إخوان تونس.. اختراق إجرامي للمؤسسات ونهب للثروة
حزب النهضة تعامل مع خزينة الدولة بمنطق الغنيمة، حيث سارع في تقديم ما سمي بـ"التعويضات" لأنصاره.
مسار من الفشل الاقتصادي والاجتماعي تتخبط فيه منظومة الحكم في تونس منذ سنة 2011 ، فكل المؤشرات بلغت أرقامها القياسية في ظل نظام إخواني عجز عن توفير الحاجات الأساسية لنجاح الانتقال الديمقراطي.
وقد تعامل حزب النهضة مع خزينة الدولة بمنطق الغنيمة، حيث سارع في تقديم ما سمي بـ"التعويضات" لأنصاره وإغراق القطاع العام بالتعيينات المشبوهة التي تقوم على مبدأ الموالاة وليس الكفاءة.
وزير المالية السابق الذي استقال من منصبه في عهد الترويكا حسين الديماسي (2011-2014) قال ، في تصريح خاص لـ"العين الاخبارية "، إن حكومة حمادي الجبالي أغدقت التعويضات على أنصارها بمقدار مليار دولار، مؤكدا أن الكلفة المالية التي قدمتها الحكومة للمتمتعين بالعفو التشريعي العام أربكت خزينة الدولة وأدخلت البلاد في دوامة الانهيار الاقتصادي.
وأضاف أن حزب النهضة انحاز إلى تقديم الامتيازات لأنصاره على حساب الكفاءات التونسية التي كانت قادرة على ترسيخ منظومة إصلاحية على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والثقافي.
تفكيك المنظومة الأمنية لخدمة الإرهاب
استمات حزب النهضة الإخواني سنة 2011 في الحصول على وزارة الداخلية من أجل تفكيك المنظومة الأمنية وتمهيد الطريق لبروز الجماعات المسلحة وانتشار الإرهاب في جبال "الشعانبي" و "مغيلة" و "سمامة" وتسفير الشباب التونسي إلى بؤر التوتر تحت رعاية قطرية تركية.
وقد أوكلت غنيمة وزارة الداخلية إلى علي العريض القيادي بحزب النهضة والمتهم في تفجير نزل بمحافظة المنستير وسط شرق البلاد سنة 1986 .
وبدأ يبرز منذ تلك الفترة ما يسمى بالأمن الموازي، وهو سلك أمني يمتثل لقرارات الإخوان وينسق مع قياداتها دون الانضباط للدولة وللدستور.
وليد سلامة عضو هيئة الدفاع عن شكري بلعيد ومحمد البراهمي قال، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية "، إن هذا الاختراق كان هدفه تجميع المعلومات و التنصت على أجهزة هواتف الخصوم السياسين ويصل إلى حد التخطيط وتنفيذ عمليات الاغتيال.
وقد سقط نتيجة اختراق وزارة الداخلية كل من شكري بلعيد (يسار) في فبراير/ شباط 2013 ومحمد البراهمي (قومي) في 25 يوليو/ تموز 2013 ضحية الإرهاب الإخواني.
وأضاف أن اختراق وزارة الداخلية عن طريق علي العريض والأمن الموازي خلق دولة إخوانية أخرى داخل الدولة، حيث أثبتت تحقيقات هيئة الدفاع أن حزب النهضة كان ينسق مع إخوان مصر في فترة الرئيس الأسبق محمد مرسي من أجل تنفيذ عمليات قتل ضد خصوم الإسلام السياسي.
الولاء للجماعة قبل الوطن
بدوره، قال أستاذ علم الاجتماع بكلية العلوم الإنسانية بصفاقس زهير غالي، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية "، إن أنصار حزب النهضة لا يدينون بالولاء للدولة التونسية، هم يعتبرونها رقعة جغرافية تنتمي إلى فضاء إخواني أوسع، مؤكدا أنهم ينتهجون مبدأ "التقية" والكذب من أجل التمكن من كل وسائل الدولة.
وأضاف أن ذلك يعتبر أصلا من أصول العمل الحركي لدى الجماعة، والذي يتبع منطق اصطياد الفريسة والمواربة والنفاق السياسي وعدم الإيفاء بالوعود، إضافة إلى تكفير الخصوم وتأثيم أعمالهم.
وأشار إلى أن أجهز الإخوان سيطرت على الوزارات الحساسة منذ سنة 2011 "وزارة الداخلية والشؤون الدينية"بهدف نشر فكرهم وقاموا بتعيين أقربائهم وساندوا كل الشخصيات السياسية الهشة مثل منصف المرزوقي رئيس الدولة 2011-2014 ومصطفى بن جعفر رئيس البرلمان 2011-2014 ورئيس الحكومة الحالي يوسف الشاهد.
وفي غمرة هذه القيادات الهشة قام الإخوان بتثبيت أعوانهم وزبانيتهم في مفاصل الدولة دون الاستناد على معيار الكفاءة .