عاصفة "التجديد النصفي".. هل بدأت جهود إزاحة بايدن من منصبه؟
أيام صعبة يعيشها الحزب الديمقراطي قبل انتخابات التجديد النصفي للكونغرس المقررة اليوم الثلاثاء، إذ يتمزق بين نتائج سيئة متوقعة وشكوك في تحرك لإزاحة جو بايدن.
ويصوت الناخبون الأمريكيون، الثلاثاء المقبل، في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس، والتي ينتظر أن تحدد مسار ما تبقى من إدارة الرئيس الديمقراطي جو بايدن، وأيضا مستقبل الأخير ومدى إمكانية ترشحه لولاية ثانية.
يأتي ذلك فيما تتزايد التلميحات والتقارير من المعسكر الجمهوري المنتشي بنتائج استطلاعات الرأي، والتي تفيد بأن الرئيس السابق دونالد ترامب، يستعد لإعلان ترشحه للرئاسة عقب الانتخابات النصفية.
بل إن ترامب نفسه وقف مخاطبا أنصار الحزب الجمهوري في ولاية أيوا، قبل أيام، وقال "من المرجح جدا جدا أن أترشح للانتخابات الرئاسية المقررة في عام 2024.
وقبل يومين من انتخابات التجديد النصفي، أظهر استطلاع للرأي نشرته "إيه بي سي" نيوز وواشنطن بوست الأمريكيتان أن 49٪ من الناخبين المسجلين يفضلون الحزب الجمهوري في دوائرهم الانتخابية، فيما يفضل 48٪ الحزب الديمقراطي.
ومع ذلك، فإن موقف الديمقراطيين أقل خطورة مما كان عليه في استطلاع لنفس المؤسسة الإعلامية قبل عام، عندما حقق الجمهوريون أكبر تقدم منذ 41 عاما، بـ51٪ مقابل 41٪.
ووفق مراقبين، قد تختلف نتائج الانتخابات عن تقديرات ما قبل الانتخابات، والتغيير النهائي في مقاعد مجلس النواب هو سؤال مفتوح على أي حال وسيظل كذلك حتى ظهور النتائج.
إذ يمكن للقضايا المحلية في كل ولاية أن تكون مهمة وحاسمة في التصويت، كما أنه عادة ما يتم إعادة انتخاب ما لا يقل عن 90٪ من شاغلي العضوية في الدوائر الانتخابية في أمريكا.
كما أن هناك عاملا مؤثرا آخر على التصويت، يتمثل في السخط الاقتصادي وعدم شعبية بايدن، وهو ما يأجج آمال الجمهوريين في الأيام الأخيرة من حملة انتخابات التجديد النصفي.
ووفق الاستطلاع سالف الذكر، فإن أغلبية الأمريكيين يرون أن موقفهم المالي ساء منذ تولى بايدن منصبه في يناير/كانون ثاني 2021.
ونظرًا للتضخم الذي يقترب من أعلى مستوى في 40 عامًا، فإن 80٪ من الناخبين المحتملين في استطلاع أيه بي سي وواشنطن بوست، يصفون الاقتصاد بأنه قضية رئيسية في تصويتهم بانتخابات الكونجرس.
فيما يقول 77٪ الشيء نفسه عن التضخم على وجه التحديد، ويتقدم الحزب الجمهوري على الديموقراطيين بعدة نقاط في معدل ثقة الناخبين في التعامل مع هذه الملفات.
في المقابل، يشعر الديمقراطيون ببعض الأمل من موقف الأمريكيين من قضية الإجهاض التي تعد قضية رئيسية في حملة الحزب. ففي نتيجة مدهشة، ارتفع عدد الأمريكيين الذين يقولون إن الإجهاض يجب أن يكون قانونيًا في جميع الحالات أو معظمها، إلى 66٪، وهي أعلى نسبة لقضية الديمقراطيين الرئيسية منذ عام 1995.
وبينما تتعقد الأرقام وتتشابك الإحصاءات قبل 48 ساعة من الاقتراع، لا يزال بايدن يبدي بعض الأمل في تحقيق الحزب الديمقراطي نتائج جيدة في نهاية يوم الثلاثاء، حتى لو اقتصر الأمر على السيطرة على مجلس الشيوخ وخسارة النواب.
إذ أعرب الرئيس الأمريكي خلال ظهور انتخابي، الجمعة الماضي، عن تفاؤله بأن الحزب الديمقراطي الحاكم يمكن أن ينتصر في الانتخابات، لكنه حذر في الوقت ذاته من صعوبة العامين المقبلين إذا صحت التوقعات بسيطرة الجمهوريين على مجلسي الكونغرس.
لكن بايدن تلقى ضربة قوية من "الجانب الأعمى"، إذ نشرت صحيفة نيويورك تايمز غير المعروف عنها الوقوف في صف الجمهوريين، تقريرا ينتقد أخطاء الرئيس الأمريكي في الاقتصاد، وأيضا تصريحاته الخاطئة والمتناقضة.
وكتبت الصحيفة الجمعة الماضي، "مع اقتراب موعد الانتخابات النصفية، زاد الرئيس بايدن من المبالغة أو التصريحات الخاطئة حول تأثيره على الولايات المتحدة".
ذلك التصرف غير المعتاد من الصحيفة، دفع النائب بمجلس النواب عن الحزب الجمهوري، توماس ماسي، للقول: "أنا متشكك في دافع نيويورك تايمز لنشر ذلك حول بايدن".
وتابع في تغريدة رصدتها "العين الإخبارية" على "تويتر"، إن هذا التقرير "خارج طابع الصحيفة"، مضيفا: "ربما يكون إلقاء اللوم عليه وزلاته في نتائج الانتخابات النصفية (المنتظرة) هو بداية جهود اليسار لاستبداله بمرشح مختلف في عام 2024".
ثم عاد ماسي وكتب: "نشرت "سي إن إن" تقريرا أيضا عن أخطاء وزلات بايدن.. يبدو أنه جهد منسق".
وكانت صحيفة واشنطن بوست قالت في تقرير قبل أيام، إن بايدن الذي سيبلغ من العمر 86 عامًا قبل نهاية الولاية الثانية إذا فاز بها، "لم يتخذ بعد قرارًا نهائيًا بشأن خوض الانتخابات من أجل هذه الولاية، لكنه أشار علنًا وسرا إلى أنه ينوي الترشح باستثناء حدث غير متوقع".
خيط الحدث غير المتوقع أو ربما الحاسم، التقطته صحيفة جارديان البريطانية، إذ من المرجح، وفق الصحيفة، أن تبدأ موجة من التكهنات حول السباق الرئاسي لعام 2024، بعد التصويت.
وعادة ما يُنظر إلى انتخابات التجديد النصفي على أنها استفتاء على الرئيس الحالي، وإذا عانى الديمقراطيون من خسائر فادحة في انتخابات التجديد النصفي، فإن المسؤولية ستلقى على بايدن، وفق جارديان.
الصحيفة توقعت أيضا أن يكون هناك دعوات، خاصة من جناح اليسار في الحزب الديمقراطي، ليعلن بايدن، في حال خسارة التجديد النصفي، عدم ترشحه لولاية ثانية.
بايدن الذي سيبلغ من العمر 80 عامًا في 20 نوفمبر/تشرين ثاني الجاري، هو بالفعل أكبر رئيس سناً يتولى الرئاسة في التاريخ الأمريكي، يملك سردية مضادة لدعوات عدم الترشح المحتملة.
فالرئيس الأمريكي يمكن أن يدفع بأن الرئيسين السابقين عن الحزب الديمقراطي، بيل كلينتون وباراك أوباما، تعرضا لخسائر في انتخابات التجديد النصفي، لكنهما أكملا الطريق وفازا بالولاية الثانية في ١٩٩٦ و٢٠١٢ على الترتيب.