عجز إخوان اليمن عن تركيع شبوة عسكريا فلجأوا للعبث بملف الكهرباء في المحافظة مستغلين سيطرتهم على منشآت النفط بمأرب كآخر أوراق ابتزازهم السياسي.
وبدأ الإخوان عقب إخماد تمرد مسلح نفذته عدد من القيادات العسكرية والأمنية الموالية لحزب الإصلاح الإخواني في عتق منتصف أغسطس/آب الماضي بممارسة أعمال منع وتقطع ممنهج لناقلات الوقود القادمة من مصفاة صافر في مأرب والمخصصة لتموين محافظة شبوة (جنوب).
حرب إخوانية من نوع آخر أدت لانقطاعات التيار الكهربائي وتوقف بعض محطات الكهرباء بسبب نفاد مادة الديزل، في مسعى لإفشال جهود استتباب الأمن والاستقرار الذي يقودها محافظ شبوة عوض ابن الوزير.
وأرجع مصدر مسؤول في وزارة الكهرباء الطاقة اليمنية في تصريح لـ"العين الإخبارية"، انقطاع التيار المتكرر في مدينة عتق ومديريات شبوة إلى قطع السلطات في مأرب تموين الوقود الحكومي المخصص للمحافظة الجنوبية، مشيرا إلى أن ذلك بدأ بعد إفشال تمرد الإخوان المسلح.
وتبلغ كميات الوقود المخصصة للكهرباء في شبوة وحدها نحو 80 ألف لتر تقلها بشكل يومي شاحنة من شركة صافر الحكومية بمأرب إلى مدينة عتق، حاضرة المحافظة على بحر العرب، لكن في الآونة الأخيرة برزت أياد مدعومة من الإخوان تمنع الشاحنات.
وقال مصدران مسؤولان في مأرب وشبوة لـ"العين الإخبارية"، إن أحد أياد العبث الموالي للإخوان يدعى "علي سعيد بن جلال" من عبيدة، وهو من يقف خلف التقطع ومنع الشاحنات المحملة بالوقود والمخصصة للكهرباء في محافظة شبوة، كان آخرها ناقلة تم منعها اليوم الجمعة من المرور قبل أن يتم مصادرتها.
وبحسب المسؤولين فإن الرجل يمارس أعمال العصابات، إذ اختطف شاحنة الوقود القادمة من شركة صافر لدى عبورها باتجاه شبوة وأجبرها على إفراغ حمولتها في إحدى محطات مأرب دون أن تقوم الأجهزة الأمنية في المحافظة الخاضعة للإخوان في ردعه أو توفير الحماية لمرور الشاحنات، وهو ما يشير إلى حرب ممنهجة.
ويحاول الإخوان استغلال سيطرتهم على مأرب التي تضم منشأة صافر النفطية والغازية في قطع الوقود والكهرباء على حد سواء، واستخدامه كسلاح سياسي للضغط على محافظ شبوة الذي أطاح بمنظومة فسادهم العسكرية والأمنية، ونهبهم لثروات النفط والغاز في المحافظة.
حصار من المحروقات
سبق لإخوان اليمن الوقوف خلف حرب الخدمات في المناطق المحررة الخارجة عن نفوذهم السياسي والعسكري عبر العبث بالكهرباء، إذ يؤدي انطفاؤها لاحتقان شعبي واسع في المدن الساحلية ذات درجة الحرارة العالية، في جريمة إنسانية تتاجر بعذابات الناس.
وبحسب مدير فرع شركة النفط اليمنية في شبوة أحمد بن فهيد، فإن المحافظة تعيش أشبه بعملية حصار موجهة استهدف قطعا كليا لإمدادات المحروقات، وذلك رغم توجيهات وزير النفط والطاقة في الحكومة اليمنية والمدير التنفيذي لشركة النفط اليمنية.
واتهم مدير فرع شركة النفط في شبوة نظيره في مأرب، وهو من الموالين للإخوان، بممارسة سلسلة من العراقيل والتوقيفات لمخصصات محافظة شبوة من الوقود منها ما يخص الكهربا ء وأخرى بنزين تخص المحافظة.
وأكد المسؤول اليمني أنه ورغم استمرار الحصار من مأرب ومنع ديزل الكهرباء إلا أن محافظ شبوة الشيخ عوض بن محمد الوزير وجه بعدم قطع التيار مهما كلف الأمر، والجهود مستمرة إلى حين المنحة الحكومية.
جاء ذلك في سلسلة مقاطع مصوره نشرها بن فهيد على مواقع التواصل الاجتماعي للتوضيح للرأي العام والسكان في محافظة شبوة، مشيرا إلى ما وصفه بـ"التوجه المريب والممنهج لقطع التيار الكهربائي ومنع مرور الشاحنات من مأرب" بعد أحداث عتق مؤخرا، في إشارة لتمرد الإخوان.
تدخل إسعافي
كان محافظ شبوة تقدم بطلب عاجل إلى رئيس الحكومة اليمنية معين عبدالملك بشراء كمية إسعافية من مادة الديزل لكهرباء المحافظة قبل أيام كأحد الحلول لإسقاط رهان الإخوان في المتاجرة بعذابات الناس وراحتهم.
وإثر ذلك، وجه رئيس الحكومة اليمنية معين عبدالملك وزراء الكهرباء والنفط والمعادن والمالية بشراء 5 آلاف طن من مادة الديزل ككمية إسعافية لكهرباء محافظة شبوة للظلام الدامس الذي تعيشه المحافظة.
وأرجع ذلك إلى أعمال "التقطع للناقلات القادمة من محافظة مأرب إلى شبوة، والتسويف في عملية القطع والتحميل من جانب آخر"، إشارة لممارسة الإخوان.
لكن ورغم ذلك يعول سكان شبوة على مجلس القيادة الرئاسي بالتدخل الحاسم لوضع حد لعبث الإخوان وأياديهم الذين لا يردون للمحافظة أن تستقر، والتدخل لإيجاد حل جذري يمنع استغلال الخدمات كالكهرباء كسلاح وورقة للضغط والمساومة السياسية.