تعاظمت دولة الإمارات بإنجازاتها الحضارية التي تكاد لا تعد ولا تحصى خلال الخمسين عاماً المنصرمة.
وتوسعت قدراتها الواسعة وبأهمية دورها الريادي والعالمي على مختلف الأصعدة، وكل المستويات الدبلوماسية والاقتصادية والسياسية، وبرزت غزارة إنجازاتها المرتبطة بالمهمات القومية حتى شكلت الدولة محور الأمة العربية بمواقفها البناءة، وبنهضتها الحضارية وبمنجزاتها الرائدة في كل ميادين الحياة، وظلت قوية الجانب عزيزة الشأن، بتطلعاتها المستقبلية وذات شأن وتقدير على الدوام وبحالة من اليقظة والثبات، لا تغفل عن متابعة شؤونها الحياتية وقضايا الأمة، وبالتالي فإن ما حققته من إنجازات ضخمة في العلوم الفضائية والتكنولوجية وشؤون التنمية كفيل باستبقاء نهوضها الحضاري الشامل.
واتخذت القيادة الإماراتية موقفاً موحداً من الذين حوّلوا مهود الحضارة والثقافة في بعض البلدان العربية إلى مسرح للفوضى ومرتع للاحتلال والاختلال، ودحضت الإمارات بمواقفها السياسية رؤى وهمجية الذين استهدفوا هذه الدول بعملياتهم الإجرامية تقتيلاً وترويعاً وجعلوا ساحات المنطقة للتحارب والتقاتل، وغدت تحركات التنظيمات الإرهابية لا يكتنفها قانون ولا يحيط بها نظام إنساني عادل، وهؤلاء بعيدون كل البعد عمّا يتعلق بمعاني الإنسانية ومتى كانوا يمتثلون للقيم الإنسانية.
واليوم، تعد دولة الإمارات قيادة وشعباً ذات شأنٍ وفي وضع متميزٍ عن أية مرحلة مرت بها من حيث الإعداد والتخطيط لمستقبل أفضل، مع ما رافقها من تحولات عبر العقود الخمسة المنصرمة وبخاصة مجمل الإبداعات الإنتاجية في الواقع الحياتي، بهدف خلق الإنسان الجديد القادر على إثبات وجوده انسجاماً وتطويراً وبفاعلية كبيرة، ذلك شكل قفزات نوعية في مضمار التقدم والإنتاج، وتحققت بفضل وجود قيادة حكيمة تمكنت من صنع المستحيل، فهيأت نفسها لأن تكون مع الشعب الإماراتي مشدودة بأصالتها العربية وبحسها القومي وبتركيبتها الإنسانية، تحافظ على صلاتها العميقة والحية بالآخرين، وبِصلات التفاعل لا بِصلات الوصاية.
والقيادة الحكيمة التي تتوفر فيها هذه الشروط لن تتأخر عن مواكبة اللحاق بالتطورات العلمية والإنماء الاقتصادي، وكل القرارات التي اتخذتها تابعتها بكلِ يقظةٍ وبصيرةٍ واهتمام، فكانت موضع التنفيذ والتطبيق.
وتطوي الإمارات خمسين عاماً مليئة بإنجازات مجيدة تفاخر بها وباعتزاز وإصرار على المضي قدماً نحو التطور والإبداع، وتراهن على خمسين عاماً أخرى تقبل عليها بثقةٍ وهمة عالية لا تعرف التردد ولا تقبل التقاعس والقنوط، مستبشرة بقدراتها على تحقيق كل ما ترجوه من الاستثمار على أيدي أجيال شباب الدولة، وتجهيزهم بالمهارات التقنية والعلوم التكنولوجية التي تستجيب مع التغيرات المتسارعة في العالم، فتعمل على إيصال دولة الإمارات إلى مرتبة أفضل دولة في العالم بحلول الذكرى المئوية لقيام دولة الإمارات العربية المتحدة في عام 2071م.
محاور مئوية الإمارات للأعوام المقبلة 2071م من خلال حكومة تستشرف المستقبل، تعمل وفق رؤية بعيدة المدى بوعي وحكمة للمستقبل، وبوضع خطط خلاقة تهدف أولاً وأخيراً إلى تعزيز مستوى تدريس العلوم والتكنولوجيا المتقدمة في المدارس وباقتصاد معرفي متنوع، والعمل على جعل اقتصاد الدولة ينافس اقتصاد أفضل دول العالم، والتحرك نحو مجتمع أوسع نضجاً وترسيخاً لقيم التسامح والتماسك والاحترام، وبذل قصارى الجهود لرفع مستوى الإنتاجية في الاقتصاد الوطني الإماراتي المحلي، وتوطيد النشاط المجتمعي في الدولة والولاء للوطن في المجتمع الإماراتي الصاعد، وشمولية البرامج المقرر تنفيذها، وتعزيز سمعة دولة الإمارات العربية عالمياً، وتنويع الإيرادات وضمان وجود مصادر متنوعة للإيرادات الحكومية إلى جانب النفط، والاستثمار في التعليم الذي يركز على التكنولوجيا المتقدمة، وبناء منظومة قيم أخلاقية إماراتية منوطة بأجيال المستقبل.
ومع بدء عام 2021م تبدأ مسيرة المشاريع التنموية والنهضوية الحضارية البارزة، المتضمنة برامج المئوية الذهبية والتي تسمو بالبلاد إلى مراقي الخير والبناء، وسعادة العباد.
وكل عام والسلام يعم شعوب العالم خيراً ونماءً ومحبةً.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة