مشروعات طهران العسكرية في قبضة بريطانيا.. مزاعم إيرانية لم تؤكدها لندن
رغم مرور أيام على إعدام علي رضا أكبري، إلا أن قرار السلطات الإيرانية ما زال يثير الكثير من التفاعل بعد الانتقادات الغربية التي طالته.
وأعدمت السلطات الإيرانية يوم السبت الماضي، المواطن البريطاني الإيراني علي رضا أكبري بعد صدور حكم بإعدامه بتهمة التجسس لصالح بريطانيا، في واقعة أدانتها دول غربية عدة، معتبرة قرار طهران "عملا بشعًا ووحشيًا".
ورغم تنفيذ الحكم، إلا أن السلطات الإيرانية ما زالت تحاول تبرير الخطوة التي أقدمت عليها وأثارت غضب الغرب؛ فقبل أيام نشرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية مقطعا مصورا قالت إنه يظهر أن المواطن البريطاني الإيراني علي رضا أكبري لعب دورا في اغتيال محسن فخري زادة، أكبر عالم نووي بالبلاد، في عام 2020.
معلومات حساسة
ولم تمض أيام، حتى أصدرت وزارة الأمن والاستخبارات الإيرانية، مساء الجمعة، بياناً زعمت فيه أن بريطانيا "حصلت على معلومات سرية وحساسة للغاية زودها بها علي رضا أكبري".
وعلي رضا أكبري هو مسؤول كبير في وزارة الدفاع الإيرانية، وكان قريباً من أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني الأدميرال علي شمخاني، الذي هاجر إلى بريطانيا بعد تقاعده عام 2008.
وقالت الوزارة، في بيان لها، إن "بريطانيا حصلت على معلومات عن العام النووي محسن فخري زاده ومشروعات إيران العسكرية والصاروخية وطرق الالتفاف على العقوبات من خلال علي رضا أكبري".
واغتيل محسن فخري زادة الذي كان عضوا في الحرس الثوري وشخصية "مهمة" في برنامج إيران النووي، بالقرب من مدينة دماوند قرب طهران بعد استهداف موكبه، أواخر نوفمبر/تشرين الثاني 2020 عندما كان رئيسا لمؤسسة أبحاث الدفاع الحديثة.
دعم بريطاني
وقبل عام من اغتيال فخري زاده، حُكم على علي رضا أكبري بالإعدام في محكمة بطهران بتهمة التجسس، فيما زعم بيان لوزارة الإعلام أن "المخابرات البريطانية أو SIS المعروفة باسم MI Six دفعت لأكبري أكثر من مليوني يورو".
وقالت وزارة الاستخبارات في بيانها إن الحكومة البريطانية اشترت "منازل" لأكبري في لندن وفيينا وجنوب إسبانيا و"أعطته بطاقة إقامة بشكل غير عادي، ثم الجنسية البريطانية وجواز السفر"، مضيفة أن عملاء الحكومة البريطانية "خططوا" لفرار علي رضا أكبري من إيران.
وطالبت "الأشخاص الذين وقعوا في فخ أجهزة التجسس بأي شكل من الأشكال، بتقديم أنفسهم إلى وزارة الاستخبارات، للاستفادة من تخفيف العقوبة والرأفة الإسلامية؛ وإلا فلن يكونوا في مأمن من المقاضاة والعقاب".
ماذا قالت عائلة أكبري؟
قبل إعدامه، قال علي رضا أكبري إنه تعرض للتعذيب النفسي والجسدي في السجن، مما دفعه إلى الاعتراف بكل ما يطلبه منه المحققون.
وقال علي رضا أكبري في ملف صوتي نشرته "بي بي سي" الفارسية قبل إعدامه، إنه متهم بتلقي معلومات سرية من علي شمخاني وتقديمها لدول "أجنبية" مقابل التبرع بزجاجة عطر وقميص.
فيما قال مهدي أكبري، شقيق علي رضا أكبري، لـ"بي بي سي" الفارسية قبل إعدامه، إن شقيقه كان أحد مستشاري المفاوضات النووية، مشيرا إلى أنه تقاعد من الوظائف الحكومية عام 2002 بشرط ألا يرفض تقديم المشورة للحكومة إذا لزم الأمر.
وأشار إلى أنه جرى استدعاء علي رضا أكبري للعمل مرة أخرى في عام 2003 "لإجراء مناقشات في وزارة الاستخبارات مع سفراء الدول الأوروبية حول ملف إيران النووي".
وأضاف مهدي أكبري أن شقيقه هاجر "بشكل قانوني" إلى بريطانيا عام 2008 بتأشيرة استثمار وريادة أعمال، مؤكدًا أن إجراءات هجرته اكتملت عام 2008.
aXA6IDE4LjExNy45OS4xOTIg جزيرة ام اند امز