جاسوس «غير عادي».. أغرب نهاية لحياة محفوفة بالمخاطر
حياة الجواسيس بؤرة خطر دائم، رحلة هروب مستمرة من التهديدات والفخاخ، ما يمكن أن يؤثر على اختيارات العملاء السريين لنمط حياة ما بعد التقاعد.
هذا ينطبق على الجاسوس البريطاني هنري كوم تينانت، الذي عاش حياة مليئة بالمخاطر والمغامرات، لكنه اختار حياة تقاعد تجلب له بعض السلام والأمان؛ إذ تحول إلى راهب.
من هم أشهر 5 جواسيس في التاريخ؟
ولد كوم تينانت في مدينة نيث في ويلز عام 1913، وخدم في الجيش البريطاني خلال الحرب العالمية الثانية، وشارك في العديد من العمليات الخاصة، بما في ذلك عملية أوفرلورد، وهي عملية إنزال الحلفاء في نورماندي عام 1944.
بعد الحرب، عمل كوم تينانت لصالح جهاز الاستخبارات البريطاني "MI6" وقام بمهام سرية في العديد من البلدان، بما في ذلك العراق وإيران وسوريا، فكيف تغيرت حياته؟.
مسيرة الجاسوسية الخاصة بتينانت بدأت قبل نهاية الحرب العالمية الثانية، وفي الأشهر التي أعقبت عمليات الإنزال في نورماندي، نشط عبر مئات الأميال داخل الأراضي التي تحتلها ألمانيا مما ساعد على تعطيل خطوط القطارات ومواقع العدو.
ويقول المؤرخ والمؤلف برنارد لويس، "بعد الحرب كان تقدما طبيعيا لهنري أن ينتقل من العمليات الخاصة والجيش إلى أن يصبح جاسوسا في "MI6" وفق ما نقلته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".
ويضيف:"في البداية، ربما عمل على مواجهة أنشطة العملاء الروس في لاهاي بهولندا، كما حاول استغلال اتصالاته بالمؤسسة العسكرية الهولندية كي لا يصدر قرار بإرسال قوات إلى المحيط الهادئ ردا على نزاع إقليمي في تلك المنطقة".
وعلى الرغم من أن الكثير من ملفه بعد الحرب لا يزال سريا، فمن المعروف، وفق "بي بي سي"، أن هنري عمل خارج فلسطين في وقت قريب من تاريخ إقامة إسرائيل في أواخر الأربعينيات من القرن الماضي، قبل الانتقال إلى العراق في عام 1959.
وهناك، حدث له أمر ما في بغداد أدى إلى تغيير نظرة هنري للعالم بشكل جذري، ولم يعرف هذا الأمر حتى الآن.
وبعد أن كان غير مؤمن معظم حياته، انضم هنري إلى الكنيسة الكاثوليكية عندما عاد إلى بريطانيا قادما من العراق في عام 1960 وأصبح راهبا بنيديكتيا في دير داونسايد آبي بالقرب من مدينة باث.
هنا يقول المؤرخ لويس، "لقد ألقى محاضرة في عام 1965، قال فيها إنه تعرض في بغداد عام 1959 لمعاناة جسدية ونفسية أدت به إلى تلقي أوامر مقدسة، فهل تم اعتقاله وربما تعذيبه من قبل قوات الشرطة العراقية أو عملاء دولة أخرى؟ لقد كانت روسيا نشطة للغاية في العراق في ذلك الوقت. لكن للأسف، نحن ببساطة لا نعرف".
وعلى الرغم من أن هنري كان راهبا نشطا حتى وفاته في عام 1989، فإنه لم يتحدث مرة أخرى عن حياته بوصفه جاسوسا.
aXA6IDMuMTQuMTQzLjE0OSA=
جزيرة ام اند امز