طهي مسحوق العظام.. علماء الآثار يكتشفون ممارسة صينية قديمة
كشف فريق من علماء الآثار بالصين عن دلائل تُظهر قيام البشر بمعالجة العظام وتحويلها إلى مسحوق لأغراض الطهي منذ ما يقرب من 8,000 عام (بين 6,085 و6,369 قبل الميلاد).
وجاء هذا الاكتشاف في موقع "شيلاوزهوانغ" بمقاطعة خنان في شمال الصين، والذي كان يتبع لثقافة بيليجانج، وهي واحدة من أقدم الثقافات النيوثوليتية في شمال الصين، كانت هذه الثقافة معروفة بتطويرها لبعض من أقدم الأدوات مثل الفلوتات النغمية، وصناعة المشروبات المخمرة، بالإضافة إلى الحياكة الأولية وربما الاستخدام المبكر للكتابة الصينية.
وفي عامي 2017 و2018، أجرى الباحثون حفريات في الموقع، كاشفين عن مستوطنة ومقبرة وثلاثة أواني طهي خزفية تُدعى دينغ ثلاثية الأرجل، تحتوي على بقايا طعام محترقة، وتم تحديد أن هذه الأواني صُنعت بين 6,085 و6,369 قبل الميلاد.
وكان هدف الفريق في البداية هو دراسة درجات حرارة صناعة المشروبات الكحولية في العصور القديمة، ولكن أثناء استخدامهم للمجهر الإلكتروني الماسح (SEM)، اكتشفوا مسحوق عظام، وفقاً للدكتور شينغتاو وي، أحد الباحثين المشاركين في الدراسة المنشورة بدورية "علم العظام الأثري".
ومن خلال استخدام مجموعة من الأساليب العلمية المتقدمة، بما في ذلك المجهر الإلكتروني الماسح مع تحليل الأشعة السينية والتحليل الطيفي للأشعة تحت الحمراء وفحص النشا، تمكّن الفريق من تحديد التركيب الكيميائي والمعدني لبقايا الطعام المحترقة.
وأظهرت التحليلات وجود مكونات مرتبطة بالعظام مثل الهيدروكسي أباتيت، ومركبات أخرى مثل الكربونات والفوسفات، مما يشير إلى أن مسحوق العظام تم طهيه مع مجموعة متنوعة من النباتات البرية، مثل الجوز ونبات الدخن.
وأظهرت الدراسة أن ثقافة بيليجانج، على الرغم من تطويرها للزراعة منذ حوالي 10 آلاف عام، إلا أنها استمرت في الاعتماد على الموارد البرية بشكل كبير.
وتعتبر معالجة العظام وتحويلها إلى مسحوق للطهي دليلا على أساليب البقاء المتقدمة خلال تلك الفترة الانتقالية من الصيد إلى الزراعة.
ويشير الباحثون إلى أن هذه النتائج توفر أدلة مبكرة على أساليب استخلاص الدهون والمغذيات من الموارد الحيوانية غير الصالحة للأكل، مما يشير إلى تطور استراتيجيات البقاء المتقدمة لهذه المجتمعات.
aXA6IDMuMTI5LjcwLjE1MyA= جزيرة ام اند امز