الملاكمة تقضي على الاكتئاب
أستاذة مساعدة في علم النفس توصلت إلى أن ممارسة رياضة الملاكمة على وجه الخصوص من شأنها التخفيف من أعراض الاكتئاب والقلق المرضي.
من المعروف أن ممارسة الرياضة لها فوائد عديدة في تحسين المزاج. وربط عدد لا يحصى من الدراسات ما بين النشاط الجسدي والمستويات المنخفضة من التوتر والقلق والاكتئاب. والأمر لا يقتصر فقط على ممارسة التمارين الرياضية القاسية، بل يشمل جلسات اليوجا والمشي. حتى أنه ظهر نوع من العلاج يطلق عليه "walk and talk" أو المشي والتحدث، حيث يدمج المعالجون ما بين فوائد جلسات التواصل وبين الرياضة الخفيفة.
ومؤخراً توصلت أستاذة مساعدة في علم النفس إلى أن ممارسة رياضة الملاكمة على وجه الخصوص من شأنها التخفيف من أعراض الاكتئاب والقلق المرضي.
وشاركت فيليسيتي جيبونز، القصة التي ألهمتها في ذلك، مع موقع نت دكتور البريطاني.
وقالت إنها لم تكن رياضية على الإطلاق في ما سبق، لدرجة أنها لم تكن تستطيع التنفس إذا قامت بالجري إلى آخر الشارع فقط. وأضافت أن إحدى صديقاتها شجعتها على ممارسة الملاكمة، التي تقول إنها كان لها تأثير إيجابي جداً على حياتها وزادت من ثقتها بنفسها وقللت من توترها.
بعد ذلك، قررت جيبونز أن تساعد الأشخاص الآخرين الذين يمرون بصعوبات متعلقة بصحتهم العقلية، في ممارسة الملاكمة أيضاً. وأوضحت أن الملاكمة تساعد هؤلاء الأشخاص بطرق عديدة، أولا تزيد من إفراز الإندروفين، الذي يعتبر معززاً طبيعياً للمزاج. كما تساعد جلسات الملاكمة على تخفيف أعراض القلق والاكتئاب بتشتيت تركيز الجسم والعقل عن الأفكار السلبية والمخاوف.
كما أشارت إلى أن الملاكمة تعتبر مصدراً جيداً للهو، حيث ينخرط الأفراد في نشاط مرح ويتعرفون على أصدقاء جدد في جو اجتماعي داعم. علاوة على أن الملاكمة تقوي الشعور بالإنجاز والثقة بالذات، وتقلل من الغضب والضيق، وتشجع على تبني أسلوب حياة أكثر صحة ما يعود بالنفع على الصحة الجسدية والعقلية وعلى النوم وتناول الطعام.
جيبونز بدأت في تعليم الناس الملاكمة في إحدى الصالات الرياضية في محاولة لتشجيعهم على الاستفادة القصوى منها. وقالت إنها تحرص على أن توفير مساحة آمنة وجو من الثقة والانفتاح أثناء الجلسات، ويشجعون المشاركين على التحدث عن حدودهم والمساحات الخاصة أو الاستراحات التي يحتاجونها أو أي شيء يجعلهم غير سعداء.
وتابعت أنهم يضيفون عناصر أخرى مثل تمارين التنفس والاسترخاء. موضحة أنهم لا يقدمون أي علاجات وكل ما يقومون به هو توفير مساحة للناس لمشاركة مشاعرهم وممارسة طرق للتعايش مع الاكتئاب والقلق والاستفادة من دعم المجموعة.
ويحضر صفوف الملاكمة رجال وسيدات من مختلف الأعمار، حسب جيبونز التي أضافت أن الاكتئاب والقلق هما أكثر مشكلتين صحيتين يشكو منهما الحضور، وأن الصفوف مصممة لمحاولة مساعدتهم في ذلك.
وتم الترويج لصفوف الملاكمة في ملتقى لندن للاكتئاب والمشكلات المتعلقة به. وتلاقي الفكرة رواجاً كبيراً، حيث يقول المشاركون في هذه الصفوف، إن الطاقة الهائلة المبذولة في التمارين تساعد فعلياً في التخلص من التوتر والحفاظ على الرشاقة في الوقت ذاته.