ما يمثله فكر الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد وأبي رؤية 2030، لهو حجر الزاوية في عملية الانتقال والتحديث، ليس للمملكة بل للإقليم كافة.
الأمير محمد بن سلمان أعلنها قبل أشهر، بأن الإعلام «الإخونجي» يعمل على الإيقاع بين المملكة ومصر.. تصريحه في ذلك الوقت يحمل رسالة بأن حالة التطرف والإرهاب «الإخواني» ستكون من أولويات المملكة، وتأكدت تلك الرؤية في مؤتمرات الرياض الثلاثة، التي حضرها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
على المستوى المحلي السعودي، مررنا بفترة امتدت ثلاثة عقود، استغلت التيارات الإخوانية ونسختها المحلية ظروفاً إقليمية، كما ذكر الأمير محمد بن سلمان في مشاركته في منتدى «مبادرة مستقبل الاستثمار» وأمام العالم.
كثيرة هي التصريحات التي على ألسنة مسؤولين غربيين بعد وقوع كل حادثة إرهابية في المدن الغربية، والتي تعلن الجماعات الإسلامية مسؤوليتها عنها، يحمِّلون الأنظمة السياسية والمؤسسات الدينية التصدي لهذا الفكر المتطرف، لكن للأسف لا نسمع من رجال الدين ومؤسساته لدينا سوى الشجب والاستنكار، ومن ثم الصمت المطبق حتى وقوع حادثة إرهابية أخرى.
وتتكرر الأسطوانة، بل إن شعوبنا العربية غرقت في الفكر «المؤامراتي» وكأنها حرب على الإسلام، أما في منطقتنا العربية وبعض الدول الإسلامية، فقد حصد الإرهاب المتخفي بالدين الإسلامي آلاف الضحايا من المسلمين.
هذه الإرهاصات وهذا التردد في تفكيك الخطاب الديني المتشدد، دفع بعض الدول الغربية إلى مراجعة خطاب الأقليات المسلمة، فبدأنا نسمع عن مؤتمرات عن الإسلام الفرنسي والأميركي وغيرهما.
في ظل هذا التردد والخوف وواقعية مراجعة الفكر الديني؛ لمواكبة العصر من المؤسسات والمرجعيات الدينية، سواء سنية أم شيعية، مع الإقرار بوجود بعض المشاريع الفردية في هذا الصدد، إلا أننا نعيش في دوامة مستمرة.
على المستوى المحلي السعودي، مررنا بفترة امتدت ثلاثة عقود، استغلت التيارات الإخوانية ونسختها المحلية ظروفاً إقليمية، كما ذكر الأمير محمد بن سلمان في مشاركته في منتدى «مبادرة مستقبل الاستثمار» وأمام العالم، أن تلك الظروف الإقليمية تتمثل بقيام الثورة الإيرانية، وعملها الدؤوب لتصدير آيديولوجيتها إلى الضفة الغربية من الخليج، ناهيك عن حالة الحرب الباردة، التي تمثلت بحالتنا المحلية بالغزو السوفيتي لأفغانستان، نتيجة لتلك الظروف، تشكلت من قبل التيارات الإخوانية في الداخل حالة من النشاط الحركي، الذي تغلغل في مفاصل الدولة، وحارب أي تقدم اجتماعي وثقافي يسعى إلى التحديث في البلد.
لقد عشنا حالة من الاختطاف الفكري من هذه الجماعات الإسلاموية للمجتمع ولمؤسسات الدولة لتلك العقود، وظهرت على السطح مؤسسات مالية وإعلامية وفكرية لهذه التنظيمات المتشددة، ودفعوا بشبابنا إلى مواقع الصراع في الإقليم وفي العالم، وأصبحنا وكأننا مسؤولون عن حل مشكلات الآخرين إلا مشكلاتنا، بدواعي الـخصوصية المحلية الواهية.
إن تصريح ولي العهد في تلك المنصة في تاريخ 24 أكتوبر، وبعبارات واضحة ومحددة، عندما قال: «إننا سنحارب التطرف فوراً»، لهو تاريخ موت ما سمي بـ«الصحوة»، وهي انطلاقة وطننا بكل أطيافه إلى المستقبل، بخطاب ديني منفتح على كل الأديان والثقافات في العالم، وبإعلانه عن مشاريع اقتصادية «تريليونية»، متمثلة في مشروع «نيوم»، فإنه على قناعة، ونحن معه، بأن بيئة الاستثمار من قبل الشركات العالمية وبعض الدول تتطلب استقراراً سياسياً وأمنياً، وهو لا شك موجود في المملكة، كما ذكر في مقابلته مع وكالة «رويترز»، أن المملكة ومنذ 100 عام تعيش هذا الاستقرار، ولكن للانفتاح والتحديث في هذا المشروع يجب محاربة التطرف في الإقليم كافة، والبعد عن ثقافة الانغلاق والعداء للآخر، التي عملت عليها سنوات تيارات الإسلام السياسي وخصوصاً الإخوانية، وغرستها في عقول الجماهير، وهي للأسف رابضة في العواصم الغربية.
إن ما يمثله فكر الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد وأبي رؤية 2030، لهو حجر الزاوية في عملية الانتقال والتحديث، ليس للمملكة بل للإقليم كافة، وفي هذا السياق، نقول كشعب سعودي شاب «إننا معكم في قارب أحلام الوطن، الذي لن توقفه الأعاصير والأمواج المتلبسة بالتدين المزيّف».
نقلا عن "الحياة" اللندنية
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة