يبتز أوروبا ويتهم فرنسا.. أردوغان وسياسة عداء الجميع
وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو انتقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نتيجة رفضه لعملياتهم العسكرية شمالي سوريا.
في ظل سياسة عداء الجميع التي يتخذ منها النظام التركي نهجا لسياساته الخارجية، شن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو انتقادا للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، نتيجة رفضه لعملياتهم العسكرية شمالي سوريا.
- فرنسا تدعو تركيا للتعاون في أزمة اللاجئين بدون "ابتزاز"
- نخبة أردوغان غارقة في الترف.. وعائلات تركية تنتحر من "الفقر"
واتهم أوغلو الرئيس الفرنسي بدعم الإرهاب، وتابع قائلا للصحفيين في البرلمان: "إنه بالفعل الراعي للمنظمة الإرهابية ويستضيفهم باستمرار في قصر الإليزيه. إذا قال إن حليفه هو المنظمة الإرهابية.. فليس هناك ما يُقال أكثر بالفعل".
واجتمع ماكرون الشهر الماضي مع جيهان أحمد المتحدثة باسم قوات سوريا الديمقراطية التي تتبعها وحدات حماية الشعب، ليعبر عن تضامن فرنسا معهم في نضالهم ضد تنظيم داعش الإرهابي في سوريا.
وزعم جاويش أوغلو قائلا: "ماكرون لا يمكنه أن يكون زعيم أوروبا.. هناك فراغ في أوروبا حاليا يحاول أن يستغله ليصبح زعيما للقارة".
وشنت القوات التركية، الشهر الماضي، هجوما عسكريا على شمالي سوريا، وبعد ما يزيد على أسبوع من العدوان توصلت واشنطن وأنقرة إلى قرار وقف إطلاق نار مؤقت، وإيقاف العملية العسكرية التركي لضمان انسحاب آمن لقوات سوريا الديمقراطية.
وسيطرت تركيا والفصائل الموالية لها على مناطق كانت تحت سيطرة الأكراد، بطول 120 كلم على الحدود منذ بدء عمليتها العسكرية على شمالي سوريا، الأمر الذي تسبب بمقتل المئات ونزوح 300 ألف شخص.
انتهاكات تركية شمالي سوريا
قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن المعارضة السورية المسلحة الموالية لتركيا أعدمت مدنيين دون محاكمة أثناء هجوم أنقرة شمال شرقي سوريا، ونهبت ممتلكات تخص أسر الأكراد الذين شردهم القتال.
ودعت المنظمة الحقوقية أنقرة للتحقيق في تلك الانتهاكات و"ربما جرائم حرب في بعض الحالات" ارتكبت في الأراضي التي تسيطر عليها حاليا القوات التركية ومحاسبة المسؤولين عنها.
وقالت سارة لي واتسون مديرة الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش في بيان: "إعدام الأشخاص ونهب الممتلكات ومنع النازحين من العودة إلى ديارهم دليل دامغ على أن المنطقة الآمنة التي اقترحتها تركيا لن تكون آمنة".
أما في الداخل التركي فشنت سلطات الرئيس رجب طيب أردوغان حملة اعتقالات موسعة لمنتقدي العملية العسكرية شمالي سوريا، حيث اعتقلت الأسبوع الماضي 46 شخصا على خلفية انتقادهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، العملية العسكرية.
وذكرت وسائل إعلام تركية رسمية أنه تم اعتقال المشتبه بهم في مدينة أضنة جنوب شرقي البلاد، ووجهت إليهم اتهامات بالتحريض على الكراهية وإهانة النظام التركي.
ابتزاز أوروبا
في منتصف الأسبوع الجاري، مارست السلطات التركية سياسة المقايضة مع أوروبا، حيث كشف مصادر رفيعة في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، عن أن تركيا ترفض دعم خطة دفاعية للحلف تتعلق بدول البلطيق وبولندا إلا بعد تقديمه دعما سياسيا أكبر لأنقرة في هجومها العسكري ضد الأكراد شمالي سوريا.
وأضافت المصادر أن أنقرة أمرت مبعوثها لدى الحلف بعدم اعتماد الخطة واتخذت موقفا متشددا خلال اجتماعات ومحادثات خاصة، كما طالبت حلف "الناتو" بتصنيف مقاتلي وحدات حماية الشعب على أنهم إرهابيون في البيانات الرسمية.
وتعد هذه الممارسات الابتزازية أبرز الطرق التي يلجأ إليها أردوغان لقطع الطريق على بلدان القارة العجوز كلما انتقدت السياسات العدوانية لأنقرة في المنطقة، وكذلك تكريس ممارساته السلطوية، والانخراط السلبي في أزمات الإقليم.
لم تمر أيام قليلة على تهديد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أوروبا بورقة اللاجئين قبل أن يصعّد من ابتزازه بوسيلة أخرى وهي عودة إرهابيي داعش إلى بلادهم التي ترفض الأمر وتعدهم "قنابل موقوتة".
وفي مقابلة مع مجلة "باري ماتش" الفرنسية، قال الرئيس السوري بشار الأسد إن الحرب ضد الإرهاب في سوريا لم تنتهِ، وإنه ما زال موجودا في مناطق الشمال بدعم من تركيا التي تبتز أوروبا بملف إعادة الدواعش.
وأضاف الأسد أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يحاول ابتزاز أوروبا في موضوع إعادة الإرهابيين إلى بلدانهم، واصفا سلوكه بـ"عمل غير أخلاقي".
aXA6IDMuMjIuNzAuMTY5IA== جزيرة ام اند امز