بكاء على "اللبن المسكوب".. ثلثا البريطانيين يحنّون لأوروبا ويطالبون باستفتاء
بعد قرابة 3 أعوام من مغادرة بريطانيا رسميًا الاتحاد الأوروبي، بات البريطانيون يأملون بعودة عجلة الزمان إلى الخلف، وتحديدًا إلى ما قبل العام 2020.
فنتائج استطلاع حديث للرأي أجرته شركة سافانتا لتحليل البيانات وأبحاث السوق لصالح صحيفة الإندبندنت البريطانية، كشفت عن أن نحو ثلثي الشعب البريطاني يؤيدون إجراء استفتاء على عودة بريطانيا إلى الاتحاد الأوروبي.
ووفقا لنتائج الاستطلاع، فإن أكثر من نصف البريطانيين يرون أن خروج بلادهم من التكتل كان "قراراً خاطئا"، فيما تشير نتائج الاستطلاع إلى أن الناخبين الذين صوّتوا لصالح الانسحاب يشعرون بخيبة أمل تجاه "استعادة السيطرة التي وعدوا بها".
وبحسب النتائج، فقد تراجعت نسبة الأفراد الذين يعارضون إجراء تصويت ثانٍ؛ إذ يرفض أقل من ربع الناخبين حالياً إجراء استفتاء جديد.
وغادرت المملكة المتحدة الاتحاد الأوروبي رسمياً في 31 يناير/ كانون ثاني 2020، لكنها مرّت "بفترة انتقالية" التزمت خلالها باحترام قوانين بروكسل، والاستمرار ضمن السوق الموحدة حتى 31 ديسمبر/ كانون أول 2020.
ومنذ ذلك الحين يعتقد البريطانيون أن الاقتصاد، ونفوذ المملكة المتحدة على الصعيد العالمي، وقدرتها على مراقبة حدودها قد تراجع، مما ساهم في زيادة أعداد الراغبين في إجراء استفتاء مستقبلي على العضوية، بحسب الاستطلاع.
انقسام بشأن التوقيت
وبلغ عدد الذين يرون بضرورة إجراء تصويت جديد حالياً 65%، مقارنة بـ55% في الفترة ذاتها من العام الماضي، رغم الانقسام بشأن التوقيت.
وكانت الخيارات الأكثر شيوعا بشأن الموعد؛ هي 22% لإجراء الاستفتاء في غضون السنوات الخمس المقبلة، و24%، لإقامته في غضون من 6 إلى 10 سنوات بنسبة 11%.
وأعرب 4% فقط من المشاركين في الاستفتاء عن اعتقادهم، بأنه ينبغي إجراء تصويت آخر خلال أكثر من 20 عاماً، في حين أن أولئك الذين قالوا إنه لا ينبغي إجراء استفتاء ثانٍ أبداً انخفضوا من 32% إلى 24%.
مبالغة في التقدير
من جانبه، رجّح المسؤول في شركة "سافانتا" كريس هوبكنز، أنه من المحتمل أن الكثيرين بالغوا في تقدير المزايا المحتملة لبريكست.
وكانت الخيارات الأكثر شيوعًا الآن، هي 22% لصالح إجراء الاستفتاء في الوقت الحالي، و24% تؤيد إجراءه في غضون السنوات الخمس المقبلة، و11% لإقامته في غضون 6-10 سنوات.
فيما يرى 4% ضرورة إجراء تصويت آخر خلال أكثر من 20 عامًا، في الوقت الذي انخفض فيه الرافض لإجراء استفتاء ثانٍ مطلقا من 32 إلى 24%.
وقال كريس هوبكنز، من "سافانتا"، إن الكثيرين بالغوا في تقدير الفوائد المحتملة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، مشيرًا إلى أن التصور بأن مغادرة الاتحاد الأوروبي جعل السيطرة على حدود بريطانيا أكثر صعوبة، يرجع إلى فقد لندن السيطرة على الحدود التي وُعدوا بها.
ويعتقد 56% الآن أن ترك الاتحاد الأوروبي جعل الاقتصاد أسوأ، فيما شهدت نسبة الذين يعتقدون أن الخروج من الاتحاد أدّى إلى تدهور نفوذ بريطانيا على الصعيد العالمي ارتفاعاً من 39 إلى 50%.
تداعيات بريكست
ووجد باحثون في كلية لندن للاقتصاد الشهر الماضي أن بريكست أضاف 210 جنيهات استرلينية إلى متوسط فاتورة المواد الغذائية للعائلات البريطانية في غضون عامين وحتى نهاية عام 2021، بسبب الروتين الإضافي.
وهناك مؤشرات على تزايد إحباط بعض مؤيدي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي؛ فالوزير السابق جورج يوستيس تصدر عناوين الصحف مؤخرًا عندما انتقد اتفاق التجارة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي مع أستراليا، قائلاً إنها "أعطت الكثير جدًا مقابل القليل للغاية في المقابل".
aXA6IDMuMTM3LjE3My45OCA= جزيرة ام اند امز