مات نائب مرشد "الإخوان" الإرهابية، إبراهيم منير، الجمعة الماضي، بالتوازي مع تحريضه على الفوضى في مصر، فكانت خاتمته كما أراد.
مات إبراهيم منير، بينما عاشت مصر وسوف تعيش، فهي دائمًا تنتصر في معاركها، عمرها أطول من عمر كل من أرادوا لها الشر وتخريبها بالإرهاب من "الإخوان" و"داعش"، فلا خوف عليها من تنظيمات الإسلام السياسي، التي حتما إلى زوال.
موت إبراهيم منير على ما مات عليه يعني أن كل إنسان يختار، إما أن يعادي وطنه، وإما يكون بين المتربصين بوطنه، فإذا كانت له الأولى ربح، وإن كان اختياره الثاني فقد خسر خسرانا مبينًا، فالأوطان باقية في كل الأحوال، والخونة إلى نهاية معروفة في التاريخ.
مات نائب المرشد العام والقائم بأعماله أثناء اجتماع تحريضي ضد دولته، التي تركها منذ عشرات السنين، مات وهو يدعو الإخوان إلى الخروج للتظاهر في شوارع مصر، مدعما جبهة "الكماليين" الإخوانية الإرهابية، التي تقف بين جبهتين متصارعتين في الجماعة الإرهابية، جبهة منير وجبهة محمود حسين.. الآن ربما تتغير اسم إحدى الجبهتين لاسم جديد بعد موت "منير".
لم يكن غريبًا أن تكون دعوة إبراهيم منير الأخيرة لإسقاط الدولة المصرية، فقد عمل على ذلك النهج منذ ثورة 30 يونيو الشعبية، التي خلصت مصر من حكم الإخوان البغيض عام 2013، فلم يتوقف يومًا عن دعوته تلك، وعندما شعر بالخزي والهزيمة طرح مبادرة من طرف واحد في يوليو الماضي قال فيها إن الجماعة "لن تنافس على السلطة"، وذلك أملا في أن تسمح لها السلطات المصرية بعودة عمل الجماعة، ومن ثم تعود لتتسرب إلى دنيا السياسة والحكم الذي تبغيه ولا ترضى بسواه.
أطلق إبراهيم منير دعوته، التي لم تلق إلا رفضا من جانب المصريين، الذين صاروا مدركين لأهداف الجماعة الإرهابية ومحاولاتها لإعادة إنتاج نفسها، بعدما انفضحت صورتها وحقيقتها، فلا يُلدغ المصريُّ من الإخوان مرتين.
مات إبراهيم منير، أثناء الاجتماع التنظيمي مع أعضاء ما يسمى "شورى الإخوان"، أثناء دعوتهم للتخريب في القاهرة، فقد كان منحازًا إلى الفوضى والعنف، رغم أن الجماعة كانت تقدمه دائمًا على أنه "نموذج وسطي" داخل التنظيم!
مهما كانت تصنيفات الإخوان لأنفسهم، فكلهم لا يقيمون لأوطانهم وزنًا، بل يُناصبونها العداء في الظاهر والباطن.
لقد تربّى الإخوان على عقيدة المنظِّر الأول للجماعة، سيد قطب، الذي سبق وقال: "ما الوطن إلا حَفنه من تراب عفن"، فباتت الأوطان في مخيلة كل إخواني لا قيمة لها، فعضو التنظيم في القاهرة قد يكون ولاؤه لدولة أخرى لمجرد أن قيادته التنظيمية تعيش في هذه الدولة، وتجد عضو التنظيم في القاهرة يسمع لقياداته في بلد آخر، مهما كانت أجندته ضد وطنه الذي نما على أرضه وأكل وشرب وتعلم فيه.
سعى الإخوان لاغتيال أوطانهم، فعلوها في الماضي ويكررونها الآن ويفعلونها في كل لحظة، لذلك لا تأمن على الأوطان إذا كان فيها إخوان.
يستخدمون التُّقية، يُبدون خلاف ما يبطنون، هذا ما يفعلونه دائمًا، وما فعله إبراهيم منير، الذي ادعى ضرورة أن يبدأ الإخوان صفحة جديدة وأصدر وثيقة سياسية حاول أن يُظهر فيها التصالح مع النظام السياسي في مصر، وفي نفسه شيء آخر غير التصالح، فعل ذلك وهو في الوقت نفسه يمسك بعصا التحريض ضد مصر وشعبها، وشاء الله أن تُقبض روحه وهو على هذه الحال.
لا يملك الإنسان أغلى من أرضه وطنه، حتى إن النبي محمد قال حين أخرجه المشركون من قومه مخاطبا مكة: "والله إنك لأحب الأوطان إلى قلبي، ولولا أن أهلك أخرجوني منكِ ما خرجت".. فالدين يُعلي من شأن الوطن ويضعه في مرتبة عليا من الإيمان، والدفاع عنه فريضة.. فكيف يدّعي شخص حبه لوطنه وهو يطعنه في اليوم والليلة مائة طعنة؟!
معركة الشعوب العربية مع تنظيمات الإسلام السياسي الإرهابية ممتدة، فهي دائما ضد الأوطان.. تهتم بكرسي الحكم، ولا تبالي بمصير الوطن والشعب، حتى لو كان وصولها إلى الحكم مرهونا بضياع الوطن وسفك دماء الشعب، فلا مانع لدى تنظيم الإخوان من التضحية بالوطن والشعب في سبيل الحكم.
لا أمل في تنظيمات الإسلام السياسي، ولا يمكن التصالح معها، فهي تفتقد أهم مرتكزين للإنسان، الدين والوطن، وبفِقدان هذين المرتكزين لا سبيل لتصديق أي من شعارات الإخوان المزيفة، مثل "نحمل الخير لمصر"!.. أي خير يزعمون وهم قد رفعوا السلاح ضد الشعب؟!
نائب المرشد الآن بين يدي الله، يُحاسبه عما ارتكبه في حق وطنه، فميراثه من التحريض والكراهية ضد مصر باقٍ كفكرة تستحق المواجهة شعبيا وأمنيا وثقافيا.
وفي النهاية يرحل الجميع وتبقى مصر.. يرحل دعاة الإرهاب وتبقى الأوطان.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة