"ثورة 30 يونيو".. رصاصة الرحمة على إرهاب الإخوان
مصطفى حمزة استبعد قبول الشعب المصري أي حديث عن عودة الإخوان للعمل العام مرة أخرى.
"رصاصة الرحمة على إرهاب تنظيم الإخوان".. هكذا يصف خبراء مصريون الثورة التي أسقطت التنظيم الإرهابي بمصر في الذكرى الخامسة لها.
ويبدو أن أوهام عودة تنظيم الإخوان الإرهابي للحياة مرة أخرى، باتت في مهب الريح، بعدما ضربت الانقسامات صفوف التنظيم وبالتزامن مع خفوت بعض الأصوات الداعية للمصالحة، وإدراك الجماعة "الرفض الشعبي لها، بحسب ما ذكره مراقبون، تحدثوا لـ"العين الإخبارية".
وفي ديسمبر/ كانون الأول 2013، صنفت الحكومة المصرية تنظيم الإخوان كـ"جماعة إرهابية"، وصدر حكم بحظر جميع أنشطتها.
- باحث فرنسي: إسرائيل تدعم "الإخوان" لتمزيق المنطقة
- لماذا يرفض المصريون المصالحة مع جماعة الإخوان الإرهابية؟
ويخضع المئات من قادة الإخوان وأنصارها، وعلى رأسهم الرئيس المعزول محمد مرسي، ومرشد الجماعة محمد بديع، ونائبه خيرت الشاطر، منذ ذلك الحين، لمحاكمات جنائية في قضايا تتعلق معظمها بالتحريض على العنف والتخابر، فيما فر آخرون إلى تركيا وقطر.
وقال إبراهيم ربيع، القيادي السابق بالإخوان، إن ثورة "30 يونيو" الشعبية في مصر كانت بمثابة "بداية العد التنازلي لإنهاء وجود تنظيمات ما يسمى بـ"الإسلام السياسي" وعلى رأسه جماعة الإخوان، ليس في مصر فقط، بل ربما في إقليم الشرق الأوسط والعالم".
وأوضح ربيع أن "تنظيم الإخوان بات يدرك أن المزاج المصري العام يرفض وجوده سياسيا واجتماعيا وثقافيا، ويدرك أيضا أنه يتم بناء الوعي الجمعي لإنهاء التنظيم في كل ما سبق، ومن ثم يعمل حاليا على هدف واحد وهو الإرباك والضجيج ومحاولة الاختراق بين الحين والآخر دون نجاح يذكر".
ونوه القيادي السابق إلى أن ما يصدره التنظيم من بيانات تسعى إلى استعطاف المصريين وتحريضهم على النظام، ويمكن وصف ذلك بـ"حملة ابتزاز للمصريين وإرباك وعيهم الجمعي على أمل العودة".
وأكد ربيع أنه "كلما اقترب المصريون من حسم أمرهم بإنهاء وجود هذا التنظيم الإرهابي تظهر دعوات تتحدث عن مصالحة من هنا وهناك".
ودعا القيادي السابق تنظيم الإخوان قبل طرح فكرة العودة - المستبعدة تماما - إلى العمل على "تفكيك التنظيم الدولي للإخوان، وتسليم السلطات المصرية وثائق وخريطة التحالفات بين التنظيم والدول الداعمة له تمويلا وإعلاميا، وتسليم السلطات المصرية كل العناصر الهاربة الصادر ضدها أحكام قضائية، وإعلان اعترافه بشرعية كل الإجراءات التي تم اتخاذها منذ 3 يوليو/ تموز 2013".
ويبدو أن تنظيم الإخوان، بات يدرك عمليا الرفض الشعبي له واستحالة عودته، فلم يحمل بيانه عن أحداث 30 يونيو، والصادر قبل يومين، أي إشارة أو حديث عن "عودة مرسي للحكم" كما في السابق.
بل حاول التنظيم الإرهابي اللعب على عواطف المصريين من منطلق استعادة ثورة "25 يناير".
تلك المحاولة واجهها استنكار واشمئزاز حتى من شباب التنظيم وأتباعه المعلقين على صفحة المتحدث الرسمي باسمه على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
ويقول هشام شريف "وأنتم كنتم بتعملوا إيه يا حلوين؟!! بتسلموا شبابكم؟!!".
فيما يرد عمرو حمودة غاضبا "أنتم لسه (مازلتم) عايشين... جاتكم ستين خيبه على خيبتكم".
الخبير في شؤون الحركات الإسلامية خالد الزعفراني، أكد أن هناك انقساما كبيرا تشهده الجماعة في الفترة الراهنة حول أفكارها ومستقبلها، بين فريق يبرر استخدام العنف ومسؤول عن العمليات الإرهابية التي تحدث حاليا باسم جماعات صغيرة فرعية، وفريق آخر يتبنى البحث عن هوية جديدة وإعادة تشكيل الجماعة على أمل استمالة الشعب المصري مرة أخرى.
وتوقع الزعفراني انهيار الجماعة في كل الأحوال بسبب الضعف الكبير الذي استشرى بين صفوفها، في ظل هذا الجمود الفكري.
فيما استبعد مصطفى حمزة، مدير مركز دراسات الإسلام السياسي بالقاهرة، قبول الشعب المصري أي حديث عن عودة التنظيم الإرهابي للعمل العام مرة أخرى.
وقال حمزة إن "هذه القضية حسمها الرئيس السيسي، حينما قال إن أي مصالحة مع الإخوان لا يمكن أن تتم إلا بقرار من الشعب وليس بقرار من الرئيس، وهذا ما ينبغي وضعه في الاعتبار قبل أي شيء".
وشدد مدير مركز دراسات الإسلام السياسي بالقاهرة على أن "هناك عددا من المسلمات من بينها أنه لا تصالح مع الإرهاب، ولا تصالح في القضايا المنظورة أمام القضاء"، داعيا الإرهابيين لـ"تقديم ما يثبت حسن نيتهم".
وأشار حمزة إلى أن "على الجماعة أولا أن تتصالح مع نفسها بالاعتراف بالخطأ في التقدير السياسي، والاعتذار للمصريين عن إراقة الدماء في الشوارع".
وطالب حمزة جماعة الإخوان" بأن تحل نفسها بنفسها، إذا كانوا يريدون التصالح مع الشعب المصري، كمواطنين مصريين مسلمين".