الإخوان واستهداف «رئاسيات مصر».. ألسن عاجزة وخطط فاشلة
بينما تترقب مصر خلال ساعات استحقاقًا ديمقراطيًا «مهمًا» يأتي وسط مشهد إقليمي صعب، شحذت ماكينة الإخوان الإعلامية هِممها، مُحاولة التأثير عليه.
وتجري مصر، بدءًا من يوم الأحد ولمدة ثلاثة أيام، انتخابات رئاسية، يتنافس فيها أربعة مرشحين؛ وهم: الرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي، وفريد زهران رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي الذي يمثل تيار يسار الوسط، وعبدالسند يمامة رئيس حزب الوفد الليبرالي، وحازم عمر رئيس حزب الشعب الجمهوري.
تلك الانتخابات التي تأتي في سياق مشهد إقليمي متوتر، وضعها تنظيم الإخوان نصب عينيه؛ فأطلق ماكينته الإعلامية، محاولا التشكيك في جدوى إجرائها، تحت دعاوى أنها «محسومة سلفًا لمرشح محدد».
دعاوى يأمل من خلالها تنظيم الإخوان تثبيط همة المصريين الذين يعتزمون المشاركة في الاستحقاق الديمقراطي، عبر إثارة موجات من التراخي لديهم لتقليص حجم الإقبال عليه، بعد أن فشلت خطته في العودة حتى الآن إلى الحياة السياسية، بحسب الكاتب والمحلل السياسي المصري محمد مصطفى أبوشامة.
ووفقا للهيئة الوطنية للانتخابات، يحق لنحو 67 مليون مصري فوق سن 18 عاما، التصويت من إجمالي عدد السكان البالغ 104 ملايين نسمة.
ومن بين الأشخاص الممنوعين من التصويت: أصحاب الأمراض العقلية، والمدانون بأحكام نهائية بجرائم تشمل التهرب الضريبي وإفساد الحياة السياسية، والمدانون الذين حكم عليهم بعقوبات سالبة للحرية.
ويقول أبوشامة، في مقال له بصحيفة «الوطن» المحلية، إنه بعد فشل دعاوى الشائعات والدعاية السلبية ضد الدولة وقيادتها السياسية، حاول تنظيم الإخوان اللعب على وتر فكرة المقاطعة، إلا أن مصيرها، لم يكن أحسن حالا، فقوبلت برفض جماهيري.
خطط فاشلة
وأوضح الباحث المصري، أن حملات الإخوان تحركت في اتجاه مغاير، يروج لفكرة الثقة بفوز مضمون لمرشح محدد، وتتبعه رسائل سلبية مثل «عدم جدوى التصويت»، في محاولة من التنظيم الإرهابي لإضعاف الشغف والحماس وإطفاء المشاعر الوطنية، إلا أنه أكد أن خططهم لن تؤتي أكلها.
ورغم ذلك، إلا أنه أكد ضرورة الانتباه لـ«ألاعيب الإخوان، والرد عليهم بالمشاركة الكثيفة، وعدم خذلان الوطن في هذه المعركة المؤسسة لملامح المستقبل، بالمشاركة الإيجابية، في كل لجان الانتخابات على مستوى البلاد».
وأعاد تنظيم الإخوان في الأيام القليلة المنصرمة، بث الروح في أذرعه الإعلامية، على مواقع التواصل الاجتماعي، بـ«هاشتاغات»، تدعو لمقاطعة الاستحقاق الانتخابي، وتشكك في جدواه؛ آملا في أن تلقى دعواته تأييدًا لدى المصريين الذين خرجوا بالملايين في ثورة شعبية عام 2013، لاقتلاعه من جذوره.
حملات جاءت بعد أن أوصد مرشحو الرئاسة الباب أمام أي أمل لعودة الإخوان إلى الساحة السياسية، بمواقف بدت متطابقة، تتلخص مجملها في رفض فتح المجال مجددًا أمام الجماعة المصنفة إرهابيًا في مصر، لأن تطل برأسها.
آخر هؤلاء الرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي، الذي أكد مدير حملته المستشار محمود فوزي قبل أيام، أنه «لا عودة للإخوان في الحياة السياسية»، مشيرًا إلى أن «الحديث عن عودة الإخوان له ثلاثة أبعاد، بعد شعبي، وسياسي، وقانوني (..)، في البعد الشعبي نرى جميعا أن المصريين عبروا عن رأيهم في الإخوان في ثورة 30 يونيو/حزيران 2013، وبالتالي رأي الشعب واضح».
فما تأثير ماكينة الإخوان الإعلامية؟
يقول الخبير في شؤون الحركات الإسلامية والإرهاب الدولي منير أديب، في مقال له بـ«العين الإخبارية»، إن ماكينة الإخوان الإعلامية تحاول اغتيال الخصوم والمختلفين مع التنظيم، وقد يصل هذا الاغتيال إلى الوطن أرضاً وشعباً وقيادةً.
وأشار إلى أن «هناك مُحددات تحكم عمليات الاغتيال المعنوي التي تقوم بها ماكينة الإخوان للمختلفين معها أو المواجهين لتصوراتها؛ أولها أن يكون الخصم مؤثرًا؛ فكلما ازداد تأثيره كان هناك هدف لتحقيق عملية الاغتيال عبر كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة، سواء من خلال أيادي الإخوان وأقلامهم، أو من خلال دوائر الجماعة القريبة، التي تتأثر بما يقوله الإخوان، أو أنها ربطت مصيرها بما تتخذه الجماعة من قرارات حتى ولو لم تكن معلنة».
ألسن عاجزة
ورغم ذلك، فإن أديب قال إن المنظومة الإعلامية للإخوان «مهترئة ولا يعمل فيها إلا المتردية والنطيحة وما أكل السبع، فلا يوجد بها أي كوادر فاعلة أو مفكرون أو ملهمون على مستوى الأفكار»، مضيفًا أن «أغلب منصاتهم الإعلامية تعتمد على تشويه الصورة الواقعية أو نقل التفاصيل المشوهة لها، كما أنها تعتمد طريقة (الردح) في اللغة الشعبية المصرية، وهي أميل إلى السب والقذف منها إلى نقل الحقيقة أو فتح نقاش هادف».
وبحسب الخبير في شؤون الحركات الإسلامية، فإن «الإخوان يمتلكون عدداً هائلاً من المنصات الإعلامية لكنها بلا تأثير؛ فهي لا تُخاطب إلا أعضاء التنظيم فقط، لأنهم فقدوا مصداقيتهم بسبب كثرة انحيازاتهم».