أنهي الرئيس الأمريكي جو بايدن زيارة غير معلنة لكييف، اليوم الإثنين، واعدا حليفته أوكرانيا بأسلحة جديدة وبدعم "لا يتزعزع" قبل أيام قليلة من الذكرى الأولى للحرب الروسية.
وكشف بايدن خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الأوكراني فولوديمبر زيلينسكي عن مساعدة إضافية قيمتها 500 مليون دولار سيعلن عن تفاصيلها في الأيام المقبلة.
وأكد بايدن بشأن زيارته للعاصمة الأوكرانية "اعتبرت أنه من الضروري ألا يكون هناك أي شكوك حول دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا".
ورحب زيلينسكي بالزيارة أمام الصحفيين وإلى جانبه نظيره الأمريكي، معتبرا أنها "مؤشر دعم بالغ الأهمية"، مشددا على أنهما سيبحثان "في السبيل إلى كسب الحرب هذه السنة".
وأكد أن الدعم الأمريكي لأوكرانيا يظهر أن روسيا "لا تملك أي فرصة لكسب" الحرب.
وانطلقت صافرات الإنذار في أجواء المدينة خلال زيارة الرئيس الأمريكي.
وكان جو بايدن إلى جانب زيلينسكي ويهمان للخروج من كنيسة في كييف عندما أطلقت الصافرات من دون أن يثير الأمر الذعر.
وجاءت زيارة بايدن في حين تواجه أوكرانيا تكثيفا للقتال في شرق البلاد إذ تأمل روسيا أن تخترق خط الجبهة لاستعادة زمام المبادرة بعد انتكاسات مهينة في الخريف.
خطة تمويه وتخفي
وبحسب صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، فإن بايدن وصل إلى كييف بعد رحلة استغرقت ساعة بالقطار من بولندا المجاورة، دون أن يستخدم الوحش الطائر "إير فورس وان".
واعتمدت الزيارة إلى كييف على السرية التامة والتمويه بسبب مخاوف أمنية، فقد غادر بايدن واشنطن دون سابق إنذار بعد أن تناول هو وزوجته عشاء نادر في أحد مطاعم واشنطن.
وكان من المقرر بالفعل وصول بايدن علنًا إلى وارسو صباح الثلاثاء في زيارة تستغرق يومين، ونفى المسؤولون مرارًا وتكرارًا وجود أي خطط أخرى يمكنهم الإعلان عنها حول رحلة إلى أوكرانيا أثناء تواجده هناك.
وإمعانا في التضليل، أصدر البيت الأبيض ليلة الأحد جدولًا عامًا ليوم الإثنين يظهر فيه الرئيس لا يزال في واشنطن ويغادر في المساء إلى وارسو، في حين أنه في الواقع كان بعيدًا العاصمة الأمريكية.
لكن الرئيس جعل الدعم الأمريكي لأوكرانيا محور حجته من أجل تنشيط التحالف في أوروبا، وقد أخبر المستشارين أنه يريد إحياء الذكرى السنوية الأولى للحرب الروسية كوسيلة لطمأنة الحلفاء بأن إدارته لا تزال ملتزمة.
ووصل بايدن إلى العاصمة الأوكرانية في لحظة محورية من الحرب، سواء في الداخل أو في الخارج، حيث يضغط بعض أقوى حلفاء أمريكا على أوكرانيا لبدء التفاوض على اتفاق سلام قد يتضمن التنازل عن الأراضي لروسيا.
وفي الولايات المتحدة ، طالب رئيس مجلس النواب الجديد كيفن مكارثي وبعض زملائه من النواب الجمهوريين، بوضع حد لما يسمونه "شيكًا على بياض" للجهود الحربية.
وجاءت زيارة بايدن المفاجئة قبل يوم واحد فقط من خطاب مقرر للرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الثلاثاء يتوقع فيه أن يتحدث عن جهود بلاده العسكرية.
تاريخ يتكرر
وأعادت زيارة بايدن إلى كييف التذكير بالمهمات السرية التي قام بها الرئيسان جورج دبليو بوش وباراك أوباما إلى العراق وأفغانستان في ذروة الحروب في هذين البلدين.
في عام 2003، قام الرئيس جورج دبليو بوش بزيارة للقوات الأمريكية في العراق كانت سرية للغاية لدرجة أن أفرادا من جهاز الخدمة السرية التابع له اعتقدوا أنه لا يزال في مزرعته في كروفورد، بولاية تكساس. وفي عام 2010، قام أوباما برحلة مماثلة إلى كابول، بأفغانستان، وغادر من كامب ديفيد لتجنب الكشف عن الخطة.
كانت رحلة بايدن إلى أوكرانيا - منطقة حرب نشطة لا تشهد أي تواجد للقوات الأمريكية على الأرض كما كان الحال في العراق وأفغانستان للمساعدة في حماية الرئيس الزائر - صعبة بشكل خاص. ففي العام الماضي، اختار المسؤولون الأمريكيون الذين سافروا إلى كييف عدم السفر إليها بشكل مباشرة بسبب مخاطر الصواريخ.
بدلاً من ذلك ، استقل كبار المسؤولين الأمريكيين قطارًا ليليًا من بولندا، والذي قد يستغرق أكثر من سبع ساعات ولكنه كان أكثر أمانًا، وقضوا عدة ساعات على الأرض في كييف ثم غادروا بالقطار مرة أخرى دون البقاء خلال الليل.
وقام وزير الخارجية أنتوني بلينكن بزيارة كييف في سبتمبر/ أيلول، كما زارها جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس، في نوفمبر/ تشرين ثاني.
وأمر بوتين بعملية عسكرية في أوكرانيا المجاورة في 24 فبراير/ شباط 2022، معتبرا أن كييف تخطط لمجازر إبادة في حق السكان الناطقين بالروسية في شرق البلاد وأن الدول الغربية تستخدم أراضي أوكرانيا لإضعاف روسيا، فيما وصفت كييف والغرب ما يدور بأنه "غزو" بغرض التوسع.