كيف أثّرت حرائق "الصيف الأسود" على الضفادع؟ (حوار)
كشف أول مسح شامل لمجتمعات البرمائيات منذ حرائق الغابات الأسترالية في موسم 2019-2020، عن التأثير الحقيقي للحرائق الشديدة على الضفادع في شرق ولاية نيو ساوث ويلز.
وفي حين فاجأت بعض الأنواع العلماء بمقاومتها للحريق، عانى البعض الآخر من الانقراض المحلي بعد الحرائق غير المسبوقة.
وتم التوصل لهذه النتائج، التي نُشِرت في العدد الأخير من دورية "التنوع والتوزيعات"، عبر تعاون علمي بين جامعة نيوكاسل والمتحف الأسترالي، تم خلاله مسح 35 نوعاً من الضفادع المهددة عبر أكثر من 400 موقع في شمال شرق وجنوب شرق نيو ساوث ويلز على مدار 18 شهراً بعد حرائق ما عُرِف بـ"الصيف الأسود".
ما قيمة هذا العمل، ولماذا تم التركيز على تأثير الحرائق على الضفادع تحديداً، وماذا يعني أن بعضها لم يعد موجوداً؟ هذه الأسئلة وغيرها يجيب عنها تشاد بريانك، من مجموعة أبحاث علوم الحفظ بكلية علوم البيئة والحياة بجامعة بولاية نيو ساوث ويلز، في مقابلة خاصة مع "العين الإخبارية".
عندما قرأت عنوان بحثكم، كان السؤال الأول الذي قفز إلى ذهني هو: لماذا ركّزتم على الضفادع؟
يحق لك أن تسأل هذا السؤال، لأن من المتوقع أن يكون للتغييرات في مدى وشدة حرائق الغابات الناجمة عن تغير المناخ البشري المنشأ عواقب سلبية مضاعفة على المجتمعات البيئية بشكل عام، ولكن في حين أن هناك أدلة على أن الأحداث المناخية القاسية مثل الجفاف تؤثر على مجتمعات البرمائيات، فإن تأثيرات حرائق الغابات على هذه المجتمعات ليست مفهومة جيدًا، ومن المحتمل أن يختلف تأثير حرائق الغابات على مجتمعات وأنواع البرمائيات، بسبب تنوع سمات تاريخ حياتها، ولم يحدد أي بحث سابق القواسم المشتركة بين البرمائيات الأكثر تعرضاً لخطر حرائق الغابات، مما يحد من مبادرات الحفاظ عليها في أعقاب حرائق الغابات الشديدة، وهذا هو الهدف من بحثنا لدور الضفادع في التوازن البيئي.
لرصد تأثير حرائق الغابات، يجب أن يكون لديكم حصر بأنواع الضفادع في الغابات الأسترالية، فهل كان ذلك متوفراً؟
جمعنا 16 ألف ملف من التسجيلات الصوتية الليلية، تم التقاطها عبر 411 موقعاً، وحللنا بدقة تلك التسجيلات لتحديد الأنواع.
وما المنهجية التي اعتمد عليها بحثكم؟
نظرنا إلى مقدار الحرق الشديد داخل المناظر الطبيعية المحيطة، وربطنا ذلك بوجود أو عدم وجود أنواع من الضفادع للحصول على صورة للانقراض المحلي بعد حرائق الغابات، ووجدنا أن الحرائق قللت بشكل كبير من توزيع ما لا يقل عن ستة أنواع من الضفادع ومجتمعات بأكملها، خاصة في منطقة جنوب نيو ساوث ويلز، حيث كانت الحرائق أكثر حدة، وبعض الأنواع انقرضت الآن محلياً، وهذا يثير قلقاً خطيراً بشأن بقاء الضفادع في ظل مناخ معرض للنيران بشكل متزايد.
وما أبرز النتائج؟
وجدنا أن بعض الأنواع تأثرت بالحرائق أكثر من غيرها، والأهم من ذلك هو تلك الموجودة في موائل الغابات المطيرة التي تعتمد على الرطوبة، وهي الضفدع المربوط، والضفدع ذي القضبان العملاقة، وضفدع الجبل، فهذه الأنواع التي تعيش في الغابات المطيرة ليس لها تاريخ تطوري في المناطق المعرضة للجفاف والحرائق.
كما تأثرت أنواع الضفادع المختبئة بشدة بالحرائق، وكان يُعتقد أن الضفادع المختبئة تتحمل النار تماماً بفضل قدرتها على الحفر تحت الأرض لتجنب الحرارة، لكننا فوجئنا عندما علمنا أن الأنواع التي تختبئ لم تصمد أمام الحرائق الشديدة.
وهل لديكم تفسير لذلك؟
من المحتمل أن يكون النطاق الهائل وشدة حرائق الغابات في موسم 2019 و2020، قد تجاوزت الحدود الفسيولوجية، حتى للأنواع ذات التكيفات المقاومة للحريق.
الضفادع المختبئة كانت مفاجئة سلبية، فهل كانت هناك مفاجئة إيجابية؟
بالفعل كانت هناك مفاجئة تمثلت في أن مجموعة ضفادع واحدة، وهي "الضفادع الشجرية"، قاومت الحرائق، بينما كان من المفترض أن تؤدي شدة الحرائق وما ينتج عنها من حرق موطنها الشجري إلى جعل ضفادع الأشجار معرضة بشدة للخطر، ونشتبه في أن التجاويف العميقة في الأشجار كانت بمثابة حاجز للمساعدة في حمايتها من الجفاف والحرائق.
وما هي نصيحتكم؟
نصيحتنا هي أن العالم مقبل على حرارة قياسية بسبب ظاهرة النينو، ودخلنا فترة يُتوقع أن تشتعل فيها حرائق الغابات بشدة أكبر، وبالتالي يجب توجيه أدوات الحفظ الاستباقية إلى البرمائيات.
مثل ماذا؟
من بين أدوات الحفظ، التي يجري اختبارها، حفظ الحيوانات المنوية للضفادع، وإنشاء ما يمكن تسميتها "فنادق للضفادع"، لتقليل خطر الجفاف والحرائق على الأنواع المعرضة للخطر، ومع ذلك، من دون اتخاذ إجراءات عالمية لوقف تغير المناخ، فإن إجراءات الحفظ هي مجرد حلول إسعافات أولية.
aXA6IDMuMTUuMTQuMjQ1IA== جزيرة ام اند امز