"جناح الشارقة" يستضيف حبيب الصايغ وطلال سالم في "ساو باولو للكتاب"
الشاعر الكبير حبيب الصايغ يقدم قصائد من تجربته في قصيدة التفعيلة، والنص الشعري النثر، عرض فيها خلاصة تأملاته لشواغل الراهن العربي.
استضاف جناح إمارة الشارقة المشارك في فعاليات الدورة الـ25 من معرض "ساو باولو الدولي للكتاب"، التي تحتفي بالإمارة أول ضيف شرف في تاريخ الحدث، كلاً من الشاعرين الإماراتيين، الدكتور حبيب الصايغ، الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، وطلال سالم الشاعر الإماراتي، في أمسية شعرية جمعت ضيوف الجناح من المثقفين والكتاب العرب والبرازيليين.
وقرأ الشاعران خلال الأمسية التي أدارتها الشاعرة والإعلامية شيخة المطيري، مختارات من تجربتهما الشعرية، تنوعت في المضامين، والبناء، واللغة، حيث قدم الشاعر الكبير حبيب الصايغ قصائد من تجربته في قصيدة التفعيلة، والنص الشعري النثر، عرض فيها خلاصة تأملاته لشواغل الراهن العربي، وتحولات الذاكرة الجمعية، متوقفاً عند الخصال النبيلة وما يمثله المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.
فيما ألقى الشاعر طلال سالم عدداً من القصائد التي تعكس جانباً من تجربته الشعرية المشغولة في التقاط المفارق والبعد الجمالي في تفاصيل الحياة، حيث صوّر شاعرية علاقته مع المكان الإماراتي، وفتح الباب كاملاً على المحمول الجمالي للذاكرة الإماراتية.
وألقى الشاعر حبيب الصايغ واحدة من القصائد التي يشخص فيها صورة الهوية العربية تحمل عنوان "البطريق"، وهي واحدة من القصائد المترجمة إلى الفرنسية والبرتغالية من مجموعة شعرية حملت عنوان "البطريق وقصائد أخرى"، ومنها قرأ:
"أمطريني أمطريني
يا سنيني
أمطريني في شروقي وغروبي
يا غيوماً ريشها الأبيض
يرتاح على سفح نحيبي
أمطريني أمطريني
وأمطري بي
واشهدي موتي لأبقى خالداً
رغم تلاشي جبهتي تحت خطاي"
ومن قصيدة حملت عنوان "الراقصة" قرأ الصايغ:
"الظل مهرجان
والخطوة الأولى تؤسس الإيقاع ليلياً
وتستلقي على أسرة المكان
معلنة تماسك السقف الذي كاد
وتستلقي على خصر الأحاجي وردتان
ولليدين ما تؤلف اليدان
من غدها المشغول بالغيتار والكمان
من غدها المكسو بالعسجد والغموض
والنيران".
واستهل الشاعر طلال سالم قراءته بقصيدة من وحي إقامته في مدينة ساو باولو، مؤكداً بذلك أثر الحوار الثقافي بين المبدع الإماراتي وملامح الثقافة اللاتينية، حيث قرأ:
"شيء إلا موعد متسامي
وغواية أخرى على أحلامي
جاءت قبيل الفجر تنشد عطرها
وتتوه في روح الشقي الظامي
جاءت كبعض الشعر يأفل كونه
ويضيع في عينيه كل كلامي
زمن يشيب به المدى وكهوله
ضافت على وجه هناك ملامي
وأنا على تعب السنين أمرني
ولها على وجع الرصيف الدامي".
ومن مجموعة قصائد قصيرة، أضاء فيها طلال سالم على اللحظات الكامنة في تفاصيل اليومي والعابر، قرأ:
"تلك الرسالة أحرقت من آمنوا
مروا على ضوء شفيف سامي
هم آمنوا بالبحر مد شراعهم
تاهوا وتاه النجم في استسلامي
هي آخر الحرف القصيدة مرة
ولهي بها عطشي مع الآثام".