مفاجأة ترسيم الحدود.. أحزاب لبنانية: حزب الله اعترف بإسرائيل
أكدت أطراف بارزة في المعارضة اللبنانية أن حزب الله اعترف بإسرائيل بشكل كامل بعد إعلان موافقته على اتفاق ترسيم الحدود البحرية.
أطراف المعارضة اللبنانية أشارت أيضا إلى أن "الحزب الموالي لإيران أدرك تماما أن لبنان بات في الحضيض الاقتصادي، ما أجبره على إيجاد مخرج ما، وهو تسهيل عملية استخراج الغاز والنفط".
وفي لقاء مع الصحفيين، الأربعاء، أوضح رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي إيال حولاتا أن اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان يعبر عن تغير في موقف حزب الله، الذي حظر المفاوضات مع إسرائيل.
وقال: "حزب الله لأول مرة يغير موقفه الثابت، والذي حظر التفاوض مع إسرائيل".
اعتراف بشكل كامل
رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميّل أكد، في حديث لإحدى القنوات المحلية، الأربعاء، "الأمر الوحيد الذي نحفظه اليوم هو أن حزب الله اعترف بإسرائيل بشكل كامل، فهو أعلن موافقته على الاتفاق وانتقل على الصعيد الأيديولوجي إلى مرحلة جديدة، وسنرى كيف سيتعاطى فيها مع جمهوره وكوادره".
ورأى الجميّل أن مليشيات حزب الله تدرك جيدا أن الوضع اللبناني معيشيا واقتصاديا كارثي، وأن معالجته باتت الأولوية المطلقة لدى اللبنانيين عموما، ولدى بيئته الحاضنة خصوصا التي تحمّله مسؤولية الانهيار عبر الصمت عما يجري، وتغطيته الفاسدين ودعمهم والتحالف معهم.
وقال رئيس حزب الكتائب: "كنا نتمنى أن يحصل الاتفاق منذ زمن، إنما للأسف حصل بتوقيت حزب الله وهو من فاوض وعبر حلفائه، فالحزب مسيطر على الرئاسات الثلاث، وما شهدناه مفاوضات غير مباشرة بين حزب الله وإسرائيل عبر الدولة اللبنانية، وهذا يناسب إسرائيل".
وأضاف: "نحن مع ترسيم الحدود لأن البداية باستعادة السيادة تكون بترسيم الحدود كي لا تبقى حياة لبنان واللبنانيين معلّقة"، قائلا: "من حيث المبدأ نحن مع استعادة حقوق بلادنا، ولبنان يستطيع أن يتفاوض مع كل جيرانه.. مع إسرائيل وسوريا لتأكيد الحدود وترسيمها أكانت البحرية أم البرية".
وكرر الجميّل أن لبنان بحاجة لهذه الاتفاقيات من أجل ترسيخ الاستقرار للانتقال لمرحلة جديدة، متمنيا أن تنتقل المفاوضات إلى ترسيم الحدود البرية والتي تطرح إشكالية كبيرة بين لبنان وإسرائيل وتبرر الحالة الشاذة الموجودة في الجنوب، ونحن أيضا مع ترسيم الحدود مع سوريا لأنها مبهمة وبحاجة لتثبيت وتوضيح.
مزارع شبعا
ومن جهته، وحول مقاربة "حزب الله" للترسيم وإعلانه الاصطفاف خلف الدولة، قال سمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانية في تصريحات تلفزيونية، الأربعاء: "الحزب اعتمد هذه الخطوة باعتبار أن لها انعكاسات اقتصادية، بعد أن أدرك تماما أن لبنان بات في الحضيض الاقتصادي، وأكثرية الرأي العام يحمله مسؤولية الانهيار، الأمر الذي أجبره على إيجاد مخرج ما، وهو تسهيل عملية استخراج الغاز والنفط".
وأعاد جعجع التذكير أن "تدخل حزب الله منذ أشهر أخر إبرام اتفاق الترسيم ولم يسهله، كما يصوّره البعض، لأن الإنجاز الفعلي هو الخط 23 بعد أن كانت إسرائيل تطالب بالخط 1، وهذا الخلاف قد حسم منذ سنة تقريبا ولا فضل للحزب بذلك"، وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء الوطنية للإعلام.
ورأى أن "عدم اتخاذ الحزب بعدها أي موقف في هذا الاتجاه واكتفائه بالوقوف خلف الدولة اللبنانية خير دليل على صوابية هذا الكلام، ولو أن تدخلاته كانت محاولة ردع فعلا، لكان استعملها من أجل مزارع شبعا".
وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله قد أطل بابتسامةٍ عريضة، مساء الثلاثاء، متحدثا حول ملف ترسيم الحدود البحرية باعتباره "عرسا وطنيا"، واضعا خطابَ "رمي إسرائيل في البحر"، وراءه.
وقال: "نحن يجب أن نحتاط؛ لأن هناك من يمكن أن يغير رأيه في كل لحظة.. من البداية قلنا نقف خلف الدولة في موضوع المطالب اللبنانية ودائما كنت أقول نحن بدنا ناكل عنب واستخراج النفط".
وأضاف "عندما يقول المسؤولون اللبنانيون ويعلن فخامة الرئيس الموقف الرسمي المؤيد للتفاهم، بالنسبة للمقاومة تكون الأمور قد أنجزت وإلى ذلك الحين يجب أن نبقى يقظين".
وكانت إسرائيل قد قدمت نظرة إيجابية حول نتائج ترسيم الحدود البحرية مع لبنان، حيث أكد رئيس وزرائها يائير لابيد أنها خطوة تدعم الاستقرار وأمن الطاقة وتُبعد شبح الحرب.