مبادرة الكربون الأزرق.. خطوة عالمية للحد من آثار تغير المناخ
الكربون الأزرق هو الكربون المخزن في النظم البيئية الساحلية والبحرية، حيث يتم تداول 83٪ من دورة الكربون العالمية عبر المحيط.
وعلى الرغم من أن هذه الأنظمة الساحلية أصغر حجما من غابات كوكب الأرض، إلا أنها تحبس هذا الكربون بمعدل أسرع بكثير، ويمكن أن تستمر في فعل ذلك لملايين السنين، حيث يتم تخزين معظم الكربون الذي تمتصه هذه النظم البيئية تحت الأرض،
حيث لا يمكن رؤيته. وغالبًا ما يبلغ عمر الكربون الموجود في التربة الساحلية آلاف السنين.
- واشنطن وبروكسل في قلب خلاف مناخي.. "الكربون" يشق صف الحلفاء
- لمواجهة تغير المناخ.. كيف يمكن احتجاز ثاني أكسيد الكربون باستخدام الأملاح؟ (حوار)
الأثر السلبي للكربون الأزرق في تغير المناخ
تقوم النظم البيئية للكربون الأزرق باحتجاز الكربون وتخزينه، وعند تدهورها أو تدميرها، تبعث هذه النظم البيئية الكربون الذي خزنته لقرون في الغلاف الجوي والمحيطات وتصبح مصادر للغازات الدفيئة. ويقدر الخبراء أنه يتم إطلاق ما يصل إلى 1.02 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا من النظم البيئية الساحلية المتدهورة، وهو ما يعادل 19٪ من الانبعاثات الناتجة عن إزالة الغابات المدارية على مستوى العالم.
ما مبادرة الكربون الأزرق ودورها في التخفيف من آثر المناخ؟
هي برنامج عالمي يعمل على التخفيف من تغير المناخ من خلال الاستعادة والاستخدام المستدام للنظم البيئية الساحلية والبحرية. وتركز المبادرة حاليًا على أشجار المانغروف والمستنقعات والمد والجزر والأعشاب البحرية. وتقوم هذه النظم البيئية بحبس وتخزين كميات كبيرة من الكربون الأزرق في كل من النباتات والرواسب. فعلى سبيل المثال، يتم تخزين أكثر من 95٪ من الكربون في مروج الأعشاب البحرية في التربة.
وتجمع مبادرة الكربون الأزرق الحكومات والمؤسسات البحثية والمنظمات غير الحكومية والمجتمعات من جميع أنحاء العالم. هذا ويتم تنسيق هذه المبادرة من قبل منظمة Conservation International (CI)، والاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN)، واللجنة الأوقيانوغرافية الحكومية الدولية التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (IOC-UNESCO).
وتعمل مبادرة الكربون الأزرق على:
- تطوير نهج الإدارة والحوافز المالية وآليات السياسة لضمان الحفظ والاستعادة والاستخدام المستدام للنظم الإيكولوجية الساحلية للكربون الأزرق.
- إشراك الحكومات المحلية والوطنية والدولية من أجل تعزيز السياسات التي تدعم الحفاظ على الكربون الأزرق الساحلي وإدارته وتمويله.
- تطوير طرق شاملة لتقييم مخزونات الكربون الأزرق وانبعاثاته.
- تنفيذ مشاريع في جميع أنحاء العالم تثبت جدوى محاربة الكربون الأزرق واتفاقيات الإدارة والحوافز.
- دعم البحث العلمي في دور النظم البيئية الساحلية للكربون الأزرق في التخفيف من آثار تغير المناخ.
لتحقيق هذه الأهداف، شكلت مبادرة الكربون الأزرق مجموعتي عمل للعلوم والسياسات. وتحدد مجموعة العمل العلمية الدولية للكربون الأزرق مجالات البحث ذات الأولوية، وإبرام أبحاث الكربون الأزرق الحالية والناشئة وتوفر أساسًا علميًا قويًا لحفظ الكربون الساحلي وإدارته وتقيمه، وعلى الجانب الآخر تدعم مجموعة العمل الدولية لسياسة الكربون الأزرق الجهود المبذولة لدمج الكربون الأزرق في أطر السياسات الدولية الحالية مثل اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (UNFCCC)، واتفاقية التنوع البيولوجي (CBD).
وفي ضوء ذلك يتعاون أعضاء مجموعتي العمل بشكل روتيني لضمان أن العلم القائم يشكل أساسًا لوضع سياسة سليمة. وتجتمع كل مجموعة عمل عدة مرات في السنة، وفي كل اجتماع لمجموعة العمل، تجمع المبادرة خبراء دوليين في علوم وسياسات الكربون الأزرق لتبادل المعرفة وبناء القدرات المحلية عبر المحيط.
مناطق تركز الكربون الأزرق
تركز مبادرة الكربون الأزرق على أشجار المانغروف والمستنقعات المالحة والأعشاب البحرية الموجودة في كل قارة باستثناء القارة القطبية الجنوبية. وتغطي هذه النظم البيئية الساحلية ما بين 13.8 و15.2 مليون هكتار و2.2 مليون هكتار و40 مليون هكتار و17.7 و60 مليون هكتار على الترتيب؛ أي أن هذه النظم تغطي مجتمعة ما يقرب من 49 مليون هكتار.
وجدير بالذكر أن أشجار المانغروف تُفقد بمعدل 2٪ سنويًا. ويقدر الخبراء أن انبعاثات الكربون الناتجة عن إزالة غابات المانغروف تمثل ما يصل إلى 10٪ من الانبعاثات الناتجة عن إزالة الغابات على مستوى العالم، بينما يتم فقدان مستنقعات المد والجزر بمعدل (1-2٪) في السنة والتي تغطي ما يقرب من 140 مليون هكتار من سطح الأرض. وعلى الرغم من أن الأعشاب البحرية تغطي أقل من 0.2٪ من قاع المحيط، إلا أنها تُخزن حوالي 10٪ من الكربون المدفون في المحيطات كل عام.
تحركات مبادرة الكربون الأزرق العالمية
تعمل مبادرة الكربون الأزرق على حماية واستعادة النظم البيئية الساحلية لدورها في الحد من آثار تغير المناخ العالمي. ولدعم هذا العمل، تقوم المبادرة بالتنسيق بين مجموعتي العمل الدولية للكربون الأزرق، ويجري تطوير مشاريع في مواقع على مستوى العالم لحماية واستعادة النظم الإيكولوجية الساحلية لقيمتها الكربونية "الزرقاء" ومنها إندونيسيا وأستراليا وذلك في مجال الحفاظ على غابات المانغروف واستعادة الأراضي الرطبة على التوالي. كما يستمر البحث في كيفية عزل وتخزين وفقدان الكربون من أنظمة الكربون الأزرق.
aXA6IDMuMTQyLjE3MS4xMDAg جزيرة ام اند امز