القلب المحطم ربما يظل "معطوبا" للأبد
الصدمة أو الفجيعة التي تصيب القلب تسبب فشلا في وظائفه الحيوية تماما مثل عواقب الخلل الجسماني، وربما تستمر معه مستقبلا.
"القلب المحطم" ليس فقط ما نقرأ عنه في القصص ونراه في الأفلام، بل هو حقيقة علمية ويمكن أن يسبب أزمة قلبية مفاجئة تماما كالضرر الجسماني طويل الأمد الذي يؤدي في النهاية إلى فشل وظائف القلب.
تلك الحقيقة كشفت عنها "صحيفة الإندبندنت" نقلا عن دراسة لجامعة أبردين الاسكتلندية، أكدت أن الضغط العاطفي الشديد له عواقبه الوخيمة على القلب وليس مجرد أسطورة.
وذكرت الدراسة أن ما يعرف باسم اعتلال عضلة القلب أو "متلازمة القلب المحطم" تؤثر على الآلاف حول العالم وعادة ما تسببها أحداث الحياة الصادمة.
وخلال الأزمة القلبية، تضعف عضلة القلب للغاية بحيث لا تكون قادرة على العمل بشكل فعال. وفي حين أشارت الأبحاث السابقة إلى أن الأضرار الناجمة عن ذلك تكون مؤقتة، وجد العلماء في جامعة أبردين أن العواقب يمكن أن تكون دائمة، مثل النوبة القلبية.
وفي هذه الدراسة، فحص فريق العلماء ٣٧ مريضا لمدة سنتين باستخدام الموجات فوق الصوتية والتصوير بالرنين المغناطيسي. وكشفوا عن أن المشاركين أصيبوا بأضرار غير قابلة للعلاج في الأنسجة العضلية للقلب؛ ما أدى إلى انخفاض المرونة التي حالت دون حدوث انكماشات كاملة مع كل نبضة. ووفقا لدراسة أخرى أجرتها كلية الطب بجامعة هارفارد، فإن أكثر من ٩٠% من حالات القلب المحطم المبلغ عنها هي لنساء تتراوح أعمارهن بين ٥٨ و٧٥ عاما.
وحذر العلماء من أن هذا المرض مدمر ويمكن أن يضرب فجأة الأشخاص الأصحاء. وأضافوا أنه كان من المعتقد أن آثار هذا المرض مؤقتة، ولكن الآن تبين أنها يمكن أن تستمر في التأثير على الناس لبقية حياتهم. وكشفوا عن أن المشكلة هي عدم وجود علاج طويل الأمد حاليا للمرضى؛ لأن الأطباء كانوا يعتقدون سابقا أن جميع المصابين سيتعافون تماما.