السفن ذاتية القيادة على وشك الإبحار.. ماي فلاور تشق الأطلسي
يتوقع الخبراء أن تعيد سفن الروبوت تشكيل الصناعة وأن تصل أرباح سوق السفن ذاتية القيادة إلى 135 مليار دولار بحلول 2030
لم تتأثر السفن السياحية فقط بوباء كورونا المستجد، إذ اضطرت سفن بحثية وأخرى للشحن والصيد إلى وقف عملياتها حفاظا على سلامة أطقمها، وربما يكون تطبيق تقنية ذاتية القيادة على السفن حلا لهذه الأزمة.
وفي الوقت الذي تستحوذ معظم الطائرات بدون طيار والسيارات ذاتية القيادة على الاهتمام فيما يتعلق بهذه التقنية، يعتقد الخبراء أن السفن ذاتية القيادة على وشك تحقيق إنجاز ضخم.
وبحلول السادس عشر من سبتمبر الحالي ستقوم السفينة Mayflower Autonomous Ship التريماران المصنوعة من الصلب ويبلغ طولها 15 مترا بأول رحلة بحرية من بريطانيا عبر المحيط الأطلسي بدون ملاحين مدعومة بالذكاء الاصطناعي والطاقة الشمسية.
- السيسي يقود مصر إلى صناعة السفن والمدمرات العملاقة بتكنولوجيا الألمان
- قفزات في حركة السفن عبر قناة السويس خلال شهور كورونا
وفقا لصحيفة "تليجراف" البريطانية لن يشارك أي بشريين في هذه الرحلة التي ستقطع فيها السفينة 3220 ميلا وستتزامن مع الذكرى الـ400 لعبور سفينة Mayflower الأصلية للمحيط عام 1620 وعلى متنها أكثر من 130 شخصا في رحلة استمرت 10 أسابيع.
قام بتنفيذ هذا المشروع عدد من الشركات العملاقة بقيادة مؤسسة الأبحاث البحرية Promare بالإضافة إلى IBM و M Subs وجميعها يأمل في أن تكون هذه التقنية التي تستخدم اللوغاريتمات ورؤية الحاسوب للتنقل في مسار آمن.
وسيتم الإعلان عن تفاصيل المشروع هذا الأسبوع خلال "أسبوع لندن للتكنولوجيا".
كيف تبحر؟
يقول بريت فانوف، رئيس شركة M Subs القوة الدافعة وراء مشروع Mayflower: "تطبيق هذه التقنية على سفينة أسهل كثيرا من على سيارة. ومبدئيا تعتبر تقنية ذاتية القيادة ملائمة أكثر على النقل البحري مقارنة بالنقل البري أو الجوي".
وأوضح أنه في البحار والمحيطات يقل خطر حوادث التصادم فضلا عن أن التخطيط المفصل للسفن يحميها من مخاطرمثل الشعاب المرجانية والصخور والشواطئ.
وتكلفة السفن البحثية ذاتية القيادة بسرعة تصل إلى 44 ميلا في الساعة ستكون أقل كثيرا مقارنة بالسفن التي تقلع وعلى متنها 60 أو 70 شخصا في رحلات تستمر شهرين، علاوة على أن السفينة الروبوت لا تحتاج إلى راحة طاقمها وتعمل على مدار الساعة.
ناهيك عن أن السفن التقليدية تتطلب غرف نوم وحمامات ومطابخ وغيرها من الملحقات ما يستلزم مساحة أكبر ويستهلك طاقة أكثر أيضا. كما يمكن استخدامها في تعقب مهربي المخدرات والأسلحة.
ويتوقع الخبراء مع تزايد استثمار كبرى شركات العالم في هذا المجال أن تعيد سفن الروبوت تشكيل الصناعة وأن تصل أرباح سوق السفن ذاتية القيادة إلى 135 مليار دولار بحلول 2030.
وتخطط بعض الدول إلى مشروعات مشابهة، وأمستردام على سبيل المثال تطور مراكب ذاتية القيادة لنقل الأشخاص وجمع القمامة.
ويظل القانون البحري العاقبة أمام انتشار هذا النوع من السفن إذ الذي ينص على ضرورة وجود قائد للسفينة واستبداله بالذكاء الاصطناعي ربما يتسبب في مشكلات. وتقوم المنظمة البحرية الدولية بدراسة هذه المشكلة وتصيغ دول مثل النرويج والمملكة المتحدة وهولندا مشروعات قوانين لدعم التقنية الجديدة.
aXA6IDE4LjIyNC41NS42MyA= جزيرة ام اند امز