استنساخ "القاعدة" محليا.. ناقوس خطر يهدد عدة بلدان بعد سقوط الإخوان
هل يكون بديل سقوط الإخوان استنساخ تنظيم القاعدة محليا؟، تساؤل طرحه خبير في الجماعات "المتطرفة"، أطلق من خلال الإجابة عنه ناقوس الخطر.
فما إن فشل مشروع الإخوان في 2012 وما تلاها من أعوام بخروج ثورات شعبية عليه في بلدان عدة، حتى انطلقت مخططات جديدة لتنظيم القاعدة عبر تشكيل أجنحة وأفرع محلية له في سوريا وبعض دول أفريقيا مثل مالي والصومال وعدد من دول الساحل الأفريقي؛ بحسب الخبير المتخصص في شؤون الجماعات المتطرفة والإرهاب الدكتور هشام النجار.
ويقول النجار -في حديث لـ"العين الإخبارية"- إن كتابا يصدر قريبا من إنتاج قريحته الفكرية يحمل عنوان "جحيم الإرهاب المحلي.. التكفيريون يحكمون"، كشف من خلاله مخططات تنظيم القاعدة لأن يكون بديلا لتنظيم الإخوان المسلمين لدى بعض القوى الدولية.
سقوط الإخوان
فهل يكون المشروع البديل الصاعد مع بدايات العقد الجديد هو الجهادية المحلية من خلال نسخ لتنظيم القاعدة الإرهابي، عبر قوة السلاح، وفرض الأمر الواقع، بديلا عن مشروع الإخوان الساقط؟ سؤال حمله النجار على عاتقه، وحاول من خلال مؤلَّفه تسليط الضوء على الإجابة عنه.
ويقول هشام النجار، إن كتابه المقرر مشاركته في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2023 في وقت لاحق من الشهر الجاري، يستعرض ما اعتبره "أخطر الظواهر الإرهابية"، خلال العقد الحالي بداية من عام 2012، بعد سقوط الإخوان وتيار الإسلام السياسي، وفشله في تجربة الحكم وثورة الشعوب العربية عليه.
وأكد الخبير المتخصص في شؤون الجماعات المتطرفة والإرهاب، أن الكتاب يحذر من خطورة مخطط القاعدة اتضحت ملامحه من ممارسات وبيانات وأسلوب أداء أفرع التنظيم الإرهابي في بعض الساحات، ويتعلق برغبة "القاعدة" في تدشين خلافة قاعدية للمتشددين السنة، على أن يكون مركزها أفغانستان.
ظاهرة كارثية
رؤيته دلل عليها بقوله، إن قادة تنظيم القاعدة في مالي يسعون إلى رحيل القوات الغربية للانفراد بحكومات وجيوش وصفها بـ"الضعيفة"، مشيرًا إلى أن حركة الشباب في الصومال تخطط لتطبيق نفس السيناريو، الذي اعتبره "ظاهرة كارثية على كل المستويات"؛ لأنها تكرار بصورة أبشع لتمكين الإخوان من السلطة.
وأكد المتخصص في شؤون الجماعات المتطرفة، أنه بينما حاول تنظيم الإخوان للحكم عن طريق الديمقراطية والانتخابات، تحاول القاعدة وبعض التنظيمات الإرهابية في الوقت الحالي تحقيق نفس الهدف، إلا أنه سيكون عبر فرض الأمر الواقع بقوة السلاح.
وفيما كان سلوك الدرب مختلفًا للوصول إلى نفس الهدف، فإن النتيجة ستكون واحدة؛ عبر نقل تجربة البؤس والبطالة والفقر والصراعات الطائفية والشلل الحكومي من دول يحكمها الإسلام السياسي الشيعي وميليشياته كما في لبنان إلى أخرى يحكمها متطرفون سنة بقوة السلاح والمليشيات، بحسب النجار.
وأشار إلى أن "التنظيمات الإرهابية" ستحاول التمكين لتلك النماذج في مناطق بعيدة جغرافيا عن الغرب في أفريقيا والشام، لتأسيس دويلات أصولية في أنحاء كثيرة من العالم في غضون سنوات، ما يجعلهم يستعيدون قواهم بدون عوائق أمنية كما الماضي.
الإرهاب المحلي
وحذر هشام النجار من تمكين ظاهرة "الجهادية المحلية" أو الإرهاب المحلي الشاخصة في بعض أفرع القاعدة من السلطة، مشيرًا إلى أنها أخطر من تنظيم "داعش" بمراحل.
فـ"قادة تنظيم القاعدة يتمتعون بالخبث والمكر، يدفعهم للتريث دون الإعلان عن أهدافهم النهائية حتى يصلوا إلى مرحلة التمكين"، بحسب النجار، الذي قال إن الاختلاف بين سلوكي القاعدة وداعش، ليس في المناهج والأهداف النهائية بل في التكتيكات والإطار الزمني.
ويناقش الكتاب عبر ثلاثة فصول؛ الظاهرة الجديدة عبر تحليل سياسي مكثف للعوامل التي ساعدت ظاهرة في أن يطل التطرف المحلي برأسه، كما في الصومال، وتحولات القاعدة من تنظيم إرهابي عابر للحدود إلى أفرع وأجنحة براغماتية تتبنى نفس الأفكار المتطرفة والتكفيرية.
لكنها تطمع في الاستفادة من المتغيرات والمستجدات الدولية والإقليمية منذ انطلاق ثورات ما عرف بـ"الربيع العربي" إلى اليوم، للانتقال من التيه والملاجئ والهرب والعيش في الصحراء والمخابئ وميادين القتال والصراعات الساخنة المسلحة إلى محاولة الوصول للسلطة والهيمنة على الحكم في العديد من المناطق.
aXA6IDMuMTQxLjQyLjQxIA== جزيرة ام اند امز