إخوان مصر واستجداء "الحوار".. متنفس ومخاوف من تكريس العزلة
لا تتوقف محاولات تنظيم الإخوان وحلفائه عن محاولة إيجاد موطئ قدم للعودة من جديد للمشهد السياسي بعدما لفظهم الشعب المصري في ثورة شعبية.
ويعمل التنظيم جاهدا على محاولة "اختراق المشهد السياسي" الحالي في مصر، والبحث عن منفذ للخروج من عزلتهم، وذلك في أعقاب دعوة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى حوار وطني يتسع للجميع، واتجاه الوضع في مصر إلى إصلاحات سياسية وانفتاح على المعارضة الوطنية.
وقال الرئيس المصري خلال حفل إفطار الأسرة المصرية الذي يقام سنويا، أبريل/نيسان الماضي، إن "مصر تتسع للجميع، والاختلاف في الرأي لا يفسد للوطن قضية"، معلنا إطلاق "حوار سياسي" مع كل القوى بدون استثناء ولا تمييز.
وفي أحدث تحركات الإخوان بشأن دعوة "الحوار السياسي"، دشن عدد من المعارضين السياسيين في الخارج من حلفاء الإخوان حملة توقيعات بشأن ما اعتبروه "مطالب تستهدف بناء الثقة واختبار حسن النية والجدية حول بدء مرحلة سياسية جديدة".
وأقر الموقعون على الحملة بأن "الدعوة للحوار قد تمثل متنفسا، وفرصة لتخفيف معاناة المسجونين"، على حد تعبيرهم.
وطرحوا ما قالوا إنه "سلسلة من الإجراءات والتدابير لبناء الثقة مع مكونات المجتمع السياسي والمدني المصري".
وبالتزامن مع حملة التوقيعات تلك، أصدر تنظيم الإخوان (جبهة محمود حسين ) أو ما يعرف بـ(معسكر إسطنبول) التي دخلت منذ شهور في صراع عنيف على المال والسلطة مع جبهة إبراهيم منير في لندن، بيانا رسميا الثلاثاء، حول الحوار.
وقال التنظيم إن "الحوار أداة سياسية وأمر لازم وضروري"، و"الإرادة الصادقة لإجرائه ينبغي أن تتوفر لها شروط النجاح والاستمرار، وفي مقدمتها توفر حسن النية وبناء الثقة".
ومؤخرا، جدد القيادي بجماعة الإخوان، يوسف ندا، دعوته للمصالحة، زاعما في رسالة نشرها موقع "إخوان سايت" التابع لجبهة إبراهيم منير، أن "باب جماعة الإخوان مفتوح للحوار والصفح مع النظام الحالي بعد رد المظالم". وسبق أن قال "ندا" في سبتمبر/أيلول العام الماضي: "الباب مفتوح للحوار مع النظام المصري".
مخاوف من تكريس العزلة
وفي تعليقه، قال هشام النجار الخبير في شؤون حركات الإسلام السياسي في حديث لـ"العين الإخبارية" إن: "تحركات تنظيم الإخوان بشأن استجداء الحوار يعكس ما يعانيه قادة وعناصر التنظيم من عزلة وتخوف من تعميقها وتكريسها مع انطلاق حوار وطني حقيقي".
وتابع: "يهدف الحوار مصلحة الدولة ويعظم تماسكها بعد الإنجازات الوطنية التي تحققت بمعزل عن مصالح تنظيمات وجماعات ثبت أنها تحرص فقط على مصالحها الضيقة ومكاسب تخص قادتها وعناصرها فقط".
وردا على بيان حملة التوقيعات بشأن الحوار مع الدولة و"تدابير بناء الثقة"، قال النجار: "فحوى البيان وطبيعة أسماء كثير من الموقعين عليه يشير إلى رغبة الإخوان استغلال الحراك السياسي الداخلي الجديد، ودعوة القيادة السياسية للحوار لحرفه عن مساره الطبيعي واختطافه ليحقق مصالح الجماعة الآنية، ويفكك أزمتها الخاصة، ويحل مشاكل قادتها المسجونين على ذمة قضايا والهاربين".
إفشال الحوار السياسي
وأردف الخبير السياسي المصري: "هذا البيان يؤكد محاولة الإخوان إفشال الحوار السياسي، حيث إن اجتماع شمل مختلف مكونات المعارضة الوطنية مع قيادة ومؤسسات دولتهم للانصهار في مسار العمل والنضال الوطني بآلياته وضوابطه أمر يتخوف منه التنظيم.
وأوضح: هذا الأمر يزيد انكشاف التنظيم وعزلته ويتركه وحيدة خارج السياق الوطني، وهذا ليس ذنب المصريين ولا ذنب المجتمع والدولة المصرية إنما ذنب قادتها فهم من اختاروا بمواقفهم وقراراتهم منذ البداية هذا الطريق وكتبوا على أنفسهم هذا المصير".
تبديد الثقة
ومن جهته، قال الدكتور أحمد بان الخبير في شئون حركات الإسلام السياسي في حديث لـ"العين الإخبارية" إن التنظيم بوضعه الحالي المتشظي لا يملك أي قوة تمكنه من إملاء أي شروط".
والتنظيم، يؤكد "بان" بسلوكه سواء فترة وجوده في الحكم بما جسده من إقصاء ومغالبة بدد أي ثقة لدى الفرقاء في الساحة السياسية المصرية، كما كان سلوكه عندما خرج من الحكم منافيا لكل قيم المواطنة، أو الأخلاق.
وقال "بان": لا أتصور أن يعتبر أحد تنظيم الإخوان شريكا سياسيا موثوقا؛ سواء اجتمع التنظيم أم لم يجتمع على الإيمان بالحوار والمشاركة به".
بان أكد أيضا أن "هناك حاجة ماسة لحوار وطني جاد بين الدولة وكل مكونات الحياة السياسية الجادة التي تحترم شروط المنافسة السلمية السياسية بشرط توفر البيئة المناسبة".
وشدد النائب والإعلامي مصطفى بكري على أن دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي لإجراء حوار سياسي لا تعني مصالحة جماعة الإخوان.
وأضاف في تصريحات تلفزيونية سابقة أن "المواقف من جماعة الإخوان معروفة، فهي احتكمت إلى السلاح وحرّضت على القتل".
ومنذ سقوط حكم الإخوان في مصر، عام 2013 لم تتوقف محاولات التنظيم الإرهابي لبث الفوضى بالداخل، واستغلال الأحداث لإعادة الجماعة المطرودة بأمر الشعب إلى المشهد السياسي، لكن دائما ما يفشل في تحقيق مآربه التخريبية بفضل يقظة الأجهزة الأمنية ووعي الشعب المصري.
aXA6IDMuMTQ1Ljg1Ljc0IA== جزيرة ام اند امز