بالصور.. هل تؤثر الساعة البيولوجية على قيادة السيارات؟
القيادة عبارة عن يدَيْن تتحكمان في عجلة القيادة، وقدميْن تضغطان على بدالات السرعة والفرامل، وعينيْن تراقبان الطريق.
كشفت دراسة حديثة أن قيادة السيارة تختلف من شخص لآخر وفقا لساعاته البيولوجية، وأن تناول المشروبات الكحولية يعزز من حجم الهالات البصرية ليلا ويجعلها أكثر سطوعا، وأن كل هذه الأمور تناولتها دراسات علمية جديدة بجانب رهاب القيادة.
- بالصور.. أجمل طرق القيادة في أمريكا.. مناظر خلابة وعالم ما وراء البحار
- شاهد... أخطر طرق في العالم لقيادة السيارات
وأضافت الدراسة أن القيادة عبارة عن يدَيْن تتحكمان في عجلة القيادة، وقدميْن تضغطان على بدالات السرعة والفرامل، وعينيْن تراقبان الطريق، بينما يتحكم العقل والوعي واللا وعي في كل هذه الأمور.
وأثبت باحثون في جامعة غرناطة جنوبي إسبانيا أن الساعة البيولوجية للإنسان، بمعنى إذا كان الشخص نهاريا أو ليليا، يؤثر الوقت الذي تكون فيه وظائفه الفسيولوجية أكثر نشاطا بشكل ملحوظ على قدرته على القيادة.
وأوضح هؤلاء الباحثون من خلال دراسة نفسية أن الشخص الليلي يكون أقل تركيزا حين يقود أي مركبة في الصباح الباكر، مقارنة بقدرته على التركيز أثناء ساعات الليل.
وعلى الرغم من ذلك، فقد أثبتت التجارب أن الأشخاص النهاريين يقودون بشكل أكثر اتزانا من الأشخاص الليليين، وبطريقة أفضل نسبيا سواء أثناء ساعات النهار أو الليل.
وحلل باحثو مركز العقل والسلوك بجامعة غرناطة لوك 29 طالبا يدرسون بالمركز التعليمي نفسه، بعضهم نهاري والبعض الآخر ليلي.
وقال أنخل كوريا توريس، الباحث الرئيسي لهذه الدراسة، إن إيقاعات الساعة البيولوجية تتمثل في التراوح بين المتغيرات البيولوجية التي تنشأ على مدار اليوم خلال فترات منتظمة مثل النعاس والاستيقاظ، مضيفا: "لقد اعتدنا تشبيه الأشخاص النهاريين بالعصافير والليليين بالبوم".
وأعد الباحثون استطلاعاً للمشاركين الذين خضعوا للدراسة للتعرف على عادات النوم الخاصة بهم وفي أي ساعات من اليوم يتمتعون بأكبر قدر من الطاقة والنشاط.
وبعد ذلك طلبوا من الطلاب النهاريين والليليين أن يقودوا من خلال نظام محاكاة، مرة في الساعة 8:00 صباحا وأخرى في الثامنة مساء ليقارنوا بين طريقة قيادتهم في الوقت الأفضل بالنسبة إليهم وفي الوقت الأسوأ وفقا لساعاتهم البيولوجية.
طريقة قيادة "العصافير" و"البوم"
وأكد كوريا أن "هناك مهنا تتطلب الحفاظ على قدر عالٍ من التركيز مثل قائدي المركبات، وبالتالي من الضروري أن تقوم شركات النقل بإجراء هذا النوع من الاختبارات لعامليها للتحقق ما إذا كانوا كائنات نهارية أو ليلية ليتم تحديد ساعات عملهم وفقا لهذا الأمر.
وحذر الخبير من أن "الوقت نفسه من اليوم قد يكون جيدا أو سيئا للقيام بأنشطة معينة وفقا لساعاتنا البيولوجية، على الرغم من أن هناك أوقات تُعَد سيئة بالنسبة للجميع، مثل وقت القيلولة أو الفترة بين الساعة الثالثة والخامسة فجرا".
وأثبتت دراسة أخرى أجرتها الجامعة نفسها أن تناول المشروبات الكحولية يؤثر سلبا بشكل ملحوظ على الرؤية أثناء ساعات الليل، نظرا لأنه يعزز من حجم الهالات البصرية لكشافات السيارات وأعمدة الإنارة وغيرها من وحدات الإضاءة المنتشرة على الطرق، وذلك بسبب تأثير الكحول على الطبقة الدمعية الموجودة على سطح العين.
وأوضحت هذه الدراسة أن "هذا الضعف في الرؤية يكون له تأثير أكبر إذا تخطت نسبة الكحول في الدم 0.25 ملليجرام لكل لتر، وهو المعدل القانوني الذي تنصح به منظمة الصحة العالمية" لقائدي المركبات.
وأكد الباحثون أنه في ظل ارتفاع نسبة الكحول في الدم وما ينتج عنه من رؤية الهالات البصرية أكثر سطوعا قد تصعب على القائد رؤية شخص يعبر الطريق أو التفريق بين الإشارات المرورية المختلفة أو قد يؤدي إلى إصابته بنوع من العمى اللحظي بسبب كشافات سيارة أخرى.
رأي قائدي المركبات يهم أيضا
تُعَد جامعات غرناطة وكوينزلاند (أستراليا) وكامبريدج (بريطانيا) رائدات في إعداد "المراجعات النفسية" في الطرق الجديدة والمشكلات التي يواجهها قائدو السيارات ومعرفة رأيهم في هذه الشوارع وبالتالي تحسينها بهدف الحد من حوادث السير.
ويدافع باحثو هذه الجامعات عن أهمية معرفة رأي المستخدمين في تصميم وصيانة الطرق، حيث أكدوا أن العامل البشري والتصميم الآمن من شأنهما أن يساعدا على خفض معدل الحوادث المرورية.
وأجرى الباحثون دراسة يقوم من خلالها المشاركون بالقيادة على طريق ما، بينما يوضحون للخبراء جميع ملاحظاتهم حول جميع جوانبه سواء الإرشادات المرورية أو تصميم الطريق أو السيارات الأخرى أو حالة الأسفلت.
وسجل الخبراء التجربة من خلال فيديو يوضح ملاحظات قائدي السيارات والسرعة التي يقودون بها على الطريق، وذلك باستخدام جهاز لتحديد الموقع الجغرافي "جي بي إس" يتم تثبيته داخل المركبة، ثم قام المشاركون لاحقا بمناقشة هذه الملاحظات بشكل جماعي لاقتراح الحلول الممكنة للمشكلات التي واجهوها على الطريق.
وكشفت المراجعات النفسية التي أجريت في أحد الطرق في مدينة غرناطة وبالتحديد في مناطق تشهد عددا كبيرا من الحوادث، عن أن أكثر الأشياء التي اشتكى منها قائدو السيارات كانت التقاطعات المدججة بعدد مبالغ فيه من المداخل والمخارج، وكذلك الإرشادات والعلامات المرورية التي توضع في أماكن غير مناسبة أو مختبئة بين الأشجار، فضلا عن وجود أشياء على جوانب الطرق مثل الإعلانات التي تشتت الانتباه أثناء القيادة.
وأكدت كانديدا كاسترو، الباحثة في مركز العقل والسلوك بجامعة غرناطة أن "كل هذه البيانات من شأنها أن تساعد على التعرف على العديد من المقترحات من أجل تحسين الطرق".
علاج افتراضي للخوف من القيادة
من جانب آخر، يمكن الآن علاج رهاب القيادة بواسطة أسلوب جديد يجمع بين تقنيات العلاج النفسي والتعرض لظروف معاكسة أثناء القيادة من خلال نظام محاكاة يشبه الواقع، حسبما أوضح الطبيب النفسي إجناثيو كالبو، المسؤول عن هذا المشروع.
ويقول كالبو إن "هذا الخوف غير المبرر من القيادة، والذي يتعلق بشكل أساسي بنوعية الطريق أو أحوال المرور أو الطقس أو السرعة أو الأنفاق، وهي أمور ليست خطيرة بذاتها، يمكن أن يكون لها تأثير على نسبة تصل إلى 30% من قائدي السيارات في الكثير من اللحظات".
وأضاف أنه من خلال اعتماد هذا النظام الجديد "يمكن خلق ظروف وأجواء تحاكي الواقع تحت إشراف خبراء نفسيين حتى يتعرض الشخص بشكل تدريجي وافتراضي، دون وجود خطر حقيقي، للأشياء التي يخشاها حتى يصل إلى المراحل الأكثر تعقيدا بالنسبة إليه. الهدف من ذلك هو مساعدة الشخص على مواجهة مخاوفه من خلال التقنيات المكتسبة".
وأشار كالبو إلى أن الشخص الذي يعاني من رهاب القيادة يودع بداخل سيارة تحاكي الواقع وملحق بها ثلاث شاشات عالية الوضوح؛ لمنحه شعورا بأنه يقود في العالم الحقيقي، بشكل يسمح له بالتغلب على خوفه من القيادة.