البريطانية إليزابيث بلاكويل.. أول امرأة تقتحم عالم الطب في أمريكا
البريطانية إليزابيث بلاكويل تلقت رفضا لطلبها بدراسة الطب من 17 جامعة في بداية سعيها في المرحلة الجامعية.
في بدايات القرن الـ19 الميلادي لم تتصور البريطانية إليزابيث بلاكويل أن إصرارها وبصيرتها وتفانيها في العمل وثقتها بنفسها ستجعلها من عظماء النساء في تاريخ الإنسانية، وخاصة في مجال الطب.
ولدت إليزابيث بلاكويل في إنجلترا في عام 1821، ودرست الطب بعد أن رُفضت من 17 جامعة في بداية سعيها للدراسة الجامعية، وعن طريق الخطأ تم قبولها في "كلية جنيف للطب" في مدينة نيويورك، وحاولت الكلية التراجع عن قرارها والتضييق عليها إلا أنها وقفت بشجاعة ضد كل تلك المعوقات.
وسعت بلاكويل نحو حلمها رغم مضايقات زملائها في الجامعة ورغم الانتقادات من النساء والرجال، وواجهت الصعوبات وشقت طريقها نحو النجاح، وفي عام 1849 كانت الأولى في مجموع درجاتها.
ورغم أن معظم الناس كانوا يعتقدون أن المرأة أقل شأنا من الرجل، لكن إليزابيث غيرت مجرى هذا الاعتقاد وحطمت الخرافة التي سكنت واستوطنت عقول النساء والرجال منذ زمن طويل، بعد أن اقتحمت مجال الطب لتفتح الباب للمرأة في أن تكون شقيقة الرجل وأن تتقدم في تلك المهنة.
ولم تخمد التحديات أمام بلاكويل بل اشتدت أكثر بعد عملها، حيث لاحقتها النظرة الدونية، حتى من المريضات اللاتي لم يقبلن أن تأتي المرأة كي تعالجهن، فكيف برجل يأتي لعيادتها؟
وتحدت إليزابيث بلاكويل تلك الأفكار المرسخة ضد المرأة واستطاعت أن تكسر مع مرور الزمن ثقة الناس رغم الأعداء الذين يتصيدون زلاتها ويضخمون عثراتها لمجرد أنها امرأة.
وانتقلت للعمل في بريطانيا وقامت بإنجازات عديدة، وقدمت محاضرات في أماكن عدة، وكان طموحها أن تتخصص في الجراحة ولكن لظروف خاصة لم تستطع الالتحاق بهذه المهنة لإصابتها في عينها، وساعدت في التمريض خلال الحرب الأهلية، كما ساهمت في إقامة أول كلية طب للنساء في لندن، وكانت تدرس للطلاب في هذه الكلية.
وتم إدراج اسم إليزابيث، التي توفيت عام 1910، ضمن قائمة أفضل الأطباء البريطانيين، وحصلت على "وسام الشرف الملكي"، وكانت أول امرأة تُمنح هذا الوسام، وحصلت على تمثال مميز في كلية جنيف الطبية.