كن شجاعا مثل النعام.. وادفن رأسك لحماية أولادك
تُعرف النعامة بأنها أحد أسرع الكائنات الحية على الأرض، إذ بإمكانها الهروب من أغلب المفترسات عبر الركض بسرعة تصل إلى 70 كيلومترًا في الساعة، مما يجعلها تتفوق على جميع الكائنات التي تجري على قدمين.
وبفضل قوّة ساقيها ومخالبها الحادة، قد تضطر النعامة للدفاع عن صغارها أحيانًا، ويُعتقد أن ركلاتها الشديدة قادرة على قتل أسدٍ في حال الضرورة.
تتمتع النعامة بحاستَي نظر وسمع قويتين، تساعدانها في اكتشاف المخاطر من مسافات بعيدة، وعند شعورها بالخطر، قد تستلقي على الأرض ملتصقةً بها، حتى تبدو للمفترس وكأنها جزء من التضاريس المحيطة، وذلك قد يكون وراء المغالطة الشائعة بأن النعامة تدفن رأسها في الرمال عند الخوف.
قد تكون فكرة دفن النعامة لرأسها في الرمال قد نشأت من سلوكها أثناء وضع البيض.
إذ تحفر النعامة حفرة عميقة بحوالي مترين لتخفي بيضها عن الأنظار، وتعيد تحريك البيض، مما قد يوحي بأنها تدفن رأسها، ولكن الحقيقة أنها تتخذ تدابير ذكية للبقاء في بيئتها الطبيعية.
تعيش النعامة في بيئات طبيعية في أفريقيا وبعض مناطق الشرق الأوسط، وقد تقلصت أعدادها في هذه المناطق بسبب الصيد الجائر.
يصل وزن ذكر النعامة إلى نحو 150 كيلوجرامًا، بينما يبلغ طولها حوالي 2.4 متر، وتعتبر النعامة الطائر الوحيد الذي يمتلك إصبعين فقط في كل قدم، ما يمنحها القدرة على العدو بكفاءة.
تتغذى النعامة على النباتات، وخاصة الحنظل، إضافة إلى الحشرات والزواحف، وتبتلع الرمال لمساعدتها في طحن وهضم الطعام. وتضع أنثى النعامة ما بين 60 إلى 120 بيضة في الموسم الواحد، ويتناوب كل من الذكر والأنثى على حضانة البيض؛ الأنثى نهارًا والذكر ليلاً، وتستغرق فترة حضانة البيض حوالي 5 إلى 6 أسابيع.
يعيش النعام أيضًا في مزارع تجارية نظرًا لجدواه الاقتصادية العالية، حيث تُستَخدم لحومه وجلودُه وريشه في صناعات متعددة.
تُعدّ الصين واحدة من الدول الرائدة في تربية النعام، حيث تملك نحو 20 ألف نعامة تُربى لأغراض تجارية.
وتوجد حاليًا ثلاث سلالات رئيسية من النعام: النعام ذو الرقبة الحمراء المعروف بشراسته وضخامته، والنعام ذو الرقبة الزرقاء متوسط الحجم والطبع، وأخيرًا النعام الأسود الأفريقي، الأكثر إنتاجًا للبيض والأقل شراسة، وهو مفضل للاستئناس.
aXA6IDMuMTQxLjQyLjQxIA== جزيرة ام اند امز