"مرشحو" رئاسة مصر.. حائط صد "يجهض" آمال الإخوان
مع انطلاق صافرة الانتخابات الرئاسية في مصر، بدأ مرشحون محتملون الاستعداد للاستحقاق الديمقراطي، ببرامج ومواقف يغازلون بها الناخبين، آملين في أن تقودهم إلى المنصب الرفيع.
مواقف لم يغب تنظيم الإخوان المصنف إرهابيًا في مصر، عنها؛ فانبرى المرشحون المحتملون لإبداء آرائهم في التنظيم الإرهابي، وما إذا كانوا سيسمحون له بالعودة مجددًا إلى الشارع السياسي، أم سيظل منبوذًا شعبيًا ورسميًا.
وكان المرشحون المحتملون لانتخابات الرئاسة المصرية: رئيس حزب الشعب الجمهوري حازم عمر، ورئيس حزب المصري الديمقراطي الاجتماعي فريد زهران، ورئيس حزب الوفد عبد السند يمامة، حصلوا على نماذج التزكية اللازمة من أعضاء مجلس النواب، المنصوص عليها في القانون رقم 22 لسنة 2014 الخاص بتنظيم الانتخابات الرئاسية.
ووفقا لنص المادة الثانية من القانون، فإنه "يلزم لقبول الترشح لرئاسة الجمهورية أن يزكي المترشح 20 عضوًا على الأقل من أعضاء مجلس النواب، أو أن يؤيده ما لا يقل عن خمسة وعشرين ألف مواطن ممن لهم حق الانتخاب في خمس عشرة محافظة على الأقل، وبحد أدنى ألف مؤيد من كل محافظة منها. وفي جميع الأحوال لا يجوز تزكية أو تأييد أكثر من مترشح".
فما موقف هؤلاء المرشحين من تنظيم الإخوان؟
وفيما لم يعلن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي -حتى الآن- عزمه الترشح للانتخابات الرئاسية المصرية، فإن مواقفه تجاه "الإخوان"، واضحة؛ فهو من حمل لواء الإطاحة بالتنظيم الإرهابي، مستجيبًا لرغبات ملايين المصريين الذين هرعوا إلى الشوارع، في 30 يونيو/حزيران 2013، مطالبين إياه (حينما كان وزيرًا للدفاع) بـ"إنقاذ بلادهم من براثن الإخوان".
وبعد فوزه برئاسة مصر، لم تتزحزح مواقف الرئيس المصري قيد أنملة، تجاه التنظيم الإرهابي، وعناصره الذين تلوثت أياديهم بدماء المصريين، رغم محاولات التنظيم الإرهابي للمصالحة مع السلطات المصرية، والتي قوبلت بالرفض.
ماذا عن حازم عمر؟
في تصريحات تلفزيونية، أكد رئيس حزب الشعب الجمهوري حازم عمر، والمرشح الرئاسي المحتمل، ضرورة تفكيك تنظيم الإخوان بشكل نهائي؛ لأنه محظور.
وحول إمكانية عودة "الإخوان" إلى الحياة السياسية، وصف عمر، مسألة عودة التنظيم الإرهابي بـ"الشائكة للغاية"، مشيرًا إلى أن الشعب المصري لن يستطيع أن ينسى ما آلت إليه أوضاع البلاد من إقصاء سياسي وتقسيم مجتمعي وسوء إدارة ورؤية على مدار عام كامل من الحكم.
ورغم ذلك، فإنه لم يوصد الباب بشكل كامل أمام عناصر تنظيم الإخوان، فالمرشح الرئاسي المحتمل، طالب المنتمين تحت لواء التنظيم الإرهابي بضرورة فض ما سماه "الاعتصام الفكري" الخاص بالتنظيم، لا سيما وأنها جماعة محظورة بحكم القانون.
وأوضح المرشح الرئاسي المحتمل، أن ملف الإخوان شديد التعقيد، ولا يجب أن يترك هكذا، "فهو عبارة عن معركة أبدية بلا نهاية"، مشترطًا لأية عودة ممكنة أن يفض المنتمون للتنظيم الإرهابي "اعتصامهم الفكري وأن يثبتوا أنهم قادرون على الانصهار في المجتمع المصري بعيدا عن تلك الممارسات وهذا الفكر والتنظيم، أما إذا رفضوا فهي جماعة خارجة عن القانون".
ماذا عن فريد زهران؟
في تصريحات تلفزيونية بثت قبل أيام، قال المرشح الرئاسي المحتمل رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي فريد زهران، إنه لن يقبل على التحالف مع أي شخص يتحالف مع الإخوان.
وأوضح المرشح الرئاسي المحتمل، أنه "لن يختتم حياته السياسية بالتحالف مع أي شخص يدعم الإخوان"، مضيفًا أنه ضد الإخوان وخصم لمبادئهم؛ "لأنهم خلطوا الدين بالسياسة، ويتسمون بالطائفية، كما أنهم استخدموا العنف والإرهاب".
وأكد رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، أنه لن يغازل التيار السلفي وجماعة الإخوان أو أي قوى لا تتوافق مع مبادئ الحزب والحركة المدنية، مشيرًا إلى أن لديه خطوطًا حمراء، لا يستطيع تجاوزها.
ماذا عن عبدالسند يمامة؟
لم يكن عبدالسند يمامة بدعًا من المرشحين المحتملين، فالمرشح الرئاسي المحتمل، استبق منافسيه بالإعلان عن موقفه من تنظيم الإخوان، في تصريحات عدة سابقة، مؤكدًا رفضه لأي عودة محتملة لتنظيم الإخوان.
ففي حوار مع صحيفة محلية وآخر مع برنامج تلفزيوني بث في يونيو/حزيران الماضي، قال رئيس حزب الوفد المصري والمرشح الرئاسي المحتمل عبدالسند يمامة، إنه لا يقبل عودة "الإخوان" للمشهد السياسي، مؤكدًا أن الحزب الذي يرأسه لا يحتوي على أي عناصر من الإخوان، كون عقيدة "الوفد"، تتعارض تمامًا مع فكر التنظيم الإرهابي.
وأوضح المرشح الرئاسي المحتمل، أن وصول تنظيم الإخوان المسلمين إلى الحكم في العام الذي تولى فيه الرئيس الإخواني الراحل محمد مرسي (201 -2013) أسهم في إظهار الوجه القبيح للتنظيم الإرهابي، وخلق حالة غضب عارمة في الشارع، انعكست في شكل مظاهرات واحتجاجات عمّت أنحاء البلاد، حتى وضعت نهاية لحكم التنظيم الإرهابي، وأنهت محاولاتهم لاختطاف مصر من هويتها.
وفي حوار سابق مع صحيفة "الوطن" المحلية، قال يمامة، إن تنظيم الإخوان ارتكب جرائم وخطايا كان من الصعب على الشعب المصري تجاوزها، مؤكدًا أن ذلك التنظيم الإرهابي لا يؤمن بالأساس بالديمقراطية، ولا تداول السلطة، فالجماعة كانت تجرى وراء مشروعها الوهمي للخلافة الإسلامية.
هل من آخرين؟
إلا أن رئيس حزب الكرامة السابق والمرشح الرئاسي المحتمل أحمد الطنطاوي، كان له رأي مختلف؛ فالسياسي الشاب وجه في عام 2019 دعوة للسلطات المصرية للتصالح مع جماعة الإخوان تحت دعوى الإصلاح السياسي.
دعوة كررها الطنطاوي قبل أشهر، معلنًا عدم ممانعته التصالح مع تنظيم الإخوان المصنف إرهابيًا في مصر، مما أثار انتقادات من قوى سياسية مصرية لموقفه.
تلك الدعوة تلقفها تنظيم الإخوان، فرئيس المكتب السياسي للتنظيم حلمي الجزار، خرج في لقاء مع أحد المنابر الإعلامية الإخوانية قبل أيام، معبرًا عن إعجابه بأحمد الطنطاوي المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية.
وفي تصريحاته، قال الجزار عن الطنطاوي: "كلامه متقن ومرتب ويخاطب الوجدان المصري"، مشيرًا إلى أنه "يرى فيه حالة انضباط".
aXA6IDE4LjExOS4yNDguMjE0IA==
جزيرة ام اند امز