جبهة "الخلاص" في تونس.. زورق عودة الإخوان بقبطان "خارج الخدمة"
محاولات جديدة يسعى من خلالها إخوان تونس للعودة من جديد للحكم، والالتفاف على مسار 25 يوليو/تموز، الذي أزاح البرلمان الذي كان تحت سيطرتهم.
إخوان تونس عادوا إلى تحالفاتهم السابقة وأوراقهم المحروقة، متخفين وراء قبطان زورق يقوده، أحمد نجيب الشابي؛ رئيس حزب الأمل، والمحامي ذو التوجهات اليسارية؛ حليف النهضة التاريخي.
وفي تحالف بين الجانبين أعلن عن الانطلاق في مسار تشكيل جبهة باسم جبهة "الخلاص" تضم عشرة مكونات سياسية إخوانية، أو موالية للجماعة (5 أحزاب و 5 تنظيمات).
ويتعلق الأمر بحركة النهضة، وقلب تونس (حزب نبيل القروي) و ائتلاف الكرامة الإخواني، وحراك تونس الإرادة (حزب المنصف المرزوقي) وحزب الأمل، بالإضافة إلى خمسة مجموعات سياسية أخرى منها "مواطنون ضد الانقلاب" و"توانسة من أجل الديمقراطية" (أنصار الإخوان).
وهذه الأحزاب المشكلة للحلف الجديد، هي التي كانت ممثلة في البرلمان المنحل يوم 30 مارس/آذار الماضي، وتتهم بفضائح فساد المالي، وجرائم إرهاب، وبتبييض الأموال والسرقة.
ويزعم الشابي أن الحل لإنقاذ البلاد من أزمتها الاقتصادية والسياسية في الحوار، وعبر تشكيل حكومة إنقاذ وطني (موازية)، دون أن يوضح أن هذه الأزمات هي وليدة عشرية سوداء من حكم حلفائه الذي يريدون العودة من الرماد بعد أن حرقوا جميع أوراقهم.
موئل "تبييض الإخوان"
ومنذ حكم الرئيس الراحل زين العابدين بن علي، أطلق المتابعون للشأن السياسي على نجيب الشابي اسم ”نجيب الله”، إشارة إلى ارتمائه منذ ثمانينات القرن الماضي في أحضان الإخوان، حيث كانوا ينشطون تحت جناح حزبه ”الحزب الديمقراطي التقدمي”، ليقوم من خلاله بعملية تبييض القيادات النهضوية.
وأحمد نجيب الشابي كان حليفا قويا للإخوان، والتحالف معهم ممتد منذ عام 2005، من خلال "تحالف 18 أكتوبر"، حيث عمد إلى بعث حركة سياسية ساهمت بشكل كبير في تطبيع العلاقة بين الحركة الإخوانية والمجتمع التونسي. وخاض المعركة عوضاً عنهم ضد نظام الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي.
حركة النهضة تنكرت بعد 14 يناير/ كانون الثاني، 2011 لنجيب الشابي، حليفها التاريخي بأن فضلت أن تدفع بالمنصف المرزوقي إلى رئاسة قصر قرطاج، بعد أن أطلقت عليه ذبابها الإلكتروني في حملات مستمرة لتقزيمه والاستهانة بتاريخه.
هذا الأمر جعل أحمد نجيب الشابي، يعارض حركة النهضة لفترة، قبل أن يعود بعد إجراءات 25 يوليو، التي أعلن عنها الرئيس قيس سعيد، لمغازلة الإخوان وطرح نفسه بديلا لتعويض خساراتها.
جبهة فاشلة
ويرى مراقبون أن "هذه الجبهة مكونة من السماسرة والانتهازيين والوصوليين والفاشلين بعد دمار عشر سنين من حكم الإخوان، الذين يتلونون من أجل العودة من جديد تحت يافطات جديدة".
وقال عبد المجيد العدواني الناشط والمحلل السياسي إن "إخوان تونس يواصلون محاولاتهم لتقسيم البلاد، وبث الفتنة والفوضى في صفوف الشعب التونسي"، مشيرا إلى أن "أحمد نجيب الشابي هدفه الكرسي فقط، حتى ولو على حساب مصلحة بلاده، ويحاول تعويض فشله في جميع الاستحقاقات الانتخابية السابقة بالاستثمار في الأزمات وفي المناخات المتعفنة".
وأكد المحلل السياسي التونسي، أن هذه الجبهة "هي سقطة جديدة في تاريخ الشابي (78 عاما) و الذي يعرف جيدا أن الإخوان وظفوه خدمة لأجنداتهم".
أهداف جبهة الخلاص
وأوضح أن "الإخوان يريدون من جبهة الخلاص أن تفضي الى تشكيل حكومة "إنقاذ" موازية يترأسها أحمد نجيب الشابي، تكون مهمتها التحضير لانتخابات تشريعية ورئاسية سابقة لأوانها".
وأشار العدواني إلى تسمية حكومة الإنقاذ قائلا: "الإخوان! ماذا سينقذون؟ ..هم من ورطوا البلاد وأدخلوها في أزمات اقتصادية واجتماعية صعبة وأفلسوا خزائنها وتسببوا في الاغتيالات السياسية وتسفير الإرهابيين، وقتل الجنود والأمنيين في عشرية الخراب الفارطة".
ورأى أن هذه الجبهة سيكون مآلها الفشل، موضحا: "تم الانتقال إلى تشكيل الحكومات الموازية، وهي مسألة خطرة تهدف إلى تقسيم البلاد، ما يذكرنا بليبيا ببرلمان طبرق وبرلمان طرابلس"، وفق تعبيره.
"هذه الجبهة خلقت ميتة نظرا لأنها لن تغير شيئا في المسار الإصلاحي الذي اتخذه الرئيس التونسي قيس سعيد"، يضيف العدواني.
وفي وقت سابق قال الرئيس التونسي خلال مأدبة إفطار رمضاني مع قيادات أمنية، إن "من أراد أن يزرع بذور الفتنة، أو أن يعلن حكومة موازية أو برلمانا في المنفى فليلتحق بالمنفى وليس البرلمان".
النهضة منبوذة
بدوره قال القيادي بحزب التيار الشعبي جمال مارس إن حركة النهضة هي التي تحرك كل ذلك باعتبارها أصبحت حركة "مكروهة ومنبوذة ما جعلها تعود إلى تحالفاتها القديمة" لذلك عادت إلى تحالف 18 أكتوبر/تشرين الأول لسنة 2005.
وأكد مارس في تصريحات سابقة لـ"العين الإخبارية"، أن "الإخوان ليس لهم أي مصلحة لإنقاذ تونس، بل لديهم طموحات من أجل الكرسي فقط وهدفهم الوصول إلى السلطة باعتبار أن عددا منهم ترشحوا للرئاسة في السابق، ويرون نجاح قيس سعيد عائقا لهم في الانتخابات القادمة".
aXA6IDEzLjU5LjE4My4xODYg جزيرة ام اند امز