قيادي سابق يكشف لـ"العين" حقيقة مراجعات "الإخوان"
تفاصيل جديدة عن تنظيم الإخوان الإرهابي يكشفها من تركوا الجماعة كمنشقين عنها.. ماذا قال؟
جند تنظيم الإخوان الإرهابي مجموعة من وسائل الإعلام الإقليمية والمحلية، فضلا عن شركات عالمية تعمل في مجال العلاقات العامة من اجل تحسين صورة الجماعة في الرأي العام العربي والدولي، تارة عبر إصدار البيانات المزدوجة، التي تحمل في طياتها معنيين متناقضين، وتارة أخرى عبر الترويج لما يسمى بـ"المراجعات"، من اجل الإيحاء بأن التنظيم أدرك وقوع عدد من الأخطاء لديه، يعمل على إصلاحها، وبالتالي يطالب الشارع العربي بفتح الباب أمامه مرة أخرى.
بوابة "العين" الإخبارية التقت أحد قيادات الجماعة من غير المعروفين إعلامياً، وهو إبراهيم ربيع، الذي كان عضواً في ما يسمي بلجنة "الرموز والشخصيات العامة" والتي كانت مهمتها استمالة من ينتمون إلى تلك الشريحة من المجتمع إلى التنظيم وأفكاره.
وعما يسمي يالمراجعات الفقهية قال: "هي ليست مراجعات، لكنه اعتراف بالندم لأنهم لم يتمنكوا من رقاب المصريين حين حانت لهم فرصة لن تتكرر في يناير/كانون ثاني 2011".
واستعان ربيع بما أصدره مكتب الإرشاد المؤقت للتنظيم من نتائج لما وصفه بالمراجعة التي أجراها لأداء الجماعة منذ عام 2011 وحتى عام 2017، والتي كشفت أن الجماعة أخطأت في عدة أمور، من بينها الخلط بين الحزب والجماعة.
أسباب الانشقاق
وفيما يتعلق بأسباب انشقاقه عن التنظيم، قال: "لكي أعود إلى الإسلام والوطن". وأضاف: "عقيدة الإخوان سياسية قائمة على أساس (السرد الإيماني) للوصول إلى السلطة، وفي النهاية إقامة دولة الخلافة المزعومة".
وسرد ربيع قصته مع التنظيم فقال إن بداياته كانت في سن المراهقة، حيث كانت أسرته متأثرة بشكل كبير بأيديولوجيا تنظيم الإخوان في فترة السبعينيات، وكانت جماعة الإخوان عملت على توظيف أماكن العبادة لأغراض سياسية، مع تغييبها لكل القضايا الفكرية والفلسفية والثقافية.
وكشف أنه في عام 2006 حافظ على نشاطه في صلب التنظيم الإخواني، وتدرج في المواقع الخاصة بقسم التربية ونشر الدعوة والطلاب والمكتب الإداري بالجيزة ولجنة التنمية الادارية ولجنة الصفوة والرموز التي تستقبل رموز المجتمع الرياضية والفنية والمالية والاجتماعية.
وقال إنه عندما بدأ بطرح الأسئلة عن أهمية التنظيم الحديدي في عمل مدني سياسي واجتماعي ودعوي، لم يتلقَ رداً أو حتى نقاشاً، ومنذ تلك الحلقة تغيرت علاقته بتنظيم الإخوان فكرياً وعاطفياً، و"تدعمت القطيعة ولذلك فضلت أن أنسحب بدلاً من لعب دور الشاهد السلبي".
استراتيجية الجماعة
كشف إبراهيم ربيع عن أن استراتيجية الجماعة تقوم أساساً على تجنب النقاش العام حول نواياها الحقيقية الشمولية، وتسويق خطاب يتمثل في أنهم ضحايا “النزعات العنصرية والمعادية للمسلمين”، إلى أن تبلغ مرحلة الإمساك بدواليب الحكم وإقامة مشروع التمكين الذي يتعارض مع القيم الوطنية والقومية للمجتمعات.
وطرح سؤالاً: "هل الإخوان تنظيم سري أم جمعية خيرية تهتم بأوضاع الأولى بالرعاية؟ ثم عقب بالإجابة: "هو تنظيم سري يمارس الاستغلال والانتهازية لمصالحه"، مؤكداً أنه تنظيم يصدر لنا العمل الدعوي والخيري ويمارس غسيل مخ المستهدفين لتجنيدهم تنظيمياً، ويصدر العمل السياسي لغسيل وجهه التنظيمي، واستغلال الكيانات السياسية الشرعية، والمرور من خلالها للجماهير لتسويق مشروعه التنظيمي".
معركة وعي
وقال ربيع إن معركة الدولة الوطنية المؤجلة لأكثر من 80 عاماً مع كيانات موازية تتنازعها الولاء والانتماء، حيث الكيان الأخطر، وهو تنظيم الإخوان السري، وهي في الأساس معركة وعي.
وأكد أن الدولة في مواجهة الإخوان تخوض معركة لتحرير مواطنيها وحقنهم بالانتماء لتحرير وعيه واسترداد وطنه.
ووصف ربيع الجماعة السرية، وفقاً لما يعرفه، بأنها قبيلة بدائية منغلقة متعصبة، تعتبر نفسها دولة خارج الدولة وليس داخل الدولة بالتعبير الشائع، حيث لها انتماؤها وولاؤها ومشاعرها وحماسها ووجدانها التنظيمي وذاكرتها التاريخية التنظيمية التي تبدأ من تاريخ تأسيس التنظيم.
وأضاف: "التنظيم يعتبر نفسه دولة لها أمجادها التنظيمية الخاصة بها ورموزها التنظيميين المبجلين، أبطالهم هم أبطال التنظيم عندهم، وهم من يمكث لأطول فترة في السجون ومنازلة الأوطان وإرباك المجتمع وبلبلة الأفكار الوطنية".
واستكمل حديثه بأن الذكي لدى تنظيم الإخوان الإرهابي هو من ينجح في اختراق القانون العام، وينشر الفوضى النفسية والفكرية والحركية، زعماؤهم هم زعماء التنظيم، حيث إنهم دولة لا تعترف بأي قيمة خارج إطار التنظيم، ولا تعترف بالذاكرة الوطنية والتاريخية للبلاد بل تعمل على تشويهها وتعمل على تشويه أي رمز أو إنجاز وطني أو ثقافي أو اجتماعي أو عسكري للبلاد.
وعن قيمة الرموز الوطنية، قال ربيع، إن قدماء المصريين في اعتقاد تنظيم الإخوان الإرهابي أصنام وأحجار ورموز لإذلال الشعوب، ولا مكان لديهم للشخصيات الوطنية التاريخية مثل سعد زغلول وعباس العقاد، ويعملون كل ما بوسعهم على تشويههم.
aXA6IDMuMTQ1LjYzLjE0OCA= جزيرة ام اند امز