"الملاك" المتهم.. أشرف مراون جاسوس أم عميل مزدوج؟ (القصة الكاملة)
"جاسوس".. "عميل مزدوج".. "وطني مخلص".. صفات واتهامات تلاحق أشرف مروان، المستشار السياسي والأمني للرئيس المصري الراحل أنور السادات.
ورغم مرور عقود على حرب 6 أكتوبر/تشرين الأول 1973، برزت خلالها وترددت أسماء شخصيات وقيادات عسكرية مصرية كان لها دور فاعل في تلك الحرب، إلا أن اسم أشرف مروان بات يتكرر تقريبا مع اقتراب الذكرى وتتعدد الروايات بشأنه من الجانبين المصري والإسرائيلي.
- خبراء يفندون مزاعم "الملاك": الفيلم مفبرك.. وأثبت وطنية أشرف مروان
- "العين الإخبارية" تجيب.. هل كان أشرف مروان جاسوسا لإسرائيل؟
وأعاد نشر وثائق إسرائيلية سرية تغطي الأشهر السابقة لحرب أكتوبر/تشرين الأول 1973 في الذكرى السنوية الخمسين للحرب، ملف الراحل أشرف مروان، وسط تساؤلات حول توقيت نشر الوثائق، وارتباطه في جانب منه، بالغموض الذي يكتنف عدم إعلان تل أبيب نتائج تقرير لجنة تقصي الحقائق الإسرائيلية "أجرانات"، والتي جرى تشكيلها عقب هزيمة إسرائيل في الحرب.
ولحسم هذا الجدل الذي يدور تتبعت "العين الإخبارية" الروايات المختلفة بشأنه واستطلعت آراء الخبراء حول هذه الروايات.
من هو أشرف مروان؟
أشرف مروان كان المستشار السياسي والأمني للرئيس المصري الراحل أنور السادات عام 1970، كما ترأس الهيئة العربية للتصنيع خلال الفترة من 1974 حتى عام 1979.
التحق مروان بالقوات المسلحة المصرية عام 1965 بعد أنهى دراسته في كلية العلوم بجامعة القاهرة، وظل يعمل بالمعامل المركزية بالجيش المصري حتى عمل كمساعد للرئيس الراحل جمال عبدالناصر.
وتزوج أشرف مروان بمنى عبدالناصر، ابنة الرئيس جمال عبدالناصر، وعاش مروان في لندن بعد أن ترك السياسة وعمل رجل أعمال حتى وفاته في يونيو/حزيران 2007، إثر سقوطه من شرفة مسكنه في العاصمة البريطانية لندن.
فيلم "الملاك"
وكان الجدل قد ثار في عام 2018 عن أشرف مروان ودوره في حرب أكتوبر، بعد أن طرحت شركة نتفليكس الفيلم الإسرائيلي "الملاك" الذي يتناول قصة حياة أشرف مروان من وجهة النظر الإسرائيلية، في 14 سبتمبر/أيلول الجاري.
وتناول الفيلم قصة حياة أشرف مروان على أنه كان عميلا لصالح جهاز المخابرات الإسرائيلية في الفترة من 1969 حتى عام 1975.
كما زعم الفيلم المأخوذ عن كتاب "الملاك أشرف مروان" للخبير في شؤون الاستخبارات أوري بار يوسف، أن مروان كان يمد الموساد بالمعلومات المتعلقة بموعد الضربة المصرية الأولى للمواقع العسكرية الإسرائيلية، إضافة لصفقات السلاح بين مصر والاتحاد السوفياتي وقتها.
رواية إسرائيلية جديدة
لكن إسرائيل حضرت برواية جديدة، شفعتها للمرة الأولى بصورة كشف عنها جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد" لأشرف مروان مع مشغله في الجهاز "دوبي"، وكان جهاز "الموساد" أطلق على مروان لقب "الملاك" وتم التعامل بجدية كبيرة من المعلومات التي تصر من طرفه من مصر.
ونشرت هذه الصورة لـ"الملاك" و"دوبي" في محاولة إسرائيلية جديدة لإثبات إنه عمل لصالح إسرائيل، ضمن كتاب "مرة واحدة عندما يسمح لها أن تقول"، وفيه أبحاث ووثائق تُكشف لأول مرة للعامة عن فترة حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973 أو ما تطلق عليه إسرائيل "حرب يوم الغفران".
ووفقا للوثائق التي نشرها "الموساد" بمناسبة مرور 50 عاما على الحرب، فإنه في ليلة 4-5 أكتوبر/تشرين الأول 1973، تلقى "دوبي" إشعارا من "الملاك" بأنه يريد مقابلته في أقرب وقت ممكن "من أجل نقل معلومات ذات أهمية كبيرة".
وفي غضون ساعات، استقل رئيس جهاز "الموساد" آنذاك تسفي زامير الطائرة إلى العاصمة البريطانية لندن بعد أن قرر أن يلتقي شخصيا مع "الملاك" وتلقي المعلومات مباشرة منه.
ووفقا لوثيقة نشرها "الموساد" فإن "الملاك" قال لرئيس الموساد: "هناك احتمال بنسبة 99٪ أن تبدأ الحرب غدا السبت، لقد تقرر أن هذا يوم عطلة لديكم (يوم الغفران).. ستبدأ الحرب في وقت واحد على كلا الجانبين، المصري والسوري".
وبدأ الاجتماع في الساعة 5:23 من مساء يوم 4 أكتوبر/تشرين الأول وانتهى في الساعة 2 من فجر يوم 5 أكتوبر/تشرين الأول.
وبحسب الوثيقة قال "الملاك" في اللقاء: "تم التخطيط للتحرك قبل حوالي 6 أشهر. وكان الجيش بأكمله في المقدمة، باستثناء فرقتين. وتم نقلهما إلى الجبهة الأسبوع الماضي.
وفي 25 سبتمبر/أيلول قرر السادات موعد الحرب، لكنه لم يخبر أحدا، ثم طلب تجهيز مقره في القصر وهكذا أحسست أنه جدي.
وفي 29 سبتمبر/أيلول دعا السادات أعضاء مجلس الأمن القومي لاجتماع سري وأبلغهم بقراره ببدء الحرب قريبا.
ولم يذكر الموعد الذي حدده، قبل يومين (3 أكتوبر/تشرين الأول) أبلغ السادات السوفيات بنيته انتهاك وقف إطلاق النار قريبًا، ولم يخبرهم بالموعد أيضا".
وأضاف: "الخطة هي انتهاك وقف إطلاق النار من قبل المدفعية والقوات الجوية ثم عبور القناة، وسيتم العبور من خلال 5 أو 6 جسور، والهدف هو السيطرة على منطقة لا يزيد عمقها عن 10 كيلومترات، ولا توجد نية للاستيلاء على المواقع الاستيطانية. وسيحتل السوريون أكبر قدر ممكن من الجولان".
واستنادا إلى الوثيقة فإن الملاك أبلغ بأن الحرب ستبدأ في المساء، غير أن التوثيق الفعلي للحرب يشير إلى أنها اندلعت عملياً حوالي الساعة الثانية بعد الظهر.
وعندما سأله زامير عن القوة العسكرية التي ستعبر إلى سيناء، قال: "سيعبر الجيش المصري القناة. ويتمركز الجيش بالكامل تقريبا الآن أمام القناة باستثناء لواء مدرع واحد متمركز في مكان آخر ولواء حرس جمهوري متمركز في القاهرة ونحو 4 ألوية أخرى في منطقة القاهرة".
وبعد حوالي نصف ساعة من انتهاء الاجتماع، أبلغ زامير كبار المسؤولين الإسرائيليين عبر رسالة سريعة مشفرة: "المصريون سيهاجمون غدا".
هل كان عميلا مزدوجا؟
في بيان تلقته "العين الإخبارية" من "الموساد" لتصريحات رئيس الجهاز دافيد بارنياع، الخميس، "أشار مدير الموساد برنياع إلى الادعاءات التي أثيرت حول أن الملاك كان عميلا مزدوجا بالقول "تم التحقق من هذه الادعاءات في وقتها، بكل جدية، قبل الحرب وبعد الحرب أيضا من قبل فريق مشترك من الجيش الإسرائيلي والموساد، وكانت الاستنتاجات هي نفسها، كان الملاك عميلاً مهمًا واستراتيجيًا، ومن لا يفهم الذكاء البشري سيجد صعوبة في فهم الفروق الدقيقة بين العميل ومشغله".
وقال "الموساد": "وكما هو معروف فإن الملاك قد حذر من الحرب. بمجرد اندلاع الأزمة، أثناء وبعدها، لعب مدير الموساد زمير دورًا مركزيًا في تقديم وتحليل الصورة الاستخباراتية للقيادة السياسية. وفي الوقت نفسه واصل الموساد تقديم معلومات استخباراتية عالية الجودة أثرت بعمق على مسار الحرب والمفاوضات بشأن نهايتها".
وقال بارنياع عن زمير: "قاد زمير الموساد خلال تلك الحرب كخبير استراتيجي استخباراتي، وقد أحدث دوره تغييرا. والذي استمر لسنوات في مكانة الموساد في مجتمع الاستخبارات، من كونه المسؤول فقط عن جمع المعلومات، أصبح الموساد لاعباً مركزياً مسؤولاً عن دائرة الاستخبارات الكاملة".
خبراء يشككون
وحول تلك الرواية الإسرائيلية أكد خبراء عسكريون مصريون، في أحاديث منفصلة لـ"العين الإخبارية"، أن "الوثائق الإسرائيلية لا تحمل جديدا، لكنهم اعتبروا أن توقيت نشرها جاء للتغطية على تقرير لجنة أجرانات"، والذي يطالب الرأي العام الإسرائيلي حكومته بإعلان نتائجه.
وأشاروا إلى أن "هناك تسريبات من التقرير حملت إدانة واضحة لقادة في الجيش الإسرائيلي، بعد تقصيرهم في معرفة تحركات الجيش المصري، وعملية الخداع الاستراتيجي التي سبقت حرب أكتوبر 1973".
وأشاروا في الوقت ذاته، إلى أن تأكيد "الموساد" من خلال الوثائق الجديدة على أن الراحل أشرف مروان كان يعمل في خدمة إسرائيل، هو من قبيل "الادعاءات الكاذبة"، لافتين إلى أن "تل أبيب تحاول التشويش على حقيقة الانتصار، والتغطية على فشلها"، بحسب قولهم.
وفي الذكرى السنوية الخمسين لحرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، كشفت وثائق إسرائيلية سرية تغطي الأشهر السابقة لحرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، في طياتها نجاح خطط الخداع المصرية السورية، وتخبط القيادة الإسرائيلية.
وبمرور 50 عاما على الحرب، أماطت إسرائيل اللثام عن محاضر الجلسات التي كانت في جزء كبير منها طي الكتمان، وجاء الكشف عن الوثائق قبل يوم عيد الغفران، الذي يحل 24 سبتمبر/أيلول الجاري، وهو اليوم الذي جرت فيه الحرب، وفق التقويم العبري، والذي بات منذ عام 1973 يذكر إسرائيل بهذه الصدمة.
وتعرض الوثائق عشرات آلاف الوثائق، ومحاضر آلاف الجلسات واللقاءات السياسية والاستخبارية والعسكرية التي تمت ما قبل حرب 1973 وفي أثنائها.
وقال الأرشيف الوطني الإسرائيلي: "تقدم المجموعة لمحة رائعة عن عملية صنع القرار، وظروف عدم اليقين بين القادة والقتال على الجبهات، وتأقلم الجبهة الداخلية الإسرائيلية، والاتصالات السياسية التي جرت في نهاية الحرب مع مصر وسوريا، بوساطة الولايات المتحدة، والمسار الذي أدى إلى ترتيبات فصل القوات مع مصر وسوريا التي انتهت في نهاية مايو/أيار 1974".
وبحسب الخبراء، فإنه من خلال الوثائق الجديدة سعى جهاز الموساد إلى تبرئة نفسه من الإخفاق في حرب أكتوبر/تشرين الأول، والزعم بأنه كان قد حذر من قدوم الحرب عدة مرات، لكن الاستخبارات العسكرية في الجيش (أمان) استخف بتحذيراته.
ووفقا لتقارير إعلامية، أفادت الوثائق الجديدة بأن الموساد حصل على معلومات مهمة ودقيقة عن نية مصر وسوريا في إعلان حرب على إسرائيل، كان بينها تحديد موعد الانطلاق لهذه الحرب، في 6 أكتوبر/تشرين الأول 1973، في وقت رفض الموساد "ادعاءات أمان" بأن أشرف مروان كان عميلاً مزدوجاً، وقالت إن الموساد فحص هذه المعلومات وتوصل إلى اقتناع بأنه عمل في خدمة إسرائيل، إذ هو الذي حدد يوم 6 أكتوبر يوم انطلاق الحرب، وثبتت صحة معلوماته، وروجت لمزاعم أنه كان يمدها بمعلومات سرية.
ادعاءات كاذبة
وفي قراءته، يقول اللواء سمير فرج الخبير الاستراتيجي، في حديث خاص لـ"العين الإخبارية"، إن "إسرائيل تسعى بشكل مستمر إلى محاولة التشكيك في وطنية مروان، بادعاءات كاذبة، وقد اعتدنا على مثل هذه الادعاءات قبل احتفالات أكتوبر/تشرين الأول من كل عام".
ويبرز اللواء فرج أنه "إذا كان أشرف مروان يعمل لصالح إسرائيل كما تدعي كذبا تل أبيب، ومدها بموعد الحرب، فلماذا لم ترفع إسرائيل درجة الاستعداد؟ ولماذا لم يتم إعلان حالة التعبئة قبل الحرب بوقت كاف؟ ولماذا تعرضت لهزيمة قاسية بهذا الشكل رغم علمها بموعد الحرب؟".
ويضيف الخبير الاستراتيجي أن ما تم الترويج له من الموساد بشأن "مروان" هو "خدعة بائسة لصرف انتباه الشارع الإسرائيلي، وإشغاله عن فضيحة لجنة تقصي الحقائق "أجرانات" والتي جرى تشكيلها عقب الهزيمة، لكنها لم تصدر حتى الآن تقريرها.
إدانات لقادة إسرائيل
ويوضح أن لجنة "أجرانات" -التي أطلقت عليها صحف المعارضة "لجنة التقصير"، والتي تشكلت بعد أيام من الهزيمة، وأصدرت قراراً بإقالة رئيس أركان القوات الإسرائيلية ومنعه من تولي أي مناصب- صدر أول تقرير عنها عام 1975 من 40 ورقة، تضمنت مسائل عامة دون التطرق إلى التحقيق بشأن التقصير وقت الحرب.
وبعد مرور 20 عاما على الهزيمة، والحديث لـ"فرج"، حصلت إحدى الصحف الإسرائيلية على حكم من المحكمة الدستورية العليا بنشر نتائج تحقيق لجنة "أجرانات" والإعلان عن أسماء المقصرين"، وهو ما لم يتم حتى الآن.
ونوه إلى أنه من المنتظر أن يحمل التقرير حال نشره إدانة لجولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل آنذاك، ووزير الدفاع الإسرائيلي خلال حرب أكتوبر موشى ديان، ومدير الموساد بشأن هزيمة أكتوبر 1973، واتهامهم وقيادات بالجيش بعدم إعلان قرار التعبئة إلا بعد بدء الهجوم المصري والسوري، وغياب المعلومات حول ما رتب له الجيش المصري.
كما يظهر التقرير بحسب ما جرى تسريبه تقصير مدير المخابرات الذي لم يكتشف بأن مصر وسوريا ستقومان بشن هجوم متزامن على إسرائيل.
وإزاء ذلك، أكد الخبير الاستراتيجي المصري أن "توقيت نشر الوثائق جاء للتغطية على تقرير لجنة أجرانات، ورفع الروح المعنوية للرأي العام الإسرائيلي الذي يطالب بإعلان نتائج هذا التقرير، حيث إن الوثائق التي جرى الإفراج عنها لا تحمل جديدا.
مصري خدم وطنه
وبدوره، وصف اللواء نصر سالم، رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق والمستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، المزاعم التي أطلقتها تل أبيب بأن أشرف مروان تجسس لصالحها بـ"كلام فارغ وادعاءات كاذبة، لا أساس لها من الصحة"، مؤكدا في حديث خاص لـ"العين الإخبارية" أن "مروان" مواطن مصري صالح خدم وطنه، وأعطى للإسرائيليين "صفعة قوية"، وكان نتيجة عمله انتقام إسرائيل منه.
ورأى اللواء نصر سالم أن "إفراج إسرائيل عن وثائق حرب أكتوبر/تشرين الأول في هذا التوقيت أمر طبيعي، لكنهم يريدون استغلالها لعمل بروباجندا إعلامية بأنهم لم يخسروا الحرب، ومحاولة أيضا التشكيك في وطنية مروان"، لافتا إلى أن قراءة الوثائق الإسرائيلية توحي بأن "هناك أشياء أضيفت إليها بعد نهاية الحرب".
وأبرز "سالم" إلى أن "ما جرى تسريبه من تقرير لجنة أجرانات أدان عددا من قادة إسرائيل وقت الحرب بسبب تقصيرهم، ولن ينطلي على أحد أي ادعاءات كاذبة"، مردفا: "الحقيقة أن المصريين أعادوا أرضهم، والحرب دارت بالشكل الذي أردناه، وهم يريدون من تخفيف آثار الصفعة المصرية عليهم".
وقال إن "إظهار الوثائق في هذا التوقيت وبهذا الشكل لتهدئة الشارع الإسرائيلي، ومحاولة لجذب انتباههم، بعيدا عن أحاديث تقصير قادة إسرائيل في الحرب مع اقتراب ذكراها".
التشويش على النصر
وليس ببعيد عن رؤية الخبيرين العسكريين سمير فرج ونصر سالم، قال الدكتور طارق فهمي الأكاديمي وأستاذ العلاقات الدولية، في حديث خاص لـ"العين الإخبارية"، إن "إسرائيل تحاول التشويش على حقيقة النصر، والتغطية على فشلها، عبر محاولة تمجيد نفسها والتأكيد على أنها تجاوزت هذه المرحلة".
ويقول "فهمي" أن "إسرائيل تسعى مع قرب احتفالات مصر بالذكرى الخمسين لحرب أكتوبر، إلى التأكيد على قوة أجهزتها الأمنية وجهاز الموساد بها، لا سيما أنها باتت في حالة يرثى لها مع تأثير المظاهرات المتصاعدة بالشارع".
وشدد على أن "أشرف مروان ليس عميلا، بل كان قريبا من أجهزة الدولة بكل مؤسساتها على أعلى مستوى، ويكفي حصوله على تكريم من الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، الذي أقر بوطنيته".
وأشار إلى أن "كتابات رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية إيلي زاعيرا كشفت حقيقة أشرف مروان، وأكدت أنه رجل مخلص عمل لصالح مصر، مشيرا إلى أنه تم إيقاف هذه الكتابات لأسباب أمنية، وأن الصراع داخل الموساد حول دور ومهام مروان يشهد جدلا كبيرا لم يتم حسمه بعد".
ولمح أستاذ العلوم السياسية إلى أنه "كانت هناك فلسفة في أجهزة الأمن الإسرائيلية تقول ألا يتم نشر أخبار الجواسيس حفاظا على حياتهم، فكل ما جرى تقديمه لأبطال مثل جمعة الشوان إلى رفعت الجمال وغيرهم كنا نحن الذين نعلن، وإسرائيل ظلت صامتة".
وتابع: "في العامين الأخيرين حدث تطور خطير، وهو تفاقم صراع الأجهزة بين (الموساد) والاستخبارات العسكرية (أمان) وجهاز الأمن الداخلي (الشاباك)، حيث سعى كل جهاز إلى تمجيد نفسه ونشر عملياته، عبر بث أفلام على منصات رقمية للترويج لقوتهم، إضافة إلى ما صدر من وثائق.
حسم الجدل
وكان الرئيس الراحل حسني مبارك قد حسم الجدل الدائر حول أشرف مروان، الذي توفي يونيو/حزيران 2007، إثر سقوطه من شرفة مسكنه في العاصمة البريطانية لندن، وأكد أن أشرف مروان كان وطنياً مخلصاً لوطنه، وقام بأعمال وطنية لم يحن الوقت بعد للكشف عنها، ولكنه كان بالفعل مصرياً وطنياً، ولم يكن جاسوساً على الإطلاق لأي جهة.
وقال الرئيس مبارك، في تصريحات لرؤساء تحرير الصحف ووكالة أنباء الشرق الأوسط، مطلع يوليو/تموز 2007، إن ما نشر عن الراحل أشرف مروان وإبلاغه إسرائيل بموعد حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، لا أساس له من الصحة.
وأكد أنه "لم يكن هناك أحد يعلم ساعة الصفر لاندلاع حرب أكتوبر المجيدة سوي الرئيس الراحل أنور السادات ووزير الدفاع ورئيس الأركان ورئيس هيئة عمليات القوات المسلحة وقادة القوات الجوية والبرية والبحرية والدفاع الجوي".
aXA6IDMuMTM3LjE3My45OCA= جزيرة ام اند امز