شقيق أمير قطر.. جرائم جديدة في "صحيفته الجنائية"
تفاصيل جديدة عن طلبه قتل شخص في ولاية كاليفورنيا الأمريكية
يوما بعد يوم، تتكشف تفاصيل جديدة بشأن الجرائم المتورط فيها شقيق أمير قطر خالد بن حمد آل ثاني، والتي يقاضى بسببها في المحاكم الأمريكية.
وكشفت شهادة جديدة في الدعوى، التي رفعها 6 أمريكيين كانوا يعملون في السابق لصالح شقيق أمير قطر، تفاصيل جديدة عن طلبه قتل شخص في ولاية كاليفورنيا الأمريكية.
وينضم الشخص الجديد إلى قائمة طويلة لأشخاص يتهم شقيق أمير قطر بقتل بعضهم والتحريض على قتل آخرين منهم، في قضية تكشف تاريخ العنف والتهديدات لنظام الحمدين.
يأتي الكشف عن التفاصيل الجديدة بالتزامن مع مناشدة أسماء ريان، مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بالضغط على السلطات القطرية، لإطلاق سراح زوجها الشيخ طلال آل ثاني المعتقل بسجون الحمدين، بعد تدهور صحته.
تأتي التقارير المتوالية التي تكشف جرائم وانتهاكات نظام الحمدين في وقت ينشط فيه النظام الحاكم في قطر لإنفاق الملايين من الدولارات على شركات العلاقات العامة لتحسين صورته الموحلة في دعم العنصرية والتطرف والإرهاب.
الجريمة الجديدة
التفاصيل الجديدة كشفتها شهادة مكتوبة تم تقديمها للمحكمة في بوسطن ماساشوستس 14 سبتمبر/ أيلول الجاري، بحسب ما كشف موقع "العربية. نت".
وكان ستة أمريكيين كانوا يعملون في السابق لصالح شقيق أمير قطر قد رفعوا دعوى ضده، متهمين إياه بالإقدام على أفعال مشينة، وتوجيهه أوامر لاثنين من العاملين لديه بقتل أناس، والتهديد بقتل الموظفين.
ومنذ أشهر، نقل المدّعون قضيتهم من تامبا فلوريدا إلى بوسطن ماساشوستس بعد زيادة عدد المدعين في القضية من 2 العام الماضي إلى 6 العام الجاري.
وطالب الأمريكيون الستة وهم (روبرت فون سميث وتيري هوب ورامز طعمة وماثيو بيتارد وماثيو أليندي وجايسون مولنبرينك) في دعواهم بتعويضات عن أجور مستحقة لهم لدى خالد بن حمد آل ثاني ولدى الشركات التي يملكها في الولايات المتحدة.
وردّ محامو خالد آل ثاني على الدعوى بالقول إن لا أساس لها وإنه لا يدين بشيء لهؤلاء الأشخاص.
وفي ردّ المدّعين الستة على هذا النفي، استعانوا بزميل سابق لهم يدعى جوزيف بونجينو كان يعمل لدى شقيق أمير قطر أيضا.
وقد أدلى بشهادة مكتوبة أمام المحكمة قبل أيام أكد فيها أنه عمل لدى خالد بن حمد آل ثاني من العام 2009 إلى العام 2015. وقبل ذلك كان جندياً في "الجهاز السري" وهو جهاز حماية الرئيس الأمريكي والخزانة الأمريكية.
وبين بونجينو أنه كان يطلب منه الاتصال بـ"الجهاز السري" وأن يعمل عناصر الجهاز لصالحه، وطلب اختراق حسابات مصرفية وإيميل لمنافسيه، بالإضافة إلى شراء أجهزة متطورة لحمايته من الاختراق والمراقبة.
ويضيف الضابط السابق أنه رفض ذلك لأن خالد بن حمد آل ثاني لا يتمتع بالحصانة الدبلوماسية ولا سبب قانوني أو شرعي لاستعمال خدمات "الجهاز السري".
كما كشف بونجينو أن شقيق أمير قطر كان يتعاطى المخدرات، لافتا إلى أنه في صيف عام 2015 حصل خالد بن حمد آل ثاني على مخدرات من رجل في لوس أنجلوس بكاليفورنيا، لكنه لم يدفع له ثمنها وهي 6 آلاف دولار أمريكي، وقال لمرافقه جوزيف بونجينو إن المخدرات تسببت له بحالة سيئة لأنها لم تكن من نوعية جيدة.
وبين أن الرجل ظل يلاحق خالد بن حمد آل ثاني لطلب تحصيل أمواله عندها "طلب خالد بن حمد آل ثاني منّي أن أقوم بما يجب وأن أتركه في الصحراء قبل أن يصل إليه"، بحسب ترجمة نص شهادة بونجبنو المكتوبة.
كما أكد بونجينو أنه رفض ذلك، فسأله خالد آل ثاني إن كان من الممكن أن يُقتل الرجل، وسأله أن يضربه أولاً وأن يتركه حيث يقع.
جرائم بالجملة
تأتي الشهادة الجديدة لتضاف إلى ما سبق ما أدلى به الأمريكيون الستة في دعواهم التي اتهموا فيها شقيق أمير قطر، بتوجيه طاقم العاملين لديه بقتل أمريكيين على أراضي الولايات المتحدة.
وقالت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية إنها حصلت على نسخة حصرية من الدعوى المدنية الفيدرالية المرفوعة في ولاية ماساتشوستس، يونيو/ حزيران الماضي.
وأوضحت الصحيفة أن ستة أمريكيين كانوا يعملون في السابق لصالح آل ثاني رفعوا الدعوى ضده، متهمين إياه بالإقدام على أفعال مشينة، وتوجيهه أوامر لاثنين من العاملين لديه بقتل أناس، والتهديد بقتل الموظفين.
وقال أحد المدعين يدعى رامز طعمة، ابن طعمة طعمة مدير أعمال مايكل جاكسون، في ملف الدعوى، إن آل ثاني هدد بقتله.
وأوضح آخر يدعى تيري هوب، الذي عمل ضمن فريق شقيق أمير قطر لسباق السيارات، أنه في الفترة بين 2010 و2012، أمره بقتل أحد خصومه، ثم مالك مضمار السباق " American Drag Racing League"، وزوجة المالك، لكنه رفض.
وكشف هوب عن جريمة قتل شهدها بنفسه خلال عمله لصالح شقيق أمير قطر عام 2016 في الدوحة، مشيرا إلى أن الأخير قاد سيارته إلى الصحراء، وضرب سائقه حتى الموت أمامه.
والعام الماضي، رفعت المحامية الأمريكية ريبيكا كاستانيدا دعوى ضد شقيق أمير قطر بعد تهديده لحارسه الشخصي ماثيو بيتارد بالقتل لرفضه أوامر بقتل شخصين آخرين، وكذلك احتجاز وتعذيب ماثيو أليندي كان يعمل مسعفا لديه.
وعمل الموظفان لدى شقيق أمير قطر، وقالا إنهما تعرضا للتهديد عندما رفضا الانصياع لأوامر بقتل أمريكيين اثنين في سبتمبر/أيلول عام 2017.
ومايو/أيار الماضي، كشفت صحيفة "عرب نيوز" السعودية، الصادرة باللغة الإنجليزية، أن خالد آل ثاني، شقيق أمير قطر، "قتل شخصيا" موظفًا هنديا بمزاعم إهانة زوجته.
انتهاكات متواصلة
وقبل أيام، ناشدت أسماء ريان، مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بالضغط على السلطات القطرية، لإطلاق سراح زوجها الشيخ طلال آل ثاني المعتقل بسجون الحمدين، بعد تدهور صحته.
وقالت ريان، خلال مقابلة مع "فوكس نيوز" الأمريكية الإثنين، إن: "زوجي بحاجة إلى رعاية طبية عاجلة وإلى محام يختاره بحرية، فقد حكم عليه تعسفيا بالسجن 22 عاما أثناء وجوده في السجن".
وأضافت: "الشيخ طلال آل ثاني، رهن الاعتقال بمعزل عن العالم الخارجي، ويعاني ظروفا صحية صعبة جراء وجوده في منشأة مجهولة، وصحته تتدهور بسبب التعذيب وسوء المعاملة في السجن".
وأكدت ريان ومحاميها الأمريكي مارك سوموس، أن نظام العدالة الغامض في قطر قام "بتلفيق قضايا لزوجها بدوافع سياسية".
وأسارت إلى أن "قضيتنا مهمة ليس فقط بسبب وضعها السياسي، ولكن لأن انتهاكات قطر العديدة والمستمرة لحقوق عائلتنا تمثل مشاكل منهجية عميقة الجذور مع الحكومة القطرية ونظام العدالة".
وكان سجين فرنسي سابق بسجون قطر، قد كشف عن انتهاكات بالجملة داخل سجون قطر في كتاب، صدر في مارس/أذار عن دار النشر الفرنسية "نوفو أوتير" بعنوان "نهاية طريق الجحيم القطري".
السجين الفرنسي السابق لدى الدوحة، اسمه جون بيير مارونجي، اختار توثيق انتهاكات النظام القطري لحقوق السجناء، مشيرا إلى ضلوع أفراد من الأسرة الحاكمة القطرية آل ثاني في حالات تعذيب أفضت إلى الوفاة، وتجاوزات لا تحصى بهذا الخصوص.
وتتلخص حكاية مارونجي وهو مقاول فرنسي، في سجنه في الدوحة بتهمة توقيع شيكات بدون رصيد، وذلك بعد خلاف مع شريكه من أحد أعضاء الأسرة القطرية الحاكمة المقربة من الأمير تميم بن حمد.
ويؤكد مارونجي أن سجنه كان عملية مدبرة، حيث صادر نظام تميم أمواله وأفرغ حساباته ورفض إعطاءه مستحقاته، ما تسبب في اتهامه بتوقيع شيكات بدون رصيد، والحكم عليه بالسجن 7 سنوات.
ولم تكن تلك الشكاوى الأولى عن السجون القطرية؛ حيث توفي الصحفي المعارض القطري فهد بوهندي، داخل سجن "هامور" إثر تعذيبه من قبل ضباط في أجهزة الأمن خلال شهر أبريل/نيسان الماضي، وفق ما نشرت آنذاك مؤسسات حقوقية.
وأمام الشكاوى المتواصلة تتزايد الدعوات الحقوقية لمحاسبة النظام على جرائمه.
المهمة المستحيلة
يأتي هذا فيما يواصل نظام الدوحة استنزاف ثروات الشعب القطري بإنفاق ملايين الدولارات على وسائل الإعلام ومراكز البحوث والدراسات وشركات العلاقات العامة الغربية لتحسين صورته، واستغلالها في الهجوم على الدول المقاطعة لبلاده.
جهود مضنية وأموال طائلة أنفقها نظام الدوحة، بدلا من أن تسهم في حل أزمته، ساهمت في تعميقها وزيادة عزلته.
وكانت "العين الإخبارية" رصدت عشرات التعاقدات أبرمها نظام الحمدين خلال الفترة الماضية، مع شركات علاقات عامة ومحاماة أمريكية، لتحسين صورته الموحلة في دعم الإرهاب، بالولايات المتحدة.
كل تلك التعاقدات أصبحت والعدم سواء، بعد هذا السيل من التقارير الإعلامية والرسمية والحقوقية ، التي تزايدت في الإعلام الغربي في الآونة الأخيرة، والتي جعلت من مهمة تحسين صورة نظام "الحمدين " في الغرب مهمة مستحيلة.
فلا تستطيع أي شركات علاقات عامة مهما استخدمت من وسائل تجميل صورة نظام ارتكب هذا الكم من الجرائم والانتهاكات، ويسعى بدلا من علاجها، إلى إنفاق الملايين لإخفائها.
aXA6IDMuMTQyLjEzMy4yMTAg جزيرة ام اند امز