ماكرون عدو أم صديق؟.. "ضحك في القاعة" على إجابة تراس
هل ماكرون عدو أم صديق؟ سؤال لم يكن معقدا لدى منافس ليز تراس، ريشي سوناك، لكن إجابة السيدة الطامحة لرئاسة وزراء بريطانيا كانت مترددة.
فقد امتنعت ليز تراس، المرشّحة الأوفر حظاً لخلافة بوريس جونسون في رئاسة الحكومة البريطانية، الخميس عن الإجابة عن السؤال حول ما إذا كانت تعتبر الرئيس الفرنسي "صديقاً أم عدواً" لبلادها، مكتفية بالقول إنّها ستحكم على سيّد الإليزيه "بناء على أفعاله".
وخلال تجمّع انتخابي نظّمه حزب المحافظين في نورويتش (جنوب شرق) مساء الخميس، قالت تراس في معرض ردّها على سؤال آخر إنّها تفضّل التكنولوجيا النووية الفرنسية على تلك الصينية.
وتراس التي تشغل حالياً منصب وزيرة الخارجية في حكومة تصريف الأعمال البريطانية تطمح إلى الفوز بمفاتيح 10 داونينج ستريت خلفاً لجونسون الذي استقال في يوليو/تموز.
ولخلافة جونسون في قيادة حزب المحافظين، وبالتالي في رئاسة الحكومة، يتعيّن على السيدة البالغة من العمر 47 عاماً أن تفوز بغالبية أصوات الناشطين المحافظين البالغ عددهم حوالي 200 ألف شخص.
وانتخابات حزب المحافظين لا تزال جارية وستعلَن نتائجها في الخامس من سبتمبر/أيلول المقبل.
وينافس تراس في السباق إلى داونينج ستريت وزير الاقتصاد السابق ريشي سوناك الذي شارك بدوره في التجمّع الانتخابي في نورويتش.
وعلى الرّغم من أنّ هذا التجمّع الانتخابي لم يشهد مواجهة مباشرة بين المتنافسين، إلا أنّه شكّل مناسبة لتقييم أداء كلّ منهما، إذ طرحت الصحفية التي أدارت الحوار نفس السؤال على كلا المرشّحين.
وفي حين سارع سوناك إلى الردّ على السؤال بإجابة حاسمة بقوله إنّ ماكرون هو حتماً بالنسبة إليه صديق لبريطانيا وليس عدواً لها، أتت إجابة تراس غامضة، إذ قالت إنّ "الحُكم في هذه القضية ما زال قيد المداولة".
وأثار جواب تراس هذا ضحكاً في القاعة بأسرها، لكن الجمهور هدأ بعد أن أضافت: "إذا أصبحتُ رئيسة للوزراء فسأحكم عليه (ماكرون) بناء على أفعاله وليس أقواله"، من دون أن توضح أسباب حذرها الشديد هذا.
وردّت تراس بالقول إنّه يتعيّن على الحكومة البريطانية أن تبني محطات حرارية جديدة تعمل بالطاقة النووية، معربة عن أسفها لأنّ بلدها خسر ريادته في هذا القطاع.
وأردفت: "إذا كان الخيار هو الاعتماد إما على فرنسا وإما على الصين، فسأختار فرنسا". وهنا ردّ الجمهور في القاعة على جوابها هذا بالتصفيق أيضاً.
وهناك العديد من القضايا الخلافية راهناً بين فرنسا وبريطانيا، لا سيّما تلك المتعلقة بإدارة الملفّات المتّصلة بمرحلة ما بعد بريكست، بدءاً بمصايد الأسماك وانتهاء بإيرلندا الشمالية.
كما أنّ البلدين المنضويين في حلف شمال الأطلسي (الناتو) انتهجا سياستين مختلفتين في مقاربتهما للعملية الروسية بأوكرانيا؛ ففي حين كان موقف جونسون حازماً للغاية في ضرورة التصدّي بقوة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أتى موقف ماكرون أكثر ليونة إذ دعا سيّد الإليزيه إلى الحفاظ على خط الحوار مع الكرملين.
aXA6IDE4LjE5MS4yMDAuMjIzIA== جزيرة ام اند امز