الإخوان بالبلدان الإسكندنافية.. سموم بالسويد تنحت مجتمعات موازية
وكالة الحماية المدنية التابعة لوزارة العدل السويدية تقول إن "الموقف الأوروبي حيال مجتمعات الإخوان لم يعد كما كان في السابق".
في مارس/آذار 2017 اتهمت وزارة الدفاع السويدية التنظيم الدولي للإخوان بالسعي إلى اختراق المنظمات المدنية بالبلاد، من أجل خلق مجتمع موازٍ فيه.
اتهام شكّل نقطة تحول مفصلية في موقف البلدان الأوروبية من التنظيم الإرهابي المتغلغل في مفاصل مجتمعاتها تحت مسميات لمؤسسات وجمعيات مختلفة.
طرح أكدته "وكالة الحماية المدينة" التابعة لوزارة العدل السويدية بالقول إن "الموقف الأوروبي حيال مجتمعات الإخوان لم يعد كما كان في السابق".
ويأتي تعقيب الوزارة عقب نشر تقرير تم إعداده بتكليف من الوكالة حول وجود الإخوان في السويد.
وجاء في التقرير أن "الإخوان يعملون بشكل سري مع آخرين من أجل أن تتمكن مختلف منظماتهم من اختراق المجتمع المدني السويدي من خلال مؤسسات أو أحزاب سياسية".
وأكد فريق البحث الذي اضطلع بإعداد التقرير أن تنظيم الإخوان يسعى أيضا إلى الاستحواذ على اهتمام الحكومات والأحزاب السياسية، عبر شعارات مضللة تدعي حقوق الإنسان والديمقراطية.
فقاع يخترق البلدان الإسكندنافية
ويتبنى تنظيم الإخوان الإرهابي سياسة التمدد البطيء والسري في أوروبا بشكل يضمن له في مرحلة أولى نوعا من التعود مع مكونات مجتمعات البلدان التي يتواجد فيها، قبل أن يبدأ بخلق حلقات تواصل من المنظمات والأحزاب السياسية المحلية، وتسويق رؤية مغلوطة عن حقيقة أهدافه.
الإخواني والإرهابي جمال حشمت ذكر أنه أجرى قبل عامين لقاءات مع مسؤولين بالبرلمان والخارجية النرويجيين، كما التقى أيضا مسؤولين من منظمة العفو الدولية.
وكتب إثر ذلك عبر "فيسبوك" يقول: "جولتي الإسكندنافية شكلت نجاحا، فلقد قدّمت وثائق تثبت الطابع غير القانوني للانقلاب في مصر"، في إشارة إلى وصول الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى السلطة عقب سقوط حكم الإخوان.
نبيل نعيم القيادي السابق بتنظيم "الجهاد" المصري أوضح أن الإخوان "لهم حضور قوي جدا في أوروبا، خصوصا عبر أعضاء التنظيم المتواجدين في كل من السويد والنرويج والدنمارك وفنلندا".
ولفت إلى أن التنظيم يتلقى أموالا هائلة في شكل تبرعات من أوروبا، ويسعى قبل كل شيء إلى اختراق مجتمعات هذه البلدان باسم الإسلام وحقوق الإنسان، عبر محاولة استدرار تعاطف السكان، ليتمكن بذلك من جمع الأموال.
وبالنسبة إلى "نعيم"، فإن السويد وبقية البلدان الإسكندنافية بدأت بالتحذير من الخطر الذي يشكله تنظيم غالبا ما يستخدم العنف لتحقيق أهدافه السياسية، في إشارة إلى الإخوان.
جمعيات سويدية في قفص الاتهام
أنيلا سودر مسؤولة العمليات في "وكالة الحماية المدنية" التابعة لـ"الدفاع" السويدية قالت -في بيان- إن التقرير الذي أصدرته الوكالة "لم يكن سوى تقييم أوّلي للوضع، وإن الوكالة بحاجة إلى الاستمرار في البحث" حول حقيقة الوجود الإخواني بالبلاد.
ووفق التقرير الواقع في 35 صفحة توجد العديد من الجمعيات المرتبطة بتنظيم الإخوان في السويد، مشيرا إلى أن تلك الجمعيات تعمل على بناء مجتمع موازٍ بالبلاد بقيم تختلف تماما عن العادات السويدية.
واستعرض التقارير 4 جمعيات كبرى بالسويد قال إنها مرتبطة بشكل مباشر بتنظيم الإخوان، وهي "منظمة الإغاثة الإسلامية"، "جمعية ابن رشد للتعليم"، "جمعية الشباب المسلم في السويد"، "الرابطة الإسلامية"، والأخيرة يرجح أنها الاسم الجديد للإخوان بالبلد الأوروبي.
التقرير دعا إلى إنشاء نظام لجمع المعلومات من أجل فهم أفضل لأنشطة الإخوان بالبلاد، محذرا من أن التنظيم الإرهابي يحاول زيادة عدد أنصاره في السويد، عبر دمج موجات الهجرة القادمة من القارة الأفريقية والشرق الأوسط، ومن خلال ممارسة نفوذه في صفوف اللاجئين.
ورغم أن مختلف تلك المنظمات والجمعيات غالبا ما تنفي ارتباطها بالتنظيم الإرهابي، لعلمها بالانعكاس السلبي لصورته وارتباطها بالإرهاب في شتى بقاع العالم، خصوصا في أوروبا، فإن حقيقتهم غالبا ما تتفوق على ادعاءاتهم.
عمر مصطفى رئيس "الرابطة الإسلامية" في السويد رد على التقرير زاعما أن منظمته تقوم بأنشطة مدنية، وأن لا علاقة لها بالإخوان.
تصريح فندته اعترافات شخصية لـ"مصطفى" مدونة على الموقع الإلكتروني للرابطة، يتعهد فيها بـ"الإخلاص المطلق للزعيم الروحي للإخوان يوسف القرضاوي" شيخ الفتنة ومهندس الإرهاب حول العالم.
وسبق للرابطة أن أثارت جدلا واسعا في السويد، حين بعث رئيسها السابق محمد الدباهي، في أبريل/نيسان 2006 برسالة إلى مختلف الأحزاب بالبلد الأوروبي، يطلب فيها حقوقا محددة للطلبة المسلمين، عبر إعفائهم، على سبيل المثال، من القانون السويدي حول الطلاق.
معطيات جعلت جرس الإنذار يدق في هذا البلد الذي بدأ، منذ ذلك الحين، يدرك أن الرابطة التي أنشئت منذ 1980 في ستوكهولم تدار من قبل الإخوان.
ووفق تقرير "الدفاع" السويدية فإن الرابطة تشكل مؤسسة مركزية تتكون من 40 جمعية تنشط في قطاع التعليم، وتمتلك مسجد ستوكهولم، وتشرف على آخر في جوتنبرج، والمدينتان تعدن أكبر مدن البلاد.