لم تكن الكلمات المختصرة والصادقة التي غرد بها الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات.
مجرد كلمات دبلوماسية تصف مخرجات هذه القمة الخليجية العادية في انعقادها والاستثنائية في ظروفها، بل هي إحاطة شاملة لمرحلة عربية خليجية مهمة، فالسعودية كما الإمارات والبحرين وبقية دول الخليج العربي، تنشد المصلحة المشتركة لشعوب هذه الدول القوية في اقتصادها وعلاقاتها.
ومن المؤكد أن في الوحدة الخليجية قوة للجميع، والخليج العربي في أمسّ الحاجة للتعاضد والتلاحم، كي يحقق الآمال التي يتطلع إليها مواطنوه، والجهود التي بذلت على صعيد رأب الصدع وإنهاء الأزمة هي جهود تعكس بجلاء ووضوح حرص القادة والزعماء الخليجيين على إبقاء هذا الكيان العربي الخليجي متماسكاً وقادراً على مواجهة الصعاب وتجاوز التحديات.
وبالفعل كما هو حال الزجاج الذي يحيط بقاعة المرايا في العلا السعودية، علاقات دول الخليج العربي شفافة، وكما هي الجبال التي تزين مكان القمة جذور الشعب العربي الخليجي راسخة، وكما هو طقس الشتاء في السعودية أجواء حميمية خيمت بظلالها على هذا الحدث، وكما هو البحر يغسل شواطئ المحبة ويجدد ثرى الود، تتجدد من خلال هذا الاجتماع أواصر العلاقة بين أبناء الخليج الواحد والواعد في اقتصاداته وسياسات بلدانه.
ومن الرياض عاصمة القرار العربي، بتوافق الأشقاء العرب، ومن العلا ملتقى الحضارات الفريد من نوعه، سار قطار الأمن والاستقرار، فقمة العلا لا تعزز فقط تطابق الرؤى نحو مستقبل آمن ومزدهر، بل تبشر بمسيرة رائدة في التعاطي مع مستجدات الإقليم والمنطقة.
والجميع يستدرك الأهداف السامية والمقومات التي أسس عليها المجلس في أبوظبي قبل عقود، والعمل الآن يتركز على استكمال المسيرة وتحقيق التكامل الخليجي العربي في جميع المجالات السياسية منها والاقتصادية والدفاعية وحتى التعليمية والثقافية، ومؤشرات الأمم المتحدة والمنظمات ذات الصلة دائماً تشيد بتقدم دول الخليج العربي في مناحٍ مهمة، وتحديداً السعودية والإمارات، إذ الأرقام خير دليل.
ولعل القادة والشعوب في دول الخليج العربي بحاجة ماسة لتوحيد الجهود للنهوض بمنطقة حيوية، ومواجهة التحديات الخطيرة والمحيطة بدول المجلس، خاصة إشارة رئيس القمة ولي العهد السعودي إلى التهديدات التي يمثلها البرنامج النووي للنظام الإيراني، الذي يهدد ويتوعد وينشر مليشياته الإرهابية بغية خلق حالة شاذة يريدها ويهواها كونه نظاما مفلسا ومعزولا.
واللفتة الإنسانية السامية التي اقترح من خلالها خادم الحرمين الشريفين تسمية قمة العلا بقمة "قمة السلطان قابوس والشيخ صباح" رحمهما الله، تظهر خلق الوفاء العربي في نفوس جميع زعماء الخليج العربي، الذين يتميزون بقربهم من رعيتهم، وتفانيهم في خدمة مشاريع دولهم، لأن الحكم بالنسبة لهم أمانة كبيرة في الأعناق، ومسؤولية عظيمة أمام الله وعباده.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة