"الرصاصات".. نظام جديد لتنظيم الوقت باستخدام الورقة والقلم
طريقة تصور هذا النظام البسيط تكمن في تخيله عبارة عن مكعبات للعبة الليجو، لكل مكعب وظيفة محددة مثل ترتيب اليوم وتخطيط الشهر
طور المبتكر الأمريكي ريدير كارول، نظاما لتخطيط الحياة وتنظيمها عبر تدوين ملاحظات سريعة وأساسية على اليد وفي كراسات، هذه الطريقة تسمى "Bullet Journal "BuJo أو "الرصاصات".
وحاول كارول، مدير إحدى شركات التصميم في مدينة نيويورك الأمريكية، والذي سبق وابتكر عديدا من التطبيقات وألعاب الفيديو، حاول تنظيم حياته عن طريق تطبيقات وأنظمة وخطط وتقويمات وبرامج على الشاشة، وتأكد أنها لم تكن تفيده، حينئذ طور طريقته الخاصة التي تحتاج ورقة وقلم رصاص فقط وتعد فعالة وقليلة الإجهاد.
وشارك هذا المبتكر نظامه مع بعض الأصدقاء، وفي غضون وقت قليل تحول إلى ظاهرة، ولاحقا بات كتابا يطبق تقنياته حاليا مئات الآلاف من الأشخاص في جميع أنحاء العالم.
ويؤكد: "يمكن استخدام طريقة (BuJo) كقائمة مهام لا بد من إنجازها، دفتر مذكرات، مخطِّط، كراسة رسومات أو كل ما سبق في الوقت نفسه".
ويضيف: "مرونتها تنجم عن بنيتها النموذجية، وتكمن طريقة تصور هذا النظام البسيط في تخيله عبارة عن مكعبات لعبة الليجو. لكل مكعب وظيفة محددة مثل ترتيب اليوم وتخطيط الشهر أو تحقيق هدف، وهو فعال بمفرده مع أنه عند عمل جميع المكعبات في المجمل يتحقق الحد الأقصى للكفاءة والفاعلية".
ووفقا لما يشير إليه كارول، فإن "كل مستخدم يمكنه مزج وجمع المكعبات لإضفاء طابع شخصي على النظام وتلبية احتياجاته".
كتل البنية أو أعمدة النظام هي المؤشرات، التسجيلات المستقبلية والشهرية واليومية المشار إليها عن طريق "تسجيلات سريعة": ملحوظات موجزة ورموز تسمح بالتقاط الأفكار وتصنيفها وتحديد الأولوية بينها على وجه السرعة.
وتعد الـ"bullets" أو "الرصاصات" عنصرا ضروريا في هذا النظام، إذ إنها تتمثل في التقاط الأفكار وتكثيف المعلومة الخاصة بموضوع ما عن طريق توضيح الأكثر قيمة في صورة عبارات قصيرة وواضحة وموضوعية.
ويوضح كارول أن "كل (bullet) ترتبط برمز معين يسمح بتصنيفها، على سبيل المثال: 1- أمور لا بد من فعلها (مهام)، 2- خبرات (أنشطة)، أو 3- معلومات لا نريد نسيانها (ملاحظات)".
وتابع: "التخطيط باستخدام ورقة وقلم يجبرنا على التفكير فيما نحتاجه والفاصل الوحيد أمامنا هو خيالنا"، والتطبيقات والأنظمة الرقمية تقدم لنا منظورا معينا جدا، والأمور يجب أن تكون على نحو محدد".
ويوضح كارول أنه "بالورقة والقلم ينطلق التخطيط من أساس: ما الذي أحتاجه؟ بدلا من الاستناد إلى ما يفيد به أشخاص آخرون عما نحتاجه"، مضيفا: "نحن نكيّف خبرتنا الشخصية على احتياجاتنا الحقيقية".
ووفقا لكارول، فإن عالم "الأونلاين" مليء بملهيات لا نهاية لها، ويقدم لنا طرقا لا حصر لها لتسليتنا مثل المشاهدة والقراءة والشراء.
ويقول: "المعلومة في متناول أيدينا على نحو غير محدود، ولكنّ وقتنا وطاقتنا محدودان، لذلك علاقتنا بالعصر الرقمي ليست ناضجة".
ويضيف: "لا نعرف كيفية التعامل مع جيمع هذه المعلومات التي نشعر إزاءها بالرعب والإلهاء، والتغيرات تزداد سرعة تدريجيا، لكننا-وببساطة- لا نحاول مواكبة العصر".
كما يؤكد أنه "لتسهيل حياتنا، ينبغي لنا توفير وقت (غير المخصص للإنترنت) وفتح كراسة والتفكير في حياتنا".
وبالنسبة إلى كارول، فإن اليوم الذي نقضيه مع الورقة والقلم "يبدأ دوما بتفكير. في برهة من الـ24 ساعة، أفضل ما يمكن فعله هو إخراج الأفكار الأساسية القابعة في رؤوسنا وبلورتها على أوراق كراسة".
ويعرب عن أسفه، قائلا: "تأتينا أفكار كثيرة للغاية على مدار اليوم تصل إلى 50 ألف فكرة تتوارد إلينا واحدة تلو الأخرى، والعدد الأكبر منها يمضي، ولكن عقولنا تحاول الاحتفاظ بها، ما يجعلنا نشعر بالقلق والاضطراب".
ويشدد كارول على أن "كتابة تلك الأفكار التي لا نود نسيانها وتخصيص وقت لها وطاقة لهذه الممارسة خلال 24 ساعة، أمر علاجي".
ويوضح أنه "عند كتابة قائمة بتلك الموضوعات التي نود التطرق إليها، لن يتعين علينا استهلاك طاقة عقلية كبيرة، لكي تتم الأمور على خير ما يرام".
ويختتم الخبير حديثه بأن "التعبير عن أفكارنا ممارسة لها من الأثر الكبير طوال الوقت، ويمكننا تكرارها يوما وراء يوم حتى نعتادها ونتخذها عادة، ونتمكن بذلك من تصفية عقولنا على نحو أكبر تدريجيا".
aXA6IDMuMTM4LjEyNi41MSA= جزيرة ام اند امز