وداع يبطن خوفا.. سر زيارة جونسون الأخيرة لأوكرانيا
وداع سريع ولم يكن منتظرا على الإطلاق حتى أشهر قليلة مضت، أجبر عليه طرفاه، لكن أحدهما يخشى ما بعد الوداع أكثر من اللحظة الراهنة نفسها.
هذا على وجه الدقة ما شهدته العاصمة الأوكرانية كييف اليوم الأربعاء، بعد لقاء رئيس الوزراء البريطاني المستقيل بوريس جونسون، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، المرتبطين بعلاقة وثيقة.
وخلال الزيارة المفاجئة التي تزامنت مع عيد الاستقلال بأوكرانيا، شدد رئيس الوزراء البريطاني المستقيل، على أن أوكرانيا هي من سينتصر في القتال الحالي في مواجهة الجيش الروسي.
بدورها، قالت صحيفة "إكسبريس" البريطانية إن جونسون كان يرسل تحذيرا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول نتيجة الحرب المستمرة منذ نهاية فبراير/شباط الماضي.
ويتوقع أن تكون هذه الزيارة هي الأخيرة لجونسون إلى أوكرانيا قبل مغادرته منصبه خلال أيام، وجاءت بالتزامن مع مرور 6 أشهر منذ بدء العملية العسكرية الروسية في البلاد.
وعرف عن جونسون نبرته العالية في تأييد كييف ودعمها في مواجهة الجيش الروسي، طوال الأشهر الماضي.
وبحسب "إكسبريس"، أقام رئيس الوزراء المستقيل علاقة وثيقة خلال الفترة الماضية، مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
الصحيفة قالت إن الزيارة يبدو وكأنها تهدف إلى طمأنة كييف عبر إظهار أن الروابط بين البلدين ستستمر حتى بعد مغادرة جونسون المنصب في الخامس من سبتمبر/أيلول المقبل.
وخلال زيارته، قال جونسون: "ما يحدث في أوكرانيا يهمنا جميعًا، وهذا هو سبب وجودي هنا اليوم لإيصال رسالة مفادها أن المملكة المتحدة معك وستكون معك في الأيام والأشهر المقبلة، ويمكنك الفوز وستفوز".
وأضاف: "على مدى الأشهر الستة الماضية، وقفت المملكة المتحدة جنبًا إلى جنب مع أوكرانيا، ودعمت هذا البلد ذي السيادة للدفاع عن نفسه".
وأضاف: "حزمة الدعم اليوم ستمنح القوات المسلحة الأوكرانية الشجاعة والمرنة، دفعة أخرى، مما يسمح لها بمواصلة صد القوات الروسية والقتال من أجل حريتها.
دعم بتوقيت حرج
وتأتى زيارة جونسون في توقيت حرج لمسار الحرب، حيث صعد الجيش الأوكراني من عملياته القتالية بدعم من منظومات تسلح أمريكية وبريطانية في الوقت الذى تواردت فيه التقارير عن تعرض منطقة القرم للاستهداف بهذه الأسلحة الغربية المعقدة.
وأعلنت الحكومة البريطانية الأربعاء، أن المملكة المتحدة ستقدم 54 مليون جنيه إسترليني في صورة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا. كما سيتم إرسال حوالي 200 طائرة بريطانية بدون طيار إلى أوكرانيا لتحسين المراقبة بعيدة المدى والقدرة على الاستهداف الدفاعي.
وتتضمن الحزمة أيضًا 850 طائرة صغيرة بدون طيار، يتم إطلاقها يدويًا ومصممة خصيصًا للاستخدام في البلدات والقرى لاكتشاف مدى قرب قوات الخصم.
ومن المنتظر أن يدرب الجيش البريطاني الأفراد العسكريين على قيادة مسيرات أصغر حجما من الهاتف المحمول ويمكنها إرسال صور حية في أقل من 20 دقيقة.
كما ستواصل المملكة المتحدة تدريب أفراد الجيش الأوكراني وستعلمهم كيفية استخدام مركبات البحث عن الألغام للكشف عن المتفجرات في عرض البحر في الأسابيع المقبلة.
الخوف سيد الموقف
وفي وقت سابق، قال محللون بريطانيون إن رئيس الوزراء البريطاني يعد أحد أقوى داعمي أوكرانيا في مواجهة العملية العسكرية التي تشنها روسيا منذ 24 فبراير/شباط.
وقال تحليل لصحيفة " ديلي تلغراف" البريطانية إن كييف "يجب أن تقلق" مع رحيل جونسون عن المشهد السياسي في لندن، وذلك نظرا للدعم القوي الذي كان يقدمه وحماسه الكبير لأوكرانيا.
وقال كاتب التحليل كون كوجلين، إن رحيل جونسون من رئاسة الوزراء لن يضع حدا ليس فقط لمسيرته السياسية، وإنما قد يهز موقف لندن بشكل دقيق، من القضية الأوكرانية.
ووفق مراقبين، فإن كييف تتخوف من تراجع الدعم البريطاني لكييف بعد مغاردة رئيس الوزراء المستقيل، السلطة أوائل الشهر المقبل.
وقبل أيام من رحيله، تعهد جونسون بتقديم مليار جنيه إسترليني كدعم عسكري لأوكرانيا، بما يرفع إجمالي الدعم العسكري والاقتصادي إلى 3.8 مليار جنيه إسترليني هذا العام.
كما تعهد رئيس الوزراء المستقيل بإرسال المملكة المتحدة المزيد من أنظمة الدفاع الجوي والطائرات بدون طيار ووضع 1000 جندي بريطاني في حالة تأهب حتى يمكن نشرهم بسرعة.
وكانت الحكومة البريطانية أرسلت خلال الأشهر الماضية، صواريخ مضادة للدبابات وأنظمة دفاع جوي وأسلحة أخرى إلى أوكرانيا.
وقبل أسابيع، أجبر جونسون على تقديم استقالة لم تكن متوقعة أو منتظرة إثر سلسلة فضائح ضربت رئاسته للحكومة، وتمرد متزايد ضده في أروقة حزب المحافظين الحاكم.