26 مليار استرليني تؤرق بريطانيا.. هل يحل العمل عن بعد الأزمة؟
تعرف الجيل الحالي على إمكانية العمل من المنزل للمرة الأولى خلال تفشي وباء كوفيد، وظن الجميع أن هذه المرحلة من العمل عن بعد قد انتهت.
ورغم انقضاء أسباب تطبيق سياسة العمل عن بعد، لكن الأمر يبدو أنه مختلف في بريطانيا. فقد تحدث أحد كبار السياسيين المحافظين وهو ميل سترايد عن الفرص التي تأتي مع "التحول الهائل في عالم العمل منذ الوباء مروجا لخطط لمعالجة أزمة المرض طويلة الأمد في بريطانيا باهظة الثمن.
ووفقا لتقرير نشرته صحيفة تليغراف، فقد ارتفع عدد الأشخاص الذين يتلقون الإعانات بسبب عدم قدرتهم بدنيا على مزاولة العمل بنسبة 30% ليصل إلى 2.3 مليون مقارنة بمستويات ما قبل وباء كوفيد.
- في بريطانيا.. خدمة مصرفية جديدة للحماية من الاحتيال البنكي
- حدث اقتصادي "نادر" في بريطانيا.. لم يتكرر منذ خمسينيات القرن الماضي
فاتورة باهظة
وقال معهد الدراسات المالية إن دافعي الضرائب يواجهون فاتورة بقيمة 26 مليار جنيه استرليني هذا العام وحده لتمويل هذه الإعانات، أي أكثر بحوالي 6 مليارات جنيه استرليني عما كان عليه قبل كوفيد.
ويأمل ميل سترايد أنه من خلال جعل مراكز العمل تقوم بتقييم ما إذا كان الأشخاص الذين يعانون من ظروف صحية طويلة الأمد - يندرجون ضمن هذه مجموعة يمكنهم العمل عن بعد، سيكون قادرًا على تقليل من فاتورة الإعانات.
وكشف سترايد في شهر مايو/أيار أن إعادة 400 ألف شخص تركوا القوى العاملة خلال وباء كوفيد، يمكن أن يساعد في خفض التمويل.
وقد تم اعتبار إمكانية العمل من المنزل كجزء من الحل إلا أن الاقتصاديين يشيرون إلى أن ذلك لن يفعل الكثير لتقليل عدد الأشخاص الذين يطالبون بالإعانات، بل ربما يكون جزءًا من المشكلة.
وقال ستيفن إيفانز، من معهد التعلم والعمل، إن تلك المشكلة في بريطانيا تمثل تحديا كبيرا وسط "زيادات كبيرة في عدد الأشخاص الذين يحصلون على الإعانات المتعلقة بالمرض والإعاقة، خاصة منذ بداية الوباء".
وتابع إيفانز أن سؤال مركز التوظيف لهم عما إذا كانوا يفكرون في العمل من المنزل من غير المرجح أن يكون كافيًا حيث إن الأشخاص الذين هم عاطلون عن العمل سواء كانوا مرضى أو معاقين لن تكون تلك الحالة الصحية في كثير من الأحيان السبب الوحيد الذي يجعلهم عاطلين عن العمل.
مهارات أقل
وقال مكتب مسؤولية الميزانية "او بي آر " إن أولئك غير القادرين على العمل بسبب المرض طويل الأمد يميلون إلى أن يكونوا ذوي مهارات منخفضة نسبيًا وكذلك ثلاثة أرباعهم ليس لديهم مؤهلات على الإطلاق.
وكانت أكبر الزيادات في الإعانات بسبب المرض بين الأشخاص الذين عملوا في صناعات الخدمات ذات الأجور المنخفضة، مما يعني أنهم كانوا يعملون في الحقول، وينظفون المكاتب، ويقدمون خدمات الرعاية قبل الوباء.
وفي المقابل، فإن أولئك الذين يعملون عن بعد عادة ما يكونون أكثر مهارة ويحصلون على أجور أفضل، وفقا للبيانات الصادرة عن مكتب الإحصاءات الوطنية البريطانية.
وقالت ميلاني ويلكس، من معهد أبحاث السياسة العامة إنها خطة عمل خاطئة لأنه بالنسبة لكثير من الأشخاص في الكثير من القطاعات يعد العمل عن بعد غير ممكن خاصة إذا كانت خبرتك في قطاع مثل الضيافة وتجارة التجزئة والتصنيع اللوجستي. وبالتالي، فإن التحول فجأة إلى العمل عن بعد قد لا يكون خيارًا قابلاً للتطبيق.
ويبلغ عدد الأشخاص في سن العمل ممن هم خارج القوى العاملة بسبب المرض الطويل 2.6 مليون شخص ويمثل هذا زيادة بأكثر من 450 ألف شخص عما كان عليه قبل الوباء.
وتظهر أرقام مكتب الإحصاءات الوطنية أن أكبر الزيادات منذ عام 2019 كانت بين الأشخاص الذين يعانون من ضعف الصحة العقلية والمشاكل العضلية الهيكلية.
الأمراض الجسدية
ويشير مكتب الإحصاءات الوطني إلى أن العمل من المنزل يمكن أن يكون وراء بعض الارتفاعات الصارخة في مثل هذه الأمراض الجسدية.
وكشفت الأرقام الرسمية المنشورة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي أن عدد الأشخاص الذين توقفوا عن العمل بسبب آلام الظهر والرقبة قفز بنسبة 31% إلى أكثر من 262 ألف شخص منذ عام 2019 ويشير الخبراء إن الوضعية السيئة وقلة الحركة وممارسة الرياضة يمكن أن تؤدي إلى مشاكل في العضلات والعظام.
واعترفت وزارة العمل والمعاشات التقاعدية بأن هذه الخطط لن تدخل حيز التنفيذ إلا في عام 2025، وخلال هذه الفترة من المرجح أن يستمر عدد الأشخاص الذين يحصلون على الإعانات في الارتفاع.
ومن ناحية أخرى، فإن سترايد نفسه ألقى باللوم على وقت التنفيذ الطويل في تجهيز أنظمة تكنولوجيا المعلومات والعاملين في مراكز العمل. واعتبر أن الإصلاح الشامل المصمم لإعادة المزيد من الأشخاص إلى العمل، بما في ذلك إلغاء تقييم القدرة على العمل لن يحدث قبل نهاية العقد.
aXA6IDMuMTQyLjI1NS4yMyA=
جزيرة ام اند امز