفا متخصصا عن الثورة الروسية يتضمن صورا نادرة ومقالات لكبار المفكرين وتقارير اجتماعات الكومنترن
صدر حديثا العدد الجديد من مجلة "بدايات" (18 - 19) التي يرأس تحريرها المفكر فواز طرابلسي، وهو عدد مزدوج يتضمن ملفاً حول مئوية الثورة الروسية، تناول جوانب أساسية منها، سياسية وثقافية وأدبية، ومساراتها وتحولاتها ومآلاتها.
يضم العدد مقالا هاما لوسام سعادة تحت عنوان: "نساء روسيا ١٩١٧ في أعين المؤرّخين المعاصرين، جاء فيه "شحيحة رسائل النساء التي عثر عليها المؤرّخ الأميركيّ مارك د. ستينبرج أثناء تنقيبه في الأرشيف الروسيّ، ضمن الكمّ الهائل من الرسائل والنداءات والشكاوى والعرائض المرفوعة إلى طرفَي مرحلة "ازدواجيّة السلطة" في العام ١٩١٧، الحكومة المؤقّتة وسوفيات بتروجراد، من آلاف العمّال والجنود والفلّاحين الذين صمّم الكثير منهم على الكتابة وهم بالكاد يفكّون الحرف".
وتضيف: "في هذا تفاوتٌ كبير، إذا ما قورن بالدور الحيويّ، والمفاجئ وقتذاك، الذي لعبتْه النساء في انطلاقة الأحداث الثوريّة الروسيّة، بدءاً من احتجاجات طوابير الخبز فتظاهرات "يوم المرأة العالميّ" ، التي غلبتْ عليها المشاركة النسائيّة، وخصوصاً عاملات مصانع النسيج، لكن أيضاً ربّات المنازل، وما تحوّل سريعاً إلى إضرابٍ عام فانتفاضة واسعة مع انضمام قطاعات البحّارة وجنود الحامية العسكريّة في العاصمة".
يتضمن الملف أيضا أشهر تحقيق صحافيّ عن ثورة أكتوبر، وآخر بعنوان "أول أيام السلطة" لليون تروتسكي، جاء فيه: "لاحقًا في تلك اللّيلة، فيما نحن ننتظر افتتاح مؤتمر مجالس السّوفيات، كنت أرتاح أنا ولينين في غرفة مجاورة لقاعة الاجتماع، هي غرفة خاوية إلا من الكراسي وقد بسط لنا أحدهم أغطيةً على الأرض، فيما آخر، وأظنّه شقيقة لينين، جاءنا بمخدّات. كنّا راقدين الواحد قرب الآخر، يرتاح منّا الجسد، والرّوح ترتاح مثل أوتار محكمة الشّد. هي استراحةٌ مستحقّة. ولكن لم تغمض لنا عين، تجاذبنا أطراف حديثٍ خافت. الآن فقط تصالح لينين مع تأجيل الانتفاضة. تبدّدت مخاوفه. ثمّة إخلاصٌ نادرٌ في صوته. كان مهتمًّا أن يعرف كلّ شيءٍ عن الحواجز المشتركة للحرس الأحمر والبحّارة والجنود المنتشرين في كلّ مكان. "أيّ منظرٍ رائع: عاملٌ ومعه بندقيّة جنبًا إلى جنبٍ مع جنديّ واقفان في الشّارع أمام موقد نار"! كان يردّد بشعورٍ عميق. أخيرًا التقى الجنديُّ والعامل".
كما طعم العدد بمقال هام بعنوان "الثورة ضد كتاب رأس المال" للعالم أنطونيو غرامشي، ومقال آخر بعنوان "المغزى الجوهري للثورة الروسيّة" بقلم روزا لوكسمبرغ، وترجمة يزن الحاج، إلى جانب بيان ليون تروتسكي عن نشر الاتّفاقات السرّية القوانين الصّادرة عن مفوّضي الشّعب، بينما كتب جلبير الأشقر عن محاولة لتقديم جردة حساب تاريخيّة، بينما نشر الملف تقريرا نادرا عن "الأمميّة الشيوعيّة: مواقف من قضايا عربيّة" من المؤتمر الثاني للكومنترن، والكثير من المقالات للمفكرين العرب التي تجسد رؤيتهم وتحليلهم للثورة الروسية.