ناشرون عن "اليوبيل الذهبي" لمعرض القاهرة للكتاب: طفرة كبيرة
"العين الإخبارية" تستطلع آراء الناشرين المشاركين في معرض القاهرة الدولي للكتاب بشأن الإقبال الجماهيري والقوة الشرائية وسلبيات الدورة
أشاد ناشرون مصريون وعرب بالتنظيم الجيّد والإقبال الكبير اللذين شهدتهما الدورة الـ50 من معرض القاهرة الدولي للكتاب، المقام بالعاصمة المصرية القاهرة.
وشارك في دورة اليوبيل الذهبي لمعرض الكتاب، التي تختتم فعالياتها الثلاثاء، أكثر من 1000 ناشر عربي وأجنبي يمثلون 26 دولة.
واستطلعت "العين الإخبارية" آراء الناشرين بشأن الإقبال الجماهيري والقوة الشرائية وسلبيات هذه النسخة من المعرض الدولي.
في البداية، قال محمود إلهامي، مسؤول البيع بجناح المجلس الوطني للآداب والفنون في الكويت، إن معرض القاهرة للكتاب شهد هذا العام إقبالاً كبيراً على غير المتوقع، خصوصاً أن هذه المرة الأولى التي يقام فيها بمنطقة التجمع الخامس.
وتابع أن المجلس لم يعرض جميع إصداراته خلال الأسبوع الأول، خشية عدم الإقبال الجماهيري، لكن نفاد الإصدارات في الأيام الأولى دفع المجلس لعرض إصدارات جديدة، مشيراً إلى أن سلسلة "عالم الفكر" و"عالم المعرفة" و"آفاق عالمية" الأكثر مبيعاً.
وقال عادل المصري، مدير دار أطلس للنشر رئيس اتحاد الناشرين سابقاً، إن تجربة المعرض هذا العام ممتازة، وفاقت توقعات الجميع رغم المخاوف من تغيير موقع المعرض من مكان اعتاد عليه الجمهور لعشرات السنين.
وأوضح المصري أن التجربة السابقة لنقل معرض القاهرة من منطقة الجزيرة إلى موقعه القديم في مدينة نصر لم تثبت نجاحها إلا بعد عامين من نقله، وزاد الإقبال الجماهيري بعد إنشاء محطة لمترو الأنفاق.
وأشاد بالتنظيم وتوفير الخدمات في الموقع الجديد للمعرض، رغم وجود بعض السلبيات التي يجب تلافيها في الدورات المقبلة، مثل تفتيش الجمهور عند دخوله كل صالة، والتفتيش أمام البوابة الرئيسية، وغياب العلامات الإرشادية وقوائم العرض.
وأضاف أن الشعب المصري مصدر فخر للثقافة، إذ حرص على الحضور لشراء كتاب رغم البعد المكاني ورغم الأزمة الاقتصادية.
عن القوة الشرائية، قال المصري إنها أقل من العام الماضي، لكنها مرتبطة بارتفاع أسعار الكتب بعد تحرير سعر الصرف الذي ارتفع على أثره الدولار أمام الجنيه المصري، ومع استيراد جميع المواد المستخدمة في طباعة الكتب ازدادت أسعار الكتب بنسبة تتراوح بين 20 و50%.
فيما أكد سامح المغازي، مدير جناح قسم النشر بالجامعة الأمريكية، أن تنظيم المعرض في دورته الـ50 يعد نقلة حضارية، فهناك فرق شاسع في المعرض وبين دوراته السابقة، موضحاً أن هناك تسهيلات كثيرة قدمت للقائمين على تنظيم المعرض في هذه الدورة، تشمل توافر الحمامات وأماكن استراحة للزائرين.
وأشار المغازي إلى أن الدورة الـ50 للمعرض تصادفت مع مئوية الجامعة الأمريكية، لافتاً إلى تقديم الجامعة خصومات تصل إلى 50%، معتبراً أن الإقبال الجماهيري على المعرض في يوبيله الذهبي كان منقطع النظير، فضلاً عن القوة الشرائية، ومن العناوين الأكثر مبيعاً كتب حسن فتحي في العمارة.
بينما أشاد تامر عبدالكريم، مدير التوزيع بالدار العربية للكتاب، بالإقبال الجماهيري على المعرض مقارنة بالدورات السابقة، مشيراً إلى تزايد القوة الشرائية، قائلا "يدرك القارئ أن معرض الكتاب هو موسم تتوافر فيه عدد كبير من الإصدارات تحت سقف واحد، وتقدم خلاله دور النشر خصومات على إصداراتها كافة تصل إلى 50%".
عن العناوين التي تصدرت قائمة الكتب الأكثر مبيعا، قال "منها (سيدة الزمالك) لأشرف العشماوي، والكلاسيكيات، وأعمال إحسان عبدالقدوس، و(أنت مني) لنور عبدالمجيد، و(المسكوت عنه في التاريخ) للدكتور وسيم السيسي".
وثمن محمد البعلي، مدير دار صفصافة للنشر والترجمة، دور الجمهور، معتبراً أن تقييم تجربة معرض الكتاب لها عناصر عدة لكن البطل الجمهور المصري "الذي تحدى البعد المكاني وطرق المواصلات غير المعتادة والموقع الجديد، وسجلت أعداد الزوار أرقاماً غير متوقعة".
وأضاف "حسب ما أعلنت الهيئة العامة للكتاب فإن حجم الجمهور وصل إلى مليون ونصف مليون زائر في أول 6 أيام بالمعرض"، مشيراً إلى أهمية مشاركة الناشرين في عملية تصميم الأجنحة، إذ كان يراعى البعد الجمالي أكثر من البعد العملي.
ورأى البعلي أن حجم مبيعات الدورة الـ50 من المعرض أقل من العام الماضي بنسبة بسيطة، "لكن يجب النظر إلى الاعتبارات الأخرى، منها الأزمة الاقتصادية وزيادة التكاليف على الناشرين".
من جانبه، قال سلام عبدالمعطي، مدير دار روافد للنشر، إن الإقبال الجماهيري في هذه الدورة كان أقل قليلا من العام الماضي، مشيراً إلى أن سبب التكدس سببها إجراءات الدخول على الصالات.
فيما يخص القدرة الشرائية، رأى عبدالمعطي أن السبب الرئيسي في تأثرها هذا العام الأزمة الاقتصادية التي تمر بها مصر حالياً.
وقال الدكتور أحمد السعيد، مدير دار بيت الحكمة، إن هذه الدورة تمثل طفرة بكل المقاييس، مشيراً إلى أن الضيوف الأجانب الذين شاركوا في الدورات السابقة وصفوا المعرض بـ"السويقة"، لكن هذه النظرة تغيرت هذا العام وأصبح المعرض مصدر فخر.
وانتقد السعيد عدم اهتمام هذه الدورة بالفعاليات الثقافية على حساب الهيكل، ومنها تسكين دور النشر والتأشيرات للعارضين والزائريين، مشددا على أهمية فصل لجنة البرنامج الثقافي عن الهيئة العامة للكتاب.
بينما أكد سعيد عبده، رئيس اتحاد الناشرين المصريين، أن التجربة في عامها الأول كانت جيدة، وخرجت هذه الدورة بشكل يليق بالثقافة المصرية، معتبراً أن المعرض استعاد دوره ومكانته كمنافس للمعارض العربية والدولية وفي مقدمتها معرض فرانكفورت.