طريقة تتنبأ بخطر تعرض المراهقين لإدمان الكحول
دراسة ألمانية وجدت أن المراهقين الذين لديهم كميات كبيرة من المادة الرمادية بالمخ في عمر 14 عامًا معرضون بشكل أكبر لخطر إدمان الكحول
كشفت دراسة ألمانية أن المراهقين الذين لديهم كميات كبيرة من المادة الرمادية في المخ في عمر 14 عامًا معرضون بشكل أكبر لخطر إدمان الكحول.
وتشير دراسات سابقة إلى أن الاختلافات في أجزاء معينة من الدماغ في مرحلة المراهقة المبكرة قد تجعل بعض الشباب أكثر عرضة للإدمان.
لكن الدراسة الجديدة التي أجراها باحثون من جامعة هامبورج - إيبندورف الألمانية، قدمت طريقة جديدة تستخدم التصوير بالرنين المغناطيسي الهيكلي للبحث عن الاختلافات في جميع أنحاء الدماغ التي قد تتنبأ بزيادة استخدام الكحول في سن المراهقة.
ونظر الباحثون، في دراستهم التي نشرت، الثلاثاء، في دورية إي لايف"eLife"، إلى صور دماغية مفصلة لـ1814 من الأشخاص الأصحاء الذين يبلغون من العمر 14 عامًا ويشاركون في مشروع IMAGEN، وهي دراسة أوروبية كبيرة للمراهقين، وقارنوا ذلك بصور مشاركين في سن 14 و16 أو17 و19، تم الإبلاغ عن تناولهم للكحول.
واستخدم الباحثون أجهزة الكمبيوتر لتقسيم الصور إلى مكعبات ثلاثية الأبعاد تسمى voxels وصنعت نماذج بناءً على هذه البيانات للتنبؤ بالتغيرات في سلوك الإدمان لدى المراهقين بمرور الوقت.
وكشفت النماذج أن المراهقين الذين لديهم مادة رمادية أكثر في النواة الذيلية، ومنطقة الدماغ المعنية بالتعلم والمخيخ الأيسر المرتبط بالتفكير والحركة لديهم فرصة أكبر لزيادة عاداتهم في الشرب مع مرور الوقت.
وتم ربط الاختلافات المماثلة في الدماغ بين المراهقين بتطور الاضطرابات النفسية في وقت لاحق من الحياة، ما يعزز فكرة أن الاختلافات الهيكلية في الدماغ قد تسهم في كل من الاضطرابات النفسية وتعاطي المخدرات، لكن سبب هذه الاختلافات ليس واضحا بعد، ومع ذلك لاحظ الفريق البحثي أن كمية المادة الرمادية في الدماغ تنمو خلال مرحلة الطفولة ثم تبلغ ذروتها خلال فترة المراهقة عندما يتم تحييد اتصالات الدماغ غير الضرورية.
وقالت المؤلفة الرئيسية للدراسة الدكتورة سيمون كوين، أستاذ اللدونة العصبية في المركز الطبي الجامعي بجامعة هامبورج - إيبندورف: "تعد المراهقة وقتًا ضعيفًا للغاية لتطور عادات شرب الكحول التي قد تؤدي إلى عواقب كبيرة في وقت لاحق في الحياة، بما في ذلك إدمان الكحول".
وأضافت: "قد تساعد النتائج العلماء على فهم ما يجعل بعض المراهقين أكثر عرضة للإصابة باضطرابات تعاطي الكحول، ويمكن أن تساعد أيضًا في تحديد المراهقين الذين يتعرضون لخطر متزايد للإفراط في تناول الكحول وتمكين التدخلات المبكرة للحد من التعاطي".